خلال الفترة الاخيرة علما بأن الفيديو لا يحوي سوى مقتطفات من اقواله المتكررة ولكنها تكشف مدى انفصام شخصيته المتناقضة.
وبحسب جريدة سوزجو التركية فان الفيديو الذي حمل عنوان رئيس وزراء واحد وأردوغانين اثنين والذي تناولته العديد من المواقع الالكترونية حمله المستخدم التركي سعيد توتار على حسابه في موقع يوتيوب وبعد فترة من الزمن حطم الرقم القياسي بنسبة المشاهدة فسارعت حكومة أردوغان بمنع هذا الفيديو ومن يحاول فتح هذا الفيديو تظهر لديه رسالة تحذيرية تقول ان هذا المحتوى لا يظهر في هذا البلد بسبب شكوى قانونية تم تقديمها من قبل الحكومة التركية.
وبعد حظر حكومة أردوغان للفيديو قام توتار بنشره مرة ثانية من حساب آخر وكتب الملاحظة التالية لم نستطع أن نفهم سبب حظر الحكومة لمقطع الفيديو فهو لا يحتوي على أي كلمات نابية أو أي اهانة بل يقتصر على تصريحات أدلى بها رئيس وزرائنا العتيد.. لذلك قمنا بتكرار بثه مرة أخرى.
وفي تفاصيل الفيديو البالغ مدته نحو ثماني دقائق يظهر جليا مدى تناقض تصريحات أردوغان فهو يصرح مرة بان لغة شعبه واحدة وفي تصريح اخر يقول أنا لم أقل أبدا أن لغة شعبي لغة واحدة أو دين واحد وفي تصريح ثالث يقول أنا لا أرضى أن يقوم الاثرياء بدفع النقود كي لا يخدموا في الجيش ويجبر الفقراء على خدمة العلم وفي آخر يناقض ذلك بقوله انا أعرف أنكم متحمسون لتعرفوا تفاصيل خدمة العلم المدفوعة قبل المباشرة باصدار المرسوم.
وبشأن تدخل الناتو في ليبيا يقول أردوغان بأي حق يتدخل الناتو في ليبيا.. ما هذه السخافة.. ما عمل الناتو هناك ويناقض هذا الموقف في تصريح آخر فيقول يجب على الناتو أن يدخل إلى ليبيا ليسهل على الليبيين السيطرة على بلدهم.
وحول مسألة قيادة الدرع الصاروخي الذي نصبه اردوغان على ارضه بزعم حماية بلاده يقول في احد مقاطع الفيديو اذا فكرنا بهذا الامر على أراضينا فيجب أن تكون القيادة بيدنا وفي بيان آخر له يقول قلنا ان القيادة الحتمية يجب أن تكون بأيدي الناتو.
وعلى هذا المنوال يتابع الفيديو المذكور بث تصريحات اردوغان المتناقضة والتي تثبت مدى الانفصام الشديد الذي يعانيه في شخصيته فهو يتحدث في جزء من الفيديو عن السيادة فيقول السيادة يجب أن تكون بيد الشعب وهذه الحقيقة كذبة كبيرة ثم يعود ليقول في تصريح آخر السيادة دون قيد أو شرط هي للشعب.. لا نقاش في هذا.
وحول رد فعل أردوغان في مؤتمر دافوس عندما لم يصافح الرئيس الاسرائيلي يشير الفيديو إلى تصريحات أردوغان فيقول يا سيد بيريز صوتك مرتفع جداً.. ارتفاع صوتك هذا هو احساس بالذنب.. أنتم تجيدون القتل جيداً.. نحن نعرف جيدا كيف كنتم تقتلون الاطفال على الشواطئ ومرة أخرى يناقض موقفه هذا بالقول أنا لم أستهدف أبدا الاسرائيليين أو بيريز أو اليهود.. ردة فعلي كانت تجاه مدير الجلسة.
وبشأن مكافحة الارهاب يقول أردوغان في احد تصريحاته الارهاب ارهاب كيف لي أن أحاور ارهابيا أو أن أجلس مع رئيس يقوم باحتضان الارهابيين.. ماذا ستقول عني أمهات الشهداء عندما سيرونني أجلس معهم جنبا إلى جنب.. أنا لا أبدل دمعة أم شهيد واحدة بهؤلاء في اشارة إلى زعيمة حزب السلام والديمقراطية التركي المعارض ويعود أردوغان إلى متناقضاته فيقول ان الذين التقيتهم يريدونني أن أتفاوض مع زعيمة حزب السلام والديمقراطية لانها تخطو بالاتجاه الذي نريده نحن.
في المحصلة يكشف الفيديو تناقضات أردوغان وصبيانيته السياسية ومدى انفصام شخصيته وهذا يظهر جليا في تعامله مع الازمة في سورية فاردوغان الذي يدعي حرصه على الديمقراطية وحقوق الانسان في بلاده والدفاع عن شعبه يرعى الارهاب والارهابيين في العالم وهو الذي حول بلاده إلى مرتع للارهاب الدولي عبر مسارعة حكومته إلى تصدير الارهابيين إلى سورية وتسهيل مرورهم عبر الحدود وتسليحهم وتحويل اراضي بلاده إلى مراكز لتدريبهم وايوائهم وزجهم بالازمة في سورية خدمة لمآرب اردوغان الخاصة والحالم بعودة زمن الانكشارية والباب العالي.