تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدراما السورية هل تحوّل المعجزات إلى عرف درامي..؟

فنون
الثلاثاء 31-12-2013
سلوان حاتم

الدراما السورية التي صمدت حالها حال سورية خلال الأزمة التي تمر بها البلاد والتي أثبتت أنها منتج جيد ولو أن الكثير من صنّاعها حاولوا تقليد (الماركة) الدرامية

التي حصلت على كل شهادات التقدير والمحبة من المشاهدين والمنافسة ما بين المحطات الفضائية على العرض الأول والحصري لبعض الأعمال في كثير من الأحيان.. لجأت خلال السنوات الأخيرة إلى صنع المعجزات الدرامية ومازالت تمشي عليها وكأنها أصبحت من أعراف الدراما فلماذا لجأت لهذه الطريقة ؟.‏

هذه المعجزة التي نتحدث عنها ليس ما حققته من نجاح . لكن الحديث تحديداً عن الدراما التي تعيد شخصيات كانت قد أعلنت عن موتها في أجزاء سابقة وربما تتصدر أعمال البيئة الشامية هذا الموضوع وخاصة أن الحديث هذه الأيام عن عودة (أبو عصام) إلى الجزء الجديد من مسلسل باب الحارة, هذه العودة وهذا الحديث استغرق سنوات لإقناع الكاتب والممثل وربما الناس أيضاً أن نهايته التي حدثت فجأة في بداية الجزء الثالث والتي لم تقنع الناس حينها كانت مجرد تصفية حسابات في العمل انتهت بموته وها هو اليوم يعود بعد أن أثبت انه من عوامل نجاح المسلسل السوري الشهير بينما عاد أبو جودت (زهير رمضان) مباشرة إلى العمل بعد مقتله على يد عصام ومعتز وشارك وكأن شيئاً لم يكن.‏

الموسم الدرامي المنصرم كان هناك معجزة أيضاً تمثلت بعودة عاصم (بسام كوسا) والبري (ميلاد يوسف) إلى مسلسل طاحون الشر2 مع أن النهاية كانت واضحة بمقتلهما إلا أنهما عادا إلى المسلسل في جزئه الثاني ولم ينتظر القائمون على العمل مرور جزء بينهما أو حتى جزءين كما حدث مع (أبو عصام) لإقناع المشاهد أن عاصم لم يمت بل كانت (مزحة) ليست من الكاميرا الخفية بل من الكاميرا الدرامية هذه المرة.‏

(بسام كوسا) الفنان السوري سبق أن حدثت معه نفس القصة في مسلسل سابق فقد عاد (صبري بك) إلى الحياة بعد أن طعنه أبو راشد (ناجي جبر) انتقاماً لولده (عجاج) والمفارقة كانت أن (صبري بك) عاد إلى الحياة في الجزء الثاني من بيت جدي بينما شاءت القدرة الإلهية أن ينتقل الفنان ناجي جبر إلى جوار ربه في الحقيقة فأكمل الجزء الثاني نيابة عنه الفنان صالح الحايك فكانت الطبيعة أقوى من الدراما إلا أن العمل تم على أكمل وجه وربما نسي أو تناسى المشاهدون أن صبري بك قُتل في الجزء الأول.‏

معجزات كثيرة حدثت خلال الدراما السورية ربما كانت دراما البيئة الشامية أكثر من استخدمتها وذلك للنجاح الذي حققته هذه الأعمال فكانت النتيجة أن أعاد الكتاب والمنتجون والقائمون على هذه الأعمال بعض الشخصيات إلى الحياة ولم يكتفوا بذلك بل كانت لهم لمسات كثيرة مثل إنطاق الصم والبكم كما حدث مع زهرة (ديمة الجندي) في باب الحارة وعودة العقل إلى دلال (كاريس بشار) وخروجها من البيمارستان في مسلسل (أهل الراية 2) بعد أن جُنت في نهاية الجزء الأول وغيرها من الأحداث التي تحتاج إلى حبكة كبيرة ربما استطاع نجاح بعضها في إقناع المشاهد, بينما مازال بعض هذه الأعمال يطرح إشارات استفهام كبيرة حول عدم ابتكار شخصيات جديدة مع أن الابتكار في بعضها حقق نجاحاً كبيراً مثلما حدث في باب الحارة ذاته عندما استطاع النمس (مصطفى الخاني) سحب البساط من تحت النجوم ليصبح علامة فارقة في المسلسل الذي قد يكون لعودته في الجزء الجديد دور آخر.‏

الدراما السورية مرة أخرى تطرح أمامها قضية المعجزات مع الحديث عن (باب الحارة) فهل ستكون عودته طريقاً جديداً لإعادة إنتاج أجزاء جديدة من مسلسلات قديمة مثل (الخوالي) و (ليالي الصالحية) و (أهل الراية) خاصة أن الأخير انتهى بموت دلال (كاريس بشار) والتي أبقاها المسلسل على قيد الحياة كي لا يقع في ما وقع غيره به..؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية