ورافالجي التي عملت لدى عدة جهات أمنية أمضت 19 عامًا في واشنطن وشغلت خلالها مناصب مختلفة حساسة في الاستخبارات في الكونغرس ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وكذلك في وزارة الأمن الداخلي (بما في ذلك مكافحة الإرهاب)، وكانت أيضًا محللة في شبكة CENTCOM .
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية، بالتغريد بأن إبعاده وعزله من منصبه»سيثير حرباً أهلية» لن تستطع البلاد الوقوف في وجهها أبداً.
لم يقل ترامب إن إقالته ستؤدي فقط إلى هزيمة انتخابية كبيرة للديمقراطيين، أو حتى لاندلاع الاحتجاجات الجماهيرية، بل قال «الحرب الأهلية»، وهذا يعني أن الأميركيين سيحملون السلاح ضد الأميركيين الآخرين نيابة عنه.
لقد حذر ترامب بالفعل من احتمال نشوب (حرب أهلية)، و قال: «لقد توصلت إلى استنتاج مفاده أن ما يحدث ليس عزلاً، إنه انقلاب».
فإذا تمت إدانة الرئيس الأميركي وعزله من منصبه من قبل مجلس النواب وإدانته من قبل مجلس الشيوخ، فلا يُتوقع منه قبول النتيجة فقد يرفض هذا الحكم باعتباره غير شرعي من وجهة نظره.
لذا فقد سعى إلى نزع الشرعية عن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لإطلاقها تحقيقاً في المساءلة، قائلاً للصحفيين: «فيما يتعلق بي، لم تعد رئيسة لمجلس النواب»، مقترحاً القبض على رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف، الديموقراطي المسؤول عن التحقيق، بتهمة الخيانة، إن الأزمة الدستورية في الولايات المتحدة هي فقط بمراحلها الأولى، ويبقى السؤال المهم بلا إجابة: إذا أدين ترامب في النهاية ورفض ترك منصبه، فمن سيزيحه بالضبط؟
ما يحدث لا يشبه أميركا ذات التقاليد الدستورية الراسخة حين يتم الحديث عن حرب أهلية، انقلاب، أزمة دستورية واختلاف حاد في تفسير بعض مواد الدستور، واتهامات متبادلة بالتخوين ببن قادة الدولة، رغم أن المسألة لم تصل لمرحلة المواجهة التنفيذية لتلك العبارات، فهل هي حرب كلامية والبحث عن فضائح الخصوم كمقدمة للانتخابات المقبلة أم بداية تغيير في أميركا التي يعرفها العالم؟
في العصر الحديث، يُنظر إلى الحروب الأهلية على أنها مشكلة تعاني منها البلدان النامية، إنها الصراعات التي تقسم الأمم والمجتمعات حيث توجد انقسامات سياسية، عرقي أو ديني، ولكن ماذا سيكون موقف الجيش الأميركي إذا حدث شيء مثل هذا في الولايات المتحدة كما تنبأ الرئيس ترامب؟ .
في الواقع، إن نظرة متأنية إلى عمق المجتمع الأميركي تشير إلى أن القوات المسلحة ستكون منقسمة كما يحدث في البلاد الأخرى «الدولة المنقسمة هي مكان خطير بالنسبة للجيش الأميركي»، والنظام السياسي الأميركي يعتمد على مبدأ مهم من الدستور حول «السيطرة المدنية على جيش غير مسيّس».
لكن يُعتقد أن نظريات المؤامرة اليمينية والخطاب السياسي البغيض تطور أيضاً في جزء كبير من الجيش الأميركي.
إن حدة التناقضات الداخلية في الولايات المتحدة اشتدت في الآونة الأخيرة، حيث تكثف «الصراع الثقافي»، وحالات إرسال قنابل إلى منتقدين بارزين للرئيس الأميركي، مثل باراك أوباما وهيلاري كلينتون، وكل هذا يعطي أرضية لـ»نبوءات جديدة» عن الحرب الأهلية الأميركية.
تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن شعبية دونالد ترامب هي أعلى نسبياً بين قدامى المحاربين في الجيش الأميركي مقارنة بالمواطنين الذين شملهم الاستطلاع، لكن يعتقد أن دونالد ترامب هو كل ما يجب أن يحتقره الجيش الأميركي حيث إنه قد هرب من الخدمة العسكرية، وشخصيته تتسم بعدم الأخلاق، وإنه كسول ، متعجرف، غير متعلم، ولعدة عقود كان نجم الصحف الشعبية.
خلال حملته الانتخابية في عام 2016، قال ترامب بأنه يعرف داعش أفضل من الجنرالات، وأضاف بأن الجنرالات لا يعرفون شيئاً، إن وجودهم يصبح محرجاً لبلدنا، حتى أنه اقترح ضمنياً أنه سيطردهم جميعهم، قبل فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
كان دونالد ترامب قادراً على تخويف جنرالات الجيش الأميركي، وحتى لا يفقدوا مناصبهم قرروا طاعته ودعمه.
اليوم في القيادة المركزية الأميركية، يمكنك سماع كبار جنرالات الجيش يكررون نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة: هيلاري قتلت الكثير من الناس، وكان أوباما مسلماً أسود من كينيا، ومكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية بلا أي فائدة للشعب الأميركي، ووسائل الإعلام تنشر معلومات كاذبة.
تدور المحادثات و التعليقات السلبية للمحللين العسكريين الأميركيين حول حلفاء الجيش الأميركي في الناتو مثل الكنديين والبريطانيين والفرنسيين والألمان وضد الناتو بشكل عام، وفي الوقت نفسه، يقول الضباط العائدون من دول الخليج إنه بعد رحيل أوباما وهزيمة هيلاري كلينتون الانتخابية، فإن الزعماء العرب في الخليج سعداء ولا يصدقون عيونهم، لا أحد يزعجهم بشأن قضية حقوق الإنسان ويحصلون على مساعدة عسكرية أميركية دون أي شروط، وإذا لعبوا أوراقهم بشكل جيد ، فقد يقنعون ترامب بمهاجمة إيران عسكرياً.