|
وبعد الفورة الثلاثاء 31-12-2013 وهما عملان يتناولان أحداثاً اجتماعية على خلفية تاريخية، ثم اتجهت أعمال المديرية في السنوات التالية نحو المواضيع الاجتماعية المعاصرة مثل (رجال ونساء) و(بعد الغروب) للمخرج فهد ميري، وكانت الشركات الخاصة قد بدأت منذ مطلع التسعينيات بإنتاج أعمال كبيرة نسجت أكثرها على منوال إنتاج المديرية، فحافظت بشكل ما على الخطاب الفكري ذاته، وظهرت اعمال كثيرة انتجتها شركات خاصة وقدمت دراما متطورة شكلاً ومضموناً، سواء في تناولها لبعض المواضيع التاريخية كـ(الزير سالم) و(المتنبي) و(عمر الخيام) و(الظاهر بيبرس) و(صلاح الدين) و(التغريبة الفلسطينية)، أو في تناولها لأعمال أدبية كبيرة مثل مسلسل (نهاية رجل شجاع)، أو في تطرقها الواعي والجريء لمواضيع اجتماعية معاصرة كما هو الحال مع مسلسلات: (ليس سراباً) و(الانتظار) و(زمن العار) و(عن الخوف والعزلة) و(سحابة صيف) و(احلام كبيرة). وبينما تنتشر فكرة ان الدراما التلفزيونية السورية قد عرفت انتشارها العربي بعد ظهور الفضائيات، فإن الوقائع تشير الى خلاف ذلك، وتؤكد ان المشاهدين العرب قد تعرفوا على الدراما التلفزيونية السورية قبل سنوات طويلة من خلال محطاتهم الوطنية الارضية، وتحديداً اعمال دريد ونهاد التي لقيت شعبية واسعة وأسست لتقبل المشاهد العربي للهجة السورية، وللأعمال الدرامية السورية كما حصل مع سلسلة (مرايا) لياسر العظمة التي بقيت لسنوات طويلة الحاضر الدائم على الفضائيات العربية، ومن ثم سلسلة (بقعة ضوء)، وقبل ذلك مع مسلسل (الجوارح) الذي منح الدراما التلفزيونية السورية نكهة مميزة وجذب المشاهد نحو الاهتمام بالصورة والموسيقا المرافقة.. غير انه في وقت لاحق، واستجابة لمتطلبات سوق الفضائيات العربية، ورغبات اصحاب المال، بدأت بالظهور اعمال تسلط الضوء على حالات اجتماعية (وتروج لها في احيان كثيرة) كانت الدراما السورية السورية ترفضها في السابق، كالخيانة وتسفيه دور المرأة، وتمجيد القوة الباغية، وتعاطي المخدرات، وفي هذا السياق جاءت الكثير من الاعمال التي اطلق عليها وصف (اعمال البيئة الشامية) ويثير الاستغراب هنا أن باكورة اعمال هذه المجموعة (أيام شامية) قد تعرض لنقد شديد- من الكاتبات السوريات خاصة- وهو ما لم يحصل بذات الحدة مع الاعمال التالية، وبعضها كان يروج لمفاهيم شديدة التخلف، ويمجد حالات لا يمكن ان تنسجم مع الرغبات بأن تكون الدراما حاملاً لفكر تحرري متطور.. وقد قدمت هذه الاعمال، من حيث يدري صناعها او لا يدرون، صورة مشوهة عن المجتمع السوري، وعن المرأة السورية بشكل خاص، بحيث بدت هذه الصورة وكأنها صورة عامة للمجتمع السوري، وللأسف الشديد فإن الازمة الحالية لم تغير في توجه كثير من المتنجين، بل إن الاسفاف صار ظاهرة تلفت الانتباه في انتاج العديد منهم، فيما يلفت الانتباه بالمقابل (رحابة صدر) الكثير من (الرقابات العربية) مع امثال هذه الاعمال، وهي التي تتخذ عادة مواقف متشددة للغاية. وربما يصبح الامر مفهوماً مادامت هذه الاعمال لا تحكي عن مجتمعاتها، وانما عن المجتمع السوري!! www.facebook.com/saad.alkassem
|