تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحديد جنس المولود.. هل يقي من بعض التشوهات الخلقية؟!

طب
الاثنين 4-4-2011
لقاء: بتول عبدو

كثيرة هي المحاولات التي سعى لها الانسان منذ آلاف السنين من أجل تحديد جنس المولود واعتمدت جميعها على افتراضات النجاح أو الفشل في التجارب ويمكننا تسمية الكثير من القصص التي سمعناها عن تجارب الماضي

بالخرافات فمثلا اعتقد الاغريق قديما بأن الأجنة الذكور مختزنة في الخصية اليسرى للرجل والإناث في اليمنى في حين اعتقد الشعب التايواني أن زواج الرجل البدين من المرأة النحيلة يجعله يجلب الإناث والعكس صحيح.‏

هذا إلى أن تدخل العلم وأصبح لاختيار جنس الجنين وسائل مختلفة تتفاوت في درجات تعقيدها وفرص نجاحها بدأت بفرضيات ووجدت لها مدخلا لتنتهي بوسائل متطورة يديرها علماء الأجنة في مختبرات معقدة التجهيزات.‏

وبقيت استفسارات كثيرة في أذهاننا حول هذا الموضوع توجهنا بها إلى الدكتورة رفيف موسى المديرة العلمية لأحد مراكز الإخصاب بحمص وسألناها:‏

 هل في تحديد جنس المولود علاقة بالوقاية من التشوهات الخلقية؟‏

  نعم لأنه توجد بعض الأمراض يرتبط حدوثها بنوع المولود فهنالك أمراض وراثية تصيب الأولاد الذكور (مرض الناعور) وهناك أمراض تكثر عند الإناث وهنا تصبح محاولة تحديد نوع المولود مفيداً في تجنب بعض الأمراض الوراثية.‏

 ما هي الطرق المتاحة في اختيار جنس المولود:‏

  هنالك طرق بسيطة سهلة التنفيذ وغير ضارة مثل الاعتماد على التغذية ومراقبة الاباضة هذه الطرق بسيطة لكن غير مؤكدة وهنالك طرق أكثر علمية مثل التلقيح الصناعي وطرق شبه مؤكدة وهي التلقيح المجهري.‏

نسمع عن فكرة مراقبة الاباضة ودورها في تحديد جنس المولود هل يمكن توضيحها..‏

تعتمد هذه الطريقة على فكرة أن الحيوانات المنوية قسمان نصفها ذكري ويكون ضعيف الوزن سريع الحركة وقصير العمر، ونصفها الآخر أنثوي يكون ثقيل الوزن بطيء الحركة وتعيش لفترة أطول نسبياً ولذلك في حال الرغبة في جنين ذكر يجب أن يكون الالقاح يوم الاباضة تحديداً لأن الحيوان المنوي الذكري يكون نشيطاً وسريعاً لفترة قصيرة ثم تضعف حركته وفي حين أن الحيوان المنوي الأنثوي يمكن أن يستمر نشاطه فترة أطول ويتأخر ليصل لبطئه.‏

 وما تأثير الوسط القلوي والحامضي؟؟‏

  في الوسط القلوي يكون الحيوان المنوي الذكري سريعاً ونشيط الحركة في حين أن الوسط الحامضي يلائم الحيوان المنوي الأنثوي أكثر فنراه نشيطاً في الحموضة.‏

 كيف يمكن الاستفادة من ذلك علمياً؟‏

  تقوم السيدة بمراقبة الاباضة بجهاز الايكو ونحدد موعد الإباضة, عندها تقوم السيدة بإجراء حقنة نسائية قلوية في حال الرغبة بجنين ذكر وحامضية في حال الرغبة بجنين أنثى.‏

هذه الطريقة تساعد في زيادة نسبة احتمال أن يكون الجنين ذكراً أو أنثى ولكنها غير مؤكدة ونسبة نجاحها حوالي 65٪ ولكن إن لم تنجح فهي غير ضارة.‏

 ماذا عن التلقيح الصناعي؟؟‏

  هي بداية الطرق العلمية نحن نعلم أن هناك اختلافاً بالوزن الذري للحيوان المنوي الأنثوي والذكري فالذكري يكون صغير الوزن بينما يكون الأنثوي أكثر وزناً وتبعاً لذلك أتت فكرة غربلة الحيوانات المنوية اعتمادا على اختلاف الوزن الذري.‏

 هل هناك طريقة علمية للاختيار؟؟‏

  نعم الأمر يعتمد على طريقة الدراسة الصبغية (الوراثية) وهذا الأمر يتطلب إجراء حقن مجهري (طفل أنبوب).‏

 دكتورة رفيف هل تستطيعين أن تخبرينا عن دور الحقن المجهري في محاولة تحديد الجنين؟؟‏

  هذه طريقة علمية وحديثة ودقيقة، المبدأ الأساسي هو إجراء فحص للأجنة لمعرفة نوعها قبل إعادتها لرحم الأم.‏

 هل هذا يعني أنكم ستجرون حقناً مجهرياً (أو طفل أنبوب) لزوجين لديهما أولاد ولكن يرغبون بمحاولة تحديد نوع الحمل؟‏

  نعم لأنه في الحقن المجهري يتم سحب البيوض لخارج الجسم وإلقاحها بالحيوانات المنوية من الزوج وبذلك نستطيع أن نقوم بإجراء تحليل خاص لها حيث نجري دراسة صبغية تساعد في تحديد سلامة الجنين وكذلك نحدد نوعه وتركيبه الوراثي.‏

 هل هنالك فوائد أخرى لطريقة الفحص الجنيني قبل الحمل؟‏

  هذه الطريقة وجدت أصلاً من أجل تشخيص الأمراض الوراثية وليس من أجل معرفة النوع وقد أتى استخدامها لتحديد نوع الجنين كاستخدام جانبي لها ولكنه انتشر لإقبال الناس اجتماعياً على هذا التطبيق.‏

أؤكد أن الأصل في هذه الطريقة هي محاولة الكشف عن الأمراض الوراثية المتكررة والموجودة في بعض العائلات حيث نقوم بتشخيص المرض عند الكبار ونحدد المورثة المسؤولة ونبحث عنه في الأجنة لتجنب إعادتها للرحم في حين الاحتفاظ فقط بالأجنة السليمة وراثياً ونحن نتمنى أن ينتشر هذا التطبيق العلمي لهذه الطريقة.‏

 ما هي نسبة نجاح هذه الطريقة؟‏

  إذا حملت المرأة فإنها تحمل بالنوع المطلوب تماما.‏

 هل هنالك احتمال بعدم حدوث الحمل؟‏

  هنالك احتمال أولاً أن نفحص الأجنة الناتجة وتكون كلها من نوع واحد غير النوع المطلوب وعندها لا نقوم بنقل الأجنة للأم وهنالك ثانيا احتمال أن نجد النوع المطلوب ونعيده للأم ولكن قد لا يحصل تعشيش.‏

 نفهم من ذلك أن هذه الطريقة هي الأكثر ضمانا وتحمل نسبة نجاح عالية لكن هل هناك أي تأثيرات جانبية لهذا الإجراء؟؟‏

  لا.. إن فحص الخلايا الجنينية قبل الإرجاع لا يؤدي إلى إحداث أي تشوهات أو تأثيرات جانبية وعلى العكس فإن هذا التحليل يؤدي إلى تأكيد سلامة الجنين لدراسة الصيغة ونظرا لذلك فلقد شاع إجراء هذه الطريقة.‏

 هل هنالك زيادة في نسبة الاجهاضات‏

  لا.. فالحمل يقارب الطبيعي في حال حدوثه.. ويمكن معرفة جنس الجنين في الأسبوع الثاني عشر أو الثالث عشر من الحمل.. وأولاً وأخيراً .. فإننا نبقى نعمل ضمن إرادة الله عز وجل فهو بالنتيجة الذي يقرر لنا ما يشاء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية