وبقيت الأميرة السورية أخت الشمس تروي الصور الباردة عما خفي عن الأنظار من أحداث ومعالم صادفت أهلها.
وأخذت تشير إلى أحدث وأشرس هجمة استعمارية تعرضت لها ومازالت تعاني من محاولات تمزيق ثوبها الملون بألوان الربيع واستبداله بوشاح من القهر الأسود فكانت خطوات المحتل متتالية، القتل، الترهيب، الخطف، التخريب، الأسر، الحرمان، السرقة للأرض والمياه والممتلكات ثم المحاصرة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية، كل ذلك والأميرة تتمسك بعرشها الوطني وتتغنى بعروبتها وتأبى الانفصال عن أسرتها السورية.
ونسيج المؤامرات وخداع المحاولات تكسّر عند تماسك شعبها ومحبته لأميرتهم.
الحقيقة الواحدة
هو الجولان اليوم وكل يوم وهم أبناء سورية الأبية الذين رفضوا قرارات الضم والفصل منذ اليوم الأول للاحتلال الصهيوني لأرضهم، مئات القصص الإنسانية تروى هنا وهناك عن معاناتهم وعن صمودهم والمئات التي سمعنا عنها وقرأنا وشهدنا بعض تفاصيلها، ذلك لم يغير من الحقيقة في شيء وكان التحدي الأكبر لمسلسل العدوان هذا هو الحفاظ على الوحدة الأسرية والروابط العائلية وأواصر القرابة والحرص على الهوية السورية.
إنه سلاح ينطلق بالفطرة يواجهون به معدات العدو وأجهزته ومخططاته الرخيصة والدنيئة.
لا بديل عن الوطن الأم سورية، لا بديل عن الأهل والأرض، مواقف يؤكدها أبناء الجولان في الكتب والصحف والوثائق والصور وكلما انطلقت حناجر الكبار والصغار، ولعله من الصعب على العالم المدعي الحضارة أن يصدق أن الأشعار والأهازيج والأزياء العربية الجولانية وأن العادات والتقاليد والشهداء والمواقع الأثرية هي السلاح الذي يحمله الجولانيون للدفاع عن حقوقهم.
القيم والعادات النبيلة والوطن والاستقلال معان تظهر تجلياتها في جميع الأعمال التي يقوم بها أبناء الجولان.
ففي معارض الفنانين التي تقام داخل الأراضي المحتلة وخارجها يظهر الجولان تاريخاً وحضارة وهوية سورية بكل ما فيه من تفاصيل وليس مصادفة أن تدور المعارض وهي تنادي بالاستقلال والعودة إلى الوطن من خلال اللوحات والصور والإيحاءات وليس مصادفة أن يحفر نحاتو الجولان تماثيل من صخور جبل الشيخ ويضعونها رموزاً للحرية في ساحات القرى المحتلة، ومن الطبيعي أن تبرز الأعمال الفنية على اختلافها «الأفلام والمسلسلات والمسرحيات» التي تتحدث عن الجولان لما يمتلكه من حب وغنى روحي ومعنوي وحقائق إنسانية.
أما الأكثر تأثيراً فهو انتفاضة أهلنا الجولانيين اليوم للوقوف مع وطنهم الأم ضد ما يحاك من مؤامرات وأن يخرج الشباب والطلاب والشيوخ والنساء ليؤكدوا وحدة وطنهم وتلاحم أهله.
ومما لمسناه من تأثير الأخلاق والقيم والتراث الجولاني السوري في رد مخططات إسرائيل علينا ألا نستهين بأدق التفاصيل التراثية، فلكل منها دوره في يوميات الإنسان الجولاني.