والذي لايمثل سوى نفسه ويقتات على فتات الدعم الخليجي ويطالب بالتدخل العسكري في سورية ولو على حساب الدم السوري تنفيذاً لما يؤتمر به من قبل صانعيه ومموليه تشير بوضوح إلى أن هذه الجامعة المختطفة باتت طرفاً أساسياً في المؤامرة على سورية وأطلقت رصاصة الرحمة على أهدافها التي أنشئت من أجلها ولاسيما العمل العربي المشترك والأمن القومي العربي وحرفت بوصلتها عن العدو الصهيوني الذي يحتل الأرض العربية ووجهته نحو تنفيذ الأجندات الاستعمارية التي تستهدف وحدة الصف العربي والإسلامي والآن تستهدف سورية عبر توفير الغطاء السياسي لإجرام الإرهابيين وتشريع الإرهاب المنظم واستباحة الدم السوري.
لقد خالفت الجامعة ميثاقها ونظامها الداخلي وضربت عرض الحائط بكل القوانين والشرائع الدولية ولاسيما فيما يتعلق بعدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول وذلك عبر اتخاذ قرارات تسمح بتشريع الإرهاب وبث الفوضى عبر إذعان لاملاءات ورغبات حكام قطر والسعودية وذلك عبر شرعنة إرسال السلاح إلى الجماعات الإرهابية المتطرفة التي ترتكب الجرائم بحق الشعب السوري وتستهدف كوادره العلمية ومراكز جيشه وذلك بعد فشل جهود الجامعة الحثيثة في استصدار قرار من مجلس الأمن يتيح التدخل العسكري في سورية الأمر الذي يشير إلى أن كلاً من قطر والسعودية اللتين تقفان وراء قرارات الجامعة ضد سورية وشعبها تتحملان مسؤولية سفك الدم السوري ومايحدث في سورية من أحداث عنف وقتل وتدمير كما تشكل هذه القرارات بمثابة إعلان حرب على سورية ونشر ثقافة قانون الغاب والمؤامرات ومعاقبة الدول التي لاتسير في ركب السياسة الأميركية والغربية الاستعمارية إذا أخذنا بعين الاعتبار أن قطر والسعودية خادمتان لتنفيذ الأجندة الاستعمارية ونشركل مايرضي أميركا وإسرائيل في المنطقة.
من المؤكد أن هذه الخطوة التصعيدية ضد سورية وشعبها جاءت نتيجة اتفاق أميركي صهيوني مع مشايخ وأمراء النفط الخليجي فالمعلومات التي سربت من جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى كل من السعودية وقطر تشير إلى أن العملاء تلقوا أوامر بتسليح الجماعات الإرهابية وقد ظهر ذلك أيضاً في تصريحات وزير الخارجية السعودي والحمدين القطريين الكبير والصغير حول ضرورة تقديم السلاح إلى الجماعات التكفيرية الوهابية التي تقوم ببث الفوضى وتدمير المؤسسات الخدمية وارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق المواطنين الآمنين الأمر الذي يفسر هرولة قطر والسعودية إلى الجامعة العربية المختطفة واتخاذ قرارات كهذه ضد العرب عموماً والسوريين على وجه الخصوص وذلك لإيجاد غطاء سياسي عربي على جرائمهم بحق الشعب السوري وتورطهم في سفك الدم وإضعاف سورية إرضاء لأوامر الأميركي الذي يسعى إلى إثارة الصراعات المذهبية والدينية عبر عملائه من أجل إسقاط المنطقة عموماً وسورية على وجه الخصوص باعتبارها الداعم الأساس لمحور المقاومة والممانعة وبالتالي تنفيذ المشروع الأميركي الصهيوني المسمى الشرق الأوسط الجديد الذي يقسم المنطقة إلى كانتونات ضعيفة لاحول لها ولاقوة مايعني القضاء على أي تشكيل سياسي في المنطقة يقوم على أساس العداء للسياسة الأميركية والعدو الصهيوني.
لقد أعلنت الجامعة بقراراتها الخاطئة بحق سورية وشعبها أنها مطية لتنفيذ الأجندات الاستعمارية وأنها رهينة الموقف السياسي المنحاز لدول خليجية وتحاول استهداف سورية ولاسيما قطر والسعودية اللتين تعملان منذ بدء الأزمة على تشويه حقيقة مايجري على أرض الواقع من إرهاب منظم وتسخران أموال النفط من أجل تقديم السلاح للجماعات الإرهابية واستقدام المرتزقة من كل أصقاع العالم وتدريبهم ومدهم بالمال والمعلومات الاستخبارية بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا وتركيا والولايات المتحدة الأميركية والعدو الصهيوني وتسهيل عبورهم إلى سورية عبر دول الجوار لارتكاب الجرائم وبث الفوضى وتدمير قدرات الشعب السوري واستهداف علمائه ومراكزه البحثية لإضعاف سورية والنيل من دورها المقاوم والممانع، الأمر الذي يؤكد أن هذه الجامعة التي باتت عبرية وليست عربية أطلقت رصاصة على كل أهدافها التي أنشئت من أجلها بل أنها تعمل الآن ضد مصالح الشعوب العربية خدمة لمصالح الغرب الاستعماري عبر تبنيها لمشاريع قرارات دمرت ليبيا واليمن وتونس وتحاول الآن تدمير سورية.
إن المواقف والقرارات التي اتخذتها الجامعة منذ بدء الأزمة المفتعلة في سورية والتي تمثلت بتعليق عضوية سورية وفرض عقوبات اقتصادية على الشعب السوري وتعطيل الجهود العربية والدولية لحل الأزمة السورية سلمياً وعبر الحوار وغيرها من القرارات الجائرة والتي انتهت بإعلان حرب وسفك المزيد من الدم بقرارها الأخير الذي يدعم الجماعات المسلحة بالسلاح علناً كل ذلك شكل قناعة لدى الشعب السوري وقيادته أن هذه المنظمة باتت في عداد الأموات بالنسبة للسوريين بل إنها من المنظمات العدائية وبالتالي فهي غير صالحة لأن تكون طرفاً في أي جهد دولي لحل الأزمة في سورية وما اتخذته من خطوات عدائية في الآونة الأخيرة والذي يأتي رداً على انطلاق مسيرة الحوار وتكاتف السوريين لإنجاحه لن يثني هذا الشعب العظيم الذي أبدى صموداً أسطورياً في مواجهة أعتى حرب كونية تشن ضده من مواصلة مسيرته في مواجهة المؤامرة وإفشالها عبر الالتفاف حول جيشه البطل الذي يلاحق فلول الإرهابيين ويعمل بكل شجاعة واقتدار على استئصال الإرهاب وبسط الأمن والاستقرار في ربوع سورية الحبيبة وإن إعلان النصر لقريب بفضل وعي السوريين وقوة جيشهم وحكمة قيادتهم ولن يكون مصير العملاء والمتآمرين إلا على مزابل التاريخ.
mohrzali@gmail.com