لدى هذه الشريحة الواعدة بما يحقق الريادة العالمية ويصب في نهضة وتطور البلد لاحقاً ، عبر مسابقة تهدف إلى الكشف المبكر عن القدرات والكفاءات العلمية العالية ورعايتها وتطويرها لطلاب المرحلة ما قبل الجامعية في ثلاثة علوم أساسية هي الفيزياء و الكيمياء و الرياضيات .
وبالجد والمثابرة استمر النجاح و التألق في مسيرة الأولمبياد العلمي التي بدأت عام 2006 و سرعان ما انتقلت به إلى العالمية عام 2008 حيث كان لبرامج التأهيل العلمي المعدة للطلاب المشاركين و التي تقام على شكل ملتقيات ومعسكرات مغلقة في أهم الصروح العلمية في القطر وبإشراف أهم الكفاءات العلمية دور هام في توفير المناخات الملائمة للطلاب و رفع سوياتهم العلمية ، الأمر الذي ساهم في انتقال سورية بفترة قياسية من صفة مراقب إلى مشارك أصيل و نيلها عدداً من شهادات التقدير، كما ساهم في إكساب الأولمبياد العلمي السوري سمعة دولية هامة على الرغم من حداثة نشأته ، و على الصعيد العربي كذلك تحقيق بصمة مؤثرة منذ المشاركة الأولى بنيل ميداليتين فضيتين ومثلهما برونزيتان .
و بروح التحدي و الإصرار على تجاوز الصعوبات لدى المشاركين فيه و القائمين عليه يسجل الأولمبياد العلمي نجاحات جديدة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية سواء على الصعيد الدولي بنيل الميداليات و شهادات التفوق أم المحلي حيث توسعت باقة منافساته لتشمل مادة المعلوماتية في العام الماضي كما دخلت تجريبياً مادة العلوم الطبيعية ضمن مواده هذا العام .
وإذ يصل اليوم الأولمبياد العلمي إلى محطته الأخيرة هذا العام حيث تقام منافساته النهائية على مستوى القطر منتصف الشهر الجاري في أعقاب سلسة من التصفيات استمرت قرابة ثلاثة أشهر اشتدت خلالها المنافسات بين أكثر من 30 ألف طالب وطالبة شاركوا فيها ووضعوا عصارة فكرهم وتجاربهم ؛ نتمنى لطلابنا المزيد من التألق و النجاح و قطف ثمار جهودهم على مدى الأشهر السابقة ، كما نأمل أن تتوسع التجربة لتشمل مختلف أنواع العلوم وأن تحظى بالدعم و الرعاية المطلوبة التي سبقتنا إليها العديد من الدول لإحداث نقلة نوعية في تطور البحث العلمي في سورية ومن ثم النهوض بالبلد وتنميته ،وهو ما نحن في أمس الحاجة إليه.