عندما تعد بذلك فإن العالم كله يصدقها لأنه يعرف أن أرض الجولان لا تقول إلا الحق ولا تتفوه إلا بالحقيقة وأنها إذا قالت فعلت.
لكن المحتل الإسرائيلي يحاول يائساً تخفيف قدر يسير من قتامة الصورة المقلقة التي تقض مضجعه وتجعله ليلاً مزروعاً بالكوابيس المفجعة، وينظر باستمرار إلى هذه الصورة المشبعة اسوداداً وقتامة في ذاكرته لكنها في ذاكرة العالم صورة مشرقة تتماوج نبلاً وطهراً، إنها صورة إرادة أبناء الجولان التي لن تلين، والتي ستكون مفتاح النصر القادم وقد لاحت بواكير هذا النصر الذي سيصنعه أبناء الجولان بتضحياتهم الكبيرة أملاً في عودة هذا الجزء إلى صدر الوطن الأم سورية..
يعرف العالم مسبقاً أن شيئاً ما، ايجابياً لن يلوح في الأفق لا عاجلاً ولا آجلاً من قبل المحتل الإسرائيلي الذي يعلن أنه راغب في السلام، لكنه لا يقدم على أرض الواقع برهاناً واحداً يثبت أنه صادق في ادعائه، حتى لو جاء هذا الوعد على لسان أكبر الرؤوس السياسية والعسكرية داخل الكيان الصهيوني بمن في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه أو الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.
أما إذا عزمت إسرائيل على ارتكاب فعل يعود على ضمير العالم بالشر الوبيل من اعتداء على أراضي وممتلكات أبناء الجولان ورمي أحرارهم في غياهب المعتقلات حتى ولو لم تعد مسبقاً بالإقدام على ذلك الفعل، فإن العالم يعرف سلفاً أنه على موعد جديد مع شر إسرائيلي قادم، لكن العالم لا يستطيع التكهن بحجم هذا الشر ومتى تكون بدايته، وإذا بدأ فهو يتوقع أن عليه الانتظار طويلاً قبل أن تتهادى تباشير نهايته بالظهور تدريجياً.
هذا هو حال العالم مع المحتل الإسرائيلي في نسب الشر إليه، وإبراء ساحته من فعل الخير، والعالم يبني قناعته الراسخة بعلاقة إسرائيل الوثيقة مع الشر استناداً إلى خبرات سابقة متراكمة في هذا الميدان.
إن الوعود الإسرائيلية بأن السلام قادم وأن إسرائيل لا تعارض قيامه قد سقطت بفعل الكذب الإسرائيلي المستمر وهذه الوعود الكاذبة هي التي تطلق رصاصة الرحمة على عملية السلام.
لكن أبناء الجولان ومن خلفهم أبناء سورية الأشاوس غير معنيين بهذه الوعود الكاذبة لأنهم صمموا على أن يصنعوا بأيديهم صباح الحرية، وسيسجلونه أميراً عربي الملامح مشرقي المعالم يطل مع شمس الجولان التي ستنبلج في وقت قريب معلنة شروق فجر التحرر من نير المحتل الإسرائيلي.
قال الجولان للعالم كله إن يوم النصر قريب وإنني عائد إلى سورية رغم أنف المحتل الإسرائيلي، والعالم يصدق الجولان ويؤمن بكل كلمة تخرج من فمه المطيب بعطر البطولة والفداء، لأن هذا العالم يعرف أن الجولان إذا قال فعل.
ferasart72@hotmail.com