وهي تروي تواريخَ التِبّْنِ والغَنَم والهواء..
ومازالتْ أنهارُها تحترق
الفِراشُ من صوفٍ وبردْ،
والناي الذي غنّى لها الشهيق
شفتايَ الواجفتان..
وأنا، لا أنامُ وحيداً في ظلي..
أعرفُ بأنَّ أنّاتَها ستحرقني،
وأنا، سأحرقُ الجمرَ في مجرة الأثافي..
بعثتُ الريح في الطريق، تلثُمُ المُنَى..
تحاولُ أن تُحْضِرَ أسرابَ النحلِ،
وأن تبني في حقولِ الطينَ مدائنَ القمح
يا لحشرجة الذكريات،
وهي تحاولُ أن توقفَ المرارةُ
التي أغلقت في وجهِيَ كُلَّ الطرق
لفافتي العاقر.. اشتقتُ إلى ضوضاءِ هسيسِكِ
فراشكِ الذي نعتهُ الأشواقُ،
وقلبي الذي توحدَّ في السراب..
واشتقتُ كما يشتاقُ الترابُ،
إلى لحظةٍ من مطرٍ أبيضَ..
أتعرفينَ يا لفافتي، ما معنى مطرٍ أبيضَ؟
إنّهُ اختلاجُ جناحٍ بينَ خافقين..
اشتقتُ إلى ضوضاء فراشكِ
أختلسُ من نَهدَيكِ أمنيات أخر.