مشهد أشبه بلوحة فسيفسائية, ذلك الوجود والتلاحم والتفاعل بين السوريين, يحتفلون على اختلاف مشاربهم بعيد الميلاد ويودعون معاً عام 2013 بكل ماحمل لهم من إيجابيات وسلبيات, مشهد ليس غريباً ولاجديداً علينا, فمنذ نعومة أظفارنا ونحن على ذلك الحال, فلايمكن لوطننا وطن المحبة.. إلا أن يكون وطن الخير والتلاقي.
وطني.. يا مَن يورق الحزن تسامحاً في حناياه, ويشع النور والطهر من سماه بأي أبجدية سنكتب عن أرض القديسين والأنبياء.. عن مدينة الياسمين والحب والشمس والقمح والزيتون والريحان، عن وطن الشهداء والأبطال الذين لا يعرفون إلى المذلة طريقا, اقتلعوا بإرادتهم التي لن تنكسر يوماً أظافر حقد دامية ما ألفناها يوماً، فكانت بطولاتهم زهوراً نثروها لتعلّم الأجيال ماهو الصبر والعزيمة والعنفوان... وطن المرأة الفاضلة في قيمها الأخلاقية والوطنية،قدمت الابن والأخ والزوج على محراب الوطن... وطن الأطفال والضحكات البريئة النابعة من قلوبهم البيضاء التي يملؤها الفرح...
إن السوريين عجينة جبلت بحب الخالق تعالى، فسنبقى نرفع الصلوات كما رفعها كل الشرفاء في العالم، ونوحد القلوب في هذا البلد العظيم لنحفظ وحدة ترابه الطاهر، ونؤكد أننا الجذور الضاربة في عمق تاريخ وجغرافية هذه الأرض، فنحن سفراء سلام ومحبة، سلاحنا أغصان الزيتون، حياتنا العيش المشترك وقبول الأخر والنهوض معه، رجاؤنا أن تبقى سوريتنا آمنة مطمئنة لايسودها إلا الحب والسعادة.
ammaralnameh@hotmial.com