واللافت للنظر أيضا أن الكندي تقوم بعرض الفيلم كاملا مع أن مدته تزيد على الساعتين ونصف يعود إنتاج الفيلم إلى عام 2004 وحمل توقيع المخرج الألماني أوليفر هرشبيجل عن قصة كتبها يواكيم فست بشكل مذكرات شخصية،ويصور قصة مدينة برلين في نهاية الحرب العظمى ، ويركز على سكانها وهي تتداعى بعد القصف الجوي العنيف الذي صبته عليها حمم طائرات الحلفاء قبل أن يسارع السوفييت إلى دخولها برا في مثل هذا الشهر من عام 1945.
أهمية الفيلم أنه يأتي من داخل ألمانيا بمشاركة تمويل نمساوي إيطالي، وبلغت تكلفة إنتاجه 15 مليون يورو، ليكون الأكثر تكلفة في تاريخ الإنتاج السينمائي الألماني الذي يجنح عادة إلى إنتاج أفلام بموازنات قلية مقارنة بالإنتاج الأميركي ، كما أنه لايركز كثيرا على المعارك التي دارت بين الجيش الألماني وبين جيوش الحلفاء ،ولا يدخل في تفاصيل نهاية الحرب العالمية الثانية كما هي حال عشرات الأفلام التي أنتجت عنها ،بل يقوم برسم حالات إنسانية لشخوص الفيلم وتحديدا حالات هتلر في الأيام الأخيرة للحرب،فهو هنا إنسان تدمع عيناه ويحبّ ويتزوج ويرقص،وهو يدرك أنه في ساعاته الأخيرة.
لجأ المخرج إلى رواية الأحداث على لسان سكرتيرة هتلر ترودل جونج التي شهدت أدق تفاصيل الصغيرة لنهاية الفوهرر،وكادت أن تنتحر وهى ترافقه في لحظات الهزيمة لولا نصيحة ايفا براون زوجته قبل سقوط برلين بأيام فقدر لها أن تنجو بنفسها.
وتشبه طريقة السرد الفيلمي لفيلم ( السقوط) بطريقة المخرج كاميرون في فيلم (تايتانيك) ويقترب بناء الفيلم من التوثيق,وهو ما تؤكده نهاية الفيلم عندما تسرد بشكل مختصر مصائر الشخصيات, والتذكير بأرقام ضحايا الحرب العالمية الثانية.
وبذلك شهدنا دراما مؤثرة عن أثر الحرب على النفوس،بعيدا عن مشاهد المعارك الطاحنة ويعتبر الفيلم بمثابة رد على الأفلام الأميركية التي تناولت ذات الفترة والشخصيات ،كما مثل تحديا للدعاية الكاذبة التي حفلت بها الأفلام الأميركية عندما حبكت تفاصيل الساعات الأخيرة لبرلين وشخوصها ، وشوّهت تلك الأفلام الحقائق وطمستها، خدمة لأهداف المنتصرين من الحلفاء وعلى رأسهم قوات أميركا وبريطانيا وفرنسا.