تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وصايا للقادم...

مجتمع
الثلاثاء 31-12-2013
ملك خدّام

عند الثانية عشرة في منتصف ليل طويل، يرحل عامي عني كسيحاً... ويتركني أقتات حزني أمام رفات من ذكريات.... أحاول إغماض عيني لتتفتح روحي كبتلات زنبقة ساعة السحر... يتضوع حولي عبير ذكرى غافية في قلب أثكلته جراح وطن ينزف حتى الحياة...

صعب أن تشعر أنك على مدار عام في ذات المكان تراوح ... لا تتقدم ولا تتأخّر .. نحو هدف يبدو من سراب..أنت متبلَّد المشاعر الآن .. تشعر بميسم الوقت يطأك - بل يسحقك - خطوة فخطوة... لتكتشف أنك مجرد كتلة في فراغ .. ماذا جرى حتى صرت ميتاً بلا كفن.. باختزال أنت بدأت تفقد توازنك وتهبط في نفق المجهول ... كل ما حولك يبدو ضبابياً .... لا رؤية ... لا بصيص أمل .. لا بقعة ضوء...أنت تنسف من الداخل .. تتشظّى .. في كل الأمكنة, ولكنك لا تجد نفسك في مكان .. العالم يتشكّل بالدم من حولك .. وأشلاؤك لا تعني شيئاً لهذا العالم .. ولا مجرد رقم ..الفوضى الخلاّقة تعبث بكل ما حولك وتقلب الدنيا من حولك رأساً على عقب ... تمسح حتى ملامح وجهك , فلا تكاد تعرف نفسك بين رتل من المبهمين..أَنْظُر إلى الخارج ..برد .. وثلج.. وريح وحدُه صرح الجندي المجهول يقف متحدياً صراع قوى الطبيعة في زمهرير الشتاء ..وحده ذلك - العملاق- يشدُّ كل القانطين إليه ليمنحهم شعلة من روحه التواّقة إلى نصر قريب .. كلما دنوت منه أشعر بالدفء والأمل يسري في عروقي , فأنهض من جديد .. أنتفض ..أغسل عني إحباط عذاب ثلاث سنين ... أعانق ذلك - الصرح- الباقي على مدى الزمن .. من هنا تبدأ الحكايات ولا تنتهي ... فذلك الحجر يغسلنا من الداخل - كما المطر- ... هنا حكاية أمة استيقظت في زمن الغافين ..هنا سنبلة خبز تشبع كل الجائعين ..أكتب على جبهة ذلك الجندي المجهول وصايا للعام الجديد...‏‏

لا تنكسر‏‏

لا تهادن‏‏

لا تساوم‏‏

بل نقاوم... حتى آخر رمق نحن سنقاوم‏‏

سنبقى أحياء طالما تمكّنا من الحفاظ على استمرار حياة الأرض وما تبقّى تفاصيل ندَّونها في سفر التاريخ يوماً بيوم.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية