يبدو أن الطرفين يكثفان الجهود الدبلوماسية في محاولة متأخرة للتوصل الى انفراج قبل القمة الأوروبية المزمع عقدها في الـ 17 و 18 من هذا الشهر, في وقت يتهم فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بـ»صب الزيت على النار» من خلال انتهاج خطاب مزدوج مع تسريبات منظمة جدا لأغراض انتخابية.
حيث التقى جونسون أمس نظيره الأيرلندي ليو فارادكار لإجراء محادثات مع اقتراب موعد «بريكست».
وتأتي المحادثات وسط جهود للتوصل إلى اتفاق في قمة الاتحاد الأوروبي التي ستعقد يومي 17 و18 تشرين الأول قبل مغادرة بريطانيا المقررة للكتلة في نهاية الشهر بعد ما يقرب من خمسة عقود من العضوية.
وقال فارادكار للبرلمان الأيرلندي أول أمس أنه سيعمل حتى اللحظة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق، لكن ليس بأي ثمن.
وقال وزير الأعمال كواسي كوارتينج لإذاعة الـ «بي بي سي»: السبب وراء لقاء جونسون مع فارادكار ليس مجرد إجراء محادثة اجتماعية, وأضاف: إنهم يركزون بجدية على محاولة حل هذه القضية ومحاولة التوصل إلى اتفاق على أي أساس يمكننا ترك الاتحاد الأوروبي, أعتقد أننا نتجه إلى احتمال التوصل الى اتفاق.
وسيلتقي وزير بريكست ستيف باركلي مع نظيره الأوروبي ميشيل بارنييه في بروكسل اليوم، في زيارة تأجلت مدة 24 ساعة بعد ترتيب اجتماع جونسون على عجل مع فارادكار.
إلا أن بارنييه أبدى تشاؤما أول أمس عندما قال للبرلمان الأوروبي: نحن لسنا على وشك تصور التوصل إلى اتفاق.
وركز جونسون وفارادكار في مناقشاتهما على الحدود الأيرلندية الشمالية المثيرة للجدل، والتي أثبتت أنها نقطة الخلاف الرئيسية في مفاوضات بريكست الشاقة, في وقت تصر بروكسل على أنها لن توافق على أي خطة تقوض السوق الموحدة أو تترك أيرلندا مكشوفة، وتسلم النقابيين المتشددين في الشمال حق التصويت.
ووسط تصاعد التوتر بين لندن وبروكسل حول بريكست، يتهم جونسون بصب الزيت على النار من خلال انتهاج خطاب مزدوج مع تسريبات منظمة جدا لأغراض انتخابية.
ووفقا للنهج الرسمي ، يبذل الزعيم المحافظ كافة الجهود لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول مع اتفاق، لكنه مستعد لبريكست «دون اتفاق» في حال عدم التوصل لتسوية استنادا إلى الخطة التي أرسلها الأسبوع الماضي.
لكن وفقا للتسريبات التي كشفها مكتبه للإعلام، لا تفضي المفاوضات الحالية مع بروكسل إلى نتيجة بسبب تعنت الأوروبيين وفي مقدمتهم ألمانيا وإيرلندا.
والأجواء المشحونة أصلا مع اقتراب موعد «بريكست»، ازدادت توترا بعد كشف هذه التسريبات التي اعتبرت بأنها تندرج ضمن خطة منظمة حيال إمكانية فشل المفاوضات الجارية في بروكسل التي باتت أكثر ترجيحا, وهناك أيضا الانتخابات المبكرة في بريطانيا التي تلوح في الأفق.
وقال وزير الخارجية الأيرلندي سايمون كوفني: يبدو أن البعض في بريطانيا يولون أهمية أكبر للتحضير للانتخابات التشريعية قبل البحث عن اتفاق.