كان ظلِّي واقفاً ... ويدي تُلوِّحُ للعراءْ
بدَأ الشِّتاءْ...
والموجُ يحملُني على أكتافِهِ
والبردُ يزحفُ بي إلى كهفي القديمِ
ولا أرى...
وأنا أكرِّرُ نظرتي ...
سقطَ الرِّداءْ....
سقطت ملامحُ وحدتي
والوهمُ فرّ على يديّ
ونجمتي.. وُلِدتْ هنالك
عند غيماتِ الحقيقةِ.. في ممرَّات السماءْ
بدأ الشتاءْ.. بدأ الشتاءُ
وقطرةٌ من عينها تهوي ببطءٍ...
فوقَ مزرعتي ...
وأزهارٌ من الكلمات تنمُو هاهنا
وفراشةٍ للعشقِ تسكُنُ في فمي
أمضيتُ وهناً في ظِلالِ عيونِها
وبدأتُ أنقشها على جَسدي
كأنِّي ... عبدُ أحلامي القديمةِ
ليس إلاَّ ......
أو لعلّي كنتُ مرمياً على طرفِ الحقيقةِ
غارقاً في الوهمِ قبلَ مجيئِها ...
والآنَ قد... بدأ الشتاءْ ....
بدأَتْ حياتي فجرَ ذاكَ العشقِ
حينَ تورَّدت لُغتي بها...
وبدتْ غماماتٌ....
ومرَّ على جذورِ الحُبِّ ماءْ
بدأتْ حياتي حينَ كنّا
تحتَ ظلِّ الوردِ نرسِمُ حُلمَنا
ونبوحُ بالأملِ المعتَّق في إناءِ الياسمينْ
نرعى بأفْقِ الحُبِّ ...
نقبسُ نورَه من طورِ أحلامٍ
ونسبحُ في.. عُصاراتِ الحنينْ
والآنَ .. ثلجُ الحب يسقطُ في يديّ
ومعطفي يرنُو إليّ... ولا أرى غيرَ البياضِ
وربَّما.. أهوي...
وأيضاً... ربّما ...
سيذوبُ ثلجُ الحُبِّ فجراً
عندما يغفو الشِّتاءْ.