ويلاحظ المتابع أن جدول الأعمال الذي تضمن حواراً مفتوحاً مع الشباب حول القضايا السياسية والاقتصادية والتربوية وقضايا الشباب، الا أن التركيز انطلق مما تمر به بلدنا، فكان التشديد على تعزيز الانتماء الوطني وتعميقه، والمشاركة المؤطرة بالحقوق والواجبات وترسيخ معاني وقيم ومآثر البطولة والشهادة في حياة المنظمة والوطن وأن تعزيز بناء جسور التواصل مع مختلف أطياف المجتمع تؤسس لإنتاج مشروع مجتمعي متكامل والتأكيد على أن الأمن والأمان وسيادة القانون ركائز أساسية في مشروع نهضة الوطن وتقدمه.
وقد أكد رئيس المنظمة صالح الراشد أن مقترحات الشبيبيين هي مكان اهتمام لترجمتها إلى برامج عمل تلبي احتياجاتهم وطموحاتهم. وأشار إلى أهمية المجالس السنوية في مرحلة يزداد فيها مؤشر الانتماء الوطني في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة وما تمثله من تهديد لحاضر ومستقبل سورية لافتاً إلى
أن الفترة الماضية من هذا العام شهدت مواكبة حثيثة من مختلف الروابط في دمشق تجلت بعدد من الفعاليات والأنشطة التي قام بها الشبيبيون ويأتي عقد المجلس ليشكل فرصة للاستماع إلى طروحات ومقترحات الشباب وتطلعاتهم وعكس كل هذا في خطط وبرامج عمل المنظمة مستقبلاً سواء على مستوى الاتحاد أو الفروع أو الروابط أو حتى الوحدات الشبيبية.
هنا يمكن القول لابد من ايجاد طرق حيوية لتوجيه طاقات الشباب وإمكانياته نحو الأعمال البناءة والتي تصب في خدمة المجتمع وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها البلاد جراء الحرب الكونية الظالمة التي تشنها قوى الاستعمار الغربي والصهيوني بدعم وتمويل من دول التآمر والرجعية، وهذا ما أوضحته آمال عزو حيث قالت: إن المؤتمر يأتي في مرحلة دقيقة تمر بها سورية لتمرير مشروعات مشبوهة تخدم أعداء الأمة... داعية للعمل على تجاوز مواطن التقصير وتكريس ما هو إيجابي لبناء جيل مسلح بالعلم والمعرفة وبقيم الحق والوطنية لا ترهبه التهديدات وأكثر تمسكاً بالثوابت الوطنية.
تقييم
لهذه المجالس أهمية لتقييم العمل ومراجعته، حيث قال عمار الجاجة رئيس مكتب التنظيم ورعاية الرواد: أهمية هذه المجالس كمحطة مهمة من محطات التقييم التي من خلالها يقوم الشبيبيون بوضع الملاحظات حول أهم ما يتعلق بعملهم كمؤسسة اتحادية بغية تطوير العمل والسعي لإنجاحه فهذه المجالس تعتبر من أهم ما يطور عملنا من خلال اقتراحات رفاقنا الشباب التي تسعى لتطوير المنظمة لتحقيق أفضل ما يمكن للوصول الأمثل إلى الشبيبي وإلى المجتمع ككل.
كما عرض فادي حسن من فرع دمشق ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية من العام مؤكداً أهمية المداخلات لتلافي السلبيات وإتاحة الفرصة للتحاور مع الشباب الذين هم عماد الوطن ومستقبله معتبراً أن الشباب يمثلون الاحتياطي الاستراتيجي لهذا الوطن وبهم سيتم بناء الحجر وبناء البشر.
كما تم التركيزعلى تفعيل عمل مراكز الأنشطة الشبيبية والفرق الإعلامية وإعادة افتتاح المراكز والمعاهد الفنية والموسيقية وتكثيف الانشطة الشبيبية في مدارس أبناء الشهداء وإيجاد برامج حوارية لكشف التضليل الإعلامي الذي تتعرض له سورية في حربها على الارهاب وبتشكيل لجان عمل تطوعية على مستوى المحافظة تسهم في تحسين الواقع الخدمي وتفعيل عمل المسارح المدرسية لخدمة الانشطة الشبيبية.
وأشارت المداخلات إلى ضرورة مناقشة الموضوعات المطروحة بموضوعية وشفافية وتقديم كل الآراء والمقترحات التي من شأنها أن تؤدي إلى تطوير العمل الاتحادي وتعزيز دوره.
ونوهت المداخلات إلى أهمية الحوار مع الشباب والسعي لمعالجة همومهم واحتياجاتهم والاستماع إليهم للاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم وتفعيل دورهم في عملية بناء الوطن والمجتمع وأكدت المداخلات أن وطننا قادر على تجاوز كل المحن بهمة شبابه وتضحيات جيشنا الباسل لبناء سورية المتجددة القوية الصامدة.
وعُرض خلال المؤتمر فيلم وثائقي لمحطات عمل فرع الشبيبة بدمشق وفقرة فنية قدمتها فرقة الفنون الشعبية كما تم تكريم عدد من أسر الشهداء الشبيبيين وبعض العاملين في قطاعات التربية والصحة والثقافة والرياضة.
ولا يختلف الأمر كثيراً في مجالس بقية المحافظات ففي ادلب تمت مناقشة نفس المحاور ثم جرى تكريم اسرة الشهيدين فخر الدين حسن وعمر خرفان من المنظمة وأسرة الرفيق الشهيد مصطفى معري من كتائب البعث إضافة إلى الحاصلين على المراكز الثلاثة الأولى على المستوى المركزي وعدد من مديري الدوائر الرسمية المتعاونين مع فرع ادلب لاتحاد شبيبة الثورة ومديري المؤسسات الاعلامية في محافظة إدلب.
وتركزت مداخلات الشبيبيين على ضرورة تخصيص كادر اسعافي مؤهل ومدرب إضافة الى نقطة طبية في كل وحدة شبيبة والعمل على دمج التكنولوجيا في التعليم والعمل على تأمين خطوط انترنت للروابط الشبيبية مع مستلزماتها ودعت المداخلات الى أهمية تمثيل المنظمة في لجنة القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية وتطوير واقع المسرح الشبيبي ودعم فرق المسرح وتأمين بعثات تعليمية داخلية للشباب المتميزين في المجالات المختلفة، وتركز مجالس الفروع حسب برنامجها لهذا العام على إعداد برامج اثرائية لمعالجة قضايا الشباب كمكافحة البطالة والصحة والتعليم والسكن والغزو الثقافي وتعزيز دور الأسرة والمدرسة والمنظمة في ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية والمجتمعية فضلاً عن تفعيل الدور التكاملي للمنظمة مع المنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية التي تتقاطع بساحة عملها مع برامج عمل المنظمة وتعزيز مشاركة المنظمة في عضوية اللجان والمجالس والهيئات لتحقيق دور رقابي فاعل بالمحافظة على الممتلكات العامة وترشيد الاستهلاك ومحاربة الفساد وتفعيل المرافق النوعية وإعادة هيكليتها من خلال إقامة دورات تأهيل مهني وصقل المواهب والكفاءات التخصصية وتعزيز القيم التربوية إضافة إلى مداخلات تطويرية لعمل المنظمة تتعلق بالبنية التنظيمية والدور السياسي والاجتماعي والوطني للمنظمة.
ويقدم لأعمال المجالس تقرير يعتمد التحليل الرقمي والمؤشرات التقويمية والتمثيل البياني لعمل الفرع خلال العام المنصرم مع التأكيد على الاختصار والوضوح والابتعاد عن المقدمات الإنشائية لكافة الأنشطة والفعاليات.