ويعتقدون أن مثل هذا الكذب والافتراء والتآمر يمكنه التأثير على سورية وارهابها. لقد سمى الرئيس الأسد الاشياء بأسمائها حين قال : (ان مكونات هذه المؤامرة ومضامينها ومفردات مشروعها تستهدف الوحدة الوطنية السورية من خلال إثارة الفتن الطائفية بواسطة العنف وبمساعدة وسائل اعلامية وتقنيات متطورة). ها هي سورية قلب العروبة ... ودعامتها القوية صمدت في وجه الرياح العاتية التي ارادت ان تقتلع منها روح الحق والصمود والمقاومة، وما تتعرض له سورية من إثارة التحريض والاضطرابات والتضخيم الإعلامي المغرض من قبل بعض الفضائيات يشير بوضوح إلى حجم المخطط العدواني الذي يستهدف النيل من أمنها واستقرارها ومن مواقفها القومية ودعمها للمقاومة . فمن دمشق انطلقت الامبراطورية العربية ليشع نورها على العالم شرقاً وغرباً ، ومن دمشق انطلقت فكرة تحرير العرب من السيطرة الاجنبية في بداية القرن الماضي .
سورية هي هكذا دائماً تضع الهم على رأس أولوياتها ولكونها كبيرة في عروبتها ومعتزة بتاريخها ، ولأن ما يجري على الأرض من عدوانية متصاعدة تستدعي ما هو أكثر من الحذروتستدعي عملاً موازياً على مختلف الساحات بتوفير وسائل الردع المناسبة ، لأن سورية اليوم لا تمثل نفسها ولا مساحتها الجغرافية ،إنما تمثل كل العروبة ، أرضاً وشرفاً وكرامة ومصيراً ...
وسورية العروبة كان قدرها ولا يزال ان تنوب عن الامة في مواجهة العدو الصهيوني ، وان تكون مستعدة لدفع ضريبة الشرف القومي ... فهي دائماً منحازة لأمتها ... تذكي جذوة الحق والحرية ... وتفضح الباطل وتواجه العدوان ، وتتصدى للخانعين والمداهنين والمستسلمين ... مدخرين لها دماً ، وعرقاً ، وجهاداً ، يمسح عن جبينها غبار العدوان ويستلهم من صبرها وصمودها ، معاني الاقتدار والبسالة والوجع القومي الذي يعمق الاحساس بوحدة الأمة وشرف الانتماء إليها . ويفيض بالأمل واليقين بحتمية انتصارها وهزيمة اعدائها الطامعين
ان سورية ومن كل بيت عربي كانت ولا تزال محجة المناضلين والاحرار والشرفاء ... ولأنها .. على مر التاريخ لم تكن غير تلك المدينة الواقفة على ثغور الكرامة والشرف القومي وعلى فوهة البركان والعنفوان العربي ، ولم تكن غير الصوت المجلجل في سماء هذا العالم ، عندما يعم الصمت والحيرة في هذا المكان أو ذاك من ساحة الوطن العربي ، تذود عن حلم العروبة وشرفها وكرامتها ....ولأنها كذلك ...فقد قصدها الشرفاء والعلماء والمبدعون والمناضلون والمضطهدون والباذلون ، من كل زاوية ومدينة وعاصمة على امتداد الوطن العربي ، حاملين لدمشق ، المحبة والاكبار والعرفان والوفاء.. ودمشق العروبة ، في موقعها من الكرة الأرضية ، على مرأى من قلوب الملايين وعناقهم ، تطير إليها النفوس ، وتصدح لها حناجر الشعراء ، ويطلق المحبون العنان لمساحات فرحهم وزهوهم ومحبتهم لها ، ولقائدها ولأهلها الطيبين...
ذلك ان دمشق لم تكن في يوم من الايام ، غير بوابة العرب ومحجتهم ، ومؤلهم ، وملاذهم ، الذي يحميهم ، ويحتضنهم ، ويكفلهم ، ويرعاهم ....
ولأنها كذلك فقد فتحت قلبها ومدت ذراعيها لكل القادمين من أرض العرب في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال ، وتمسح احزانهم وتغسل عن جباههم غبار السنوات العجاف ، فيتشارك رغيف خبزها ، وترسم على وجوه اطفالهم وعوائلهم الابتسامة والفرح الجميل .
كما ان سورية لم تسلم يوماً مستجيرين بها من تهديد الظلم والتعسف والموت لأنها حاضنة آمنة لكل الذين يستشعرون القهر في بلدانهم . وكأني بلسان حال كل عراقي هنا وهو يقول -
حملت بغداد في قلبي وفوق يدي
وجئت من بلدي الغالي ... إلى بلدي
وستبقى سورية العروبة والصمود ومهما ادلهمت دياجير المهادنين والخائفين والمترددين ... قمر الأمة المتلألئ في سماء الله ... تكبر في عيون العرب والمسلمين ، متوهجة ومتألقة بشعبها وقائدها الرئيس بشار الأسد رمز الكرامة العربية وعنوان الصمود الشجاع الذي يفخر به العرب جميعاً ، تسرج الخيول للغد الأبهى الواعد بالزمن العربي الذي ترفرف في سمائه رايات العروبة والتوحد والانتصار ...
ولأننا نحب أمتنا وننتمي إليها فقد احببنا (دمشق)وآمنا بها ، معنى ودوراً ، ورسالة وتمسكنا بها مقصداً ، ومكاناً لآمالنا وأحلامنا وأوجاعنا .
صحفي عراقي