فهل سيكون هناك تدخل بري في ليبيا إذا لم تتراجع السلطات الليبية عن موقفها وعلى ما يبدو وأن الرسالة الأميركية واضحة للعالم العربي والشعب العربي وهي تتضمن التحريض على ايجاد أجواء من الفوضى الخلاقة والانفلات الأمني بحجة الديمقراطية. الديمقراطية التي حملتها أميركا معها للعراقيين على أفواه القنابل والدبابات ودمرت البلاد وقضت على العباد بحجة وجود أسلحة دمار شامل ومازال العراق والشعب العراقي يحصد ويلات هذا التدخل السافر من قبل أميركا وحلف الناتو. فالحملة الغربية على العراق لم تقدم للعراقيين أي شيء سوى تشريدهم وترويعهم وسلبهم ثرواتهم وأمنهم وأمانهم الذي كانوا ينعمون به ناهيك عن التقدم العلمي الهائل والقوة العسكرية الكبيرة التي امتلكتها العراق آنذاك واليوم أصبح العراق دولة ضعيفة مشتتة ودعونا نتكلم بصراحة فالعراق اليوم هو عبارة عن دويلات في دولة واحدة وتتحكم فيه العرقية والطائفية. وهذا ما أراده الغرب من احتلاله للعراق تفتيت العراق وتجزئته عرقياًَ وطائفياً ليتسنى لها السيطرة على ثرواته وهذا ما حدث بالفعل وبعد هذه السنين تريد أميركا وحلف الناتو أن تكرر نفس المشهد في ليبيا لكن بصورة أخرى أكثر دهاءً ونعومة فهي اليوم تتستر خلف المجتمع الأوروبي وتعطي الأوروبيين دوراً أكبر في التدخل في شؤون الدول الآمنة والمستقرة وهي تخفي من وراء ذلك أطماعها الاستعمارية في السيطرة على منابع النفط في ليبيا وهي تظهر نفسها وكأنها لا تريد هذا الشيء ولكن المجتمع الدولي ومجلس الأمن طلبا منها ذلك فهي لا تريد التدخل بشأن أحد وهي تريد الخير للشعوب الأخرى ولكن الارادة الدولية والمجتمع الدولي يدفعانها الى التدخل وفي شؤون الدول ونهب خيراتها .
فهي تدفع أوروبا للواجهة ومن وراء هذه الواجهة الغربية يسيل اللعاب الأميركي على النفط الليبي.
بينما تبغي السلطات الليبية وسقوط المزيد من الضحايا والأبرياء على يد قوات التحالف كما سماها المجتمع الدولي في حين تنفي واشنطن استهدافها للمدنيين وأنها مع حلف الناتو أغارت وهاجمت فقط مواقع القوات الليبية ومهما كانت كفة الضربات الجوية الموجهة ضد المواقع الليبية فلابد كما يقول المنطق إلا أن تستهدف بعض الأبرياء والمدنيين الذي لا ناقة لهم ولا جمل سوى أنهم ليبيون ويعيشون على أرض ليبيا. ولا يمكن التكهن بما سيحدث في ليبيا بعد إنهاء الضربات الجوية وشل حركة القوات الليبية . مندبو الناتو يفشلون في التوصل لاتفاق شأن الدور الذي سيلعبه الحلف في أزمة ليبيا بعد انتهاء الضربات الجوية . ومدينتا أجدبيا وسرت تشهد ان عمليات كروفر وساحات حرب حقيقية والجميع يسعى للسيطرة على مخازن النفط إذاً هي فقط أصوات الانفجارات التي تصل من بعيد بين الفينة والأخرى لتصم آذان القاطنين في هاتين المدينتين اللتين أنعم الله عليهما بالنفط.
شركة الخليج العربي للنفط تقول: إن انتاجها انخفض نتيجة الاحداث في ليبيا. العمليات الحربية للناتو تجاوزت الخطوط الممنوحة لها من مجلس الأمن وبتفويض من الجامعة العربية. لقد تجاوزت قوات التحالف كما يحلو للبعض تسميتها النطاق الذي قرره لها مجلس الأمن وهي تطيل مدة الحرب والسبب مازال غير معروف ربما لتعد نفسها للتدخل البري مما يمكنها أكثر السيطرة على النفط واستعمار ليبيا. وعلى الليبيين على الجانب الآخر التفاهم فيما بينهم وحل مشاكل بلادهم دون تدخل من أحد لأن الغرب لا يعنيه ليبيا ولا شعب ليبيا ما يعنيه هو نهب خيرات الشعوب والاستيلاء على النفط. وما يجري على أرض الواقع في الجماهيرية الليبية يثبت هذا الكلام قولاً وفعلاً.