تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نيكوس كازانتزاكي .. ضيــف شــرف على معــرض ســـالونيكي فــي اليونان

ثقافة
الاثنين 4-4-2011
يحل نيكوس كازانتزاكي ضيف شرف على معرض سالونيكي في اليونان المخصص في دورته الحالية هذا العام للكتاب العربي الذي سيقام مطلع أيار القادم وستشارك سوريا في هذا المعرض من خلال دور نشر عديدة.

يأتي اختيار كازنتزاكي كضيف لمعرض الكتاب العربي لانه من أكثر أدباء أوروبا شغفا بالاداب العربية وفلسفتها، لتأثره بالفلسفة الاسلامية والرسالة المحمدية ففي مقابلة له مع صحيفة فرنسية عام 1957 عبر عن ذلك بالقول: «أعتقد أنني أنتمي للدم العربي» ويظهر هذا التأثير واضحا في كثير من أعماله الروائية والشعرية كما في «الاخوة الاعداء»، »زوربا»، «الحرية أو الموت»، فشخصيات رواياته كانت عربية.‏

الكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكي (1883-1957)، ولد في هيراكليون استطاع انجاز أعمال ضخمة خلال مسيرته الأدبية فهو الفيلسوف والدراماتولوجي والروائي ويعتبر من أكثر المترجمين غزارة لانه كان يتقن الفرنسية والألمانية والانجليزية والاسبانية والايطالية والروسية حيث ترجم الكثير الى اليونانية أمثال:جيل فيرن، هارييت ستون «كوخ العم توم»، ادوارد لايتون «اخر أيام بومباي»، تشارلز ديكنز، أوليفر تويست، جونسون سويت «رحلات بوليفر».‏

كان شغوفا بالشعراء الفرنسيين أمثال فيكتور هيغو، لامارتين وشاتو بريان، عمل على ترجمة الالياذه والاوذيسة كما نقل فاوست والكوميديا الالهية الى لغته الأم وقد ترجم الي اليونانية قصائد للشعراء العرب المتصوفين فهو يؤمن بأن النشاط الروحي في الانسان ينحصر في اتجاهين:اتجاه نحو حب الحقيقة واتجاه نحو معرفتها ففي كتابه «زهد» يتجلى جوهر تلك الفلسفة وفيه يقول كازنتزاكي:لا وجود لمذكر أو مؤنث انما هناك الحق والحرية والخلود.‏

سار على خطى الفلاسفة اليونان ماقبل سقراط: هيراقليطس وأمبيدوكليس وعند كازنتزاكي كما عند أفلوطين والفلاسفة والمتصوفين العرب: «الواحد» هو الوطن الحقيقي للروح لايمكن التعرف عليه الا بالحدس الذي يستوطن ماوراء الذكاء البشري.‏

اهتم كثيرا بالحضارة الفرنسية كما بالحضارة الصينية والروسية والعربية بشكل خاص فكتب عدة سير مثل سيرة الرسول محمد  وسيرة بوذا ورسالة الى نيتشه.‏

كان يقول:اني أشكر الله لاني مازلت أتمتع برؤية الطفولة فنظرة الطفل المليئة بالالوان تعيش في أعماقي، أنظر الى العالم وكأني أراه للمرة الاولى ويضيف: لو تركوني في أي بقعة من العالم فأول عمل سأقوم به هو بناء مدرسة لأجعل من طلابها رجال علم وعمال طيبين واباء منتجين وهدفي أن أعلمهم كيف يقيمون وزنا للناس وللأفكار وللحيوانات وللنجوم.‏

ومن مؤلفاته عدة كتب مدرسية منها:«الجندي»، «المزارع الجديد»، «الاصدقاء الثلاثة» حيث استوحى فيها من تجاربه التربوية خلال تدريسه للغة الفرنسية والايطالية.‏

لقد استقطبت اعمال كازنتزاكي اهتمام المثقفين وصدرت دراسات كثيرة عنه خاصة عن مراسلاته مع البوشلاف مارتينو (أهم كتاب مسرح في تشيك)، ومن أهم الكتب التي تناولته أيضا «مقارنة بين البير كامو وكازنتزاكي»، وكان كامو من المقربين اليه وحين اختير لنيل جائزة نوبل عبّر اسفه أن يكون هو الفائز بها وليس كازنتزاكي.‏

هناك كتاب أيضا عن البعد الشعري لأعماله حيث يستعيد ملحمة هوميروس كما تحول عدد من أعماله الى السينما مثل: «المسيح يعاد صلبه من جديد»، «زوربا».‏

وعلى هامش معرض الكتاب هذا سيتم عرض أعماله الفنية التشكيلية اضافة الى مؤلفاته ودواوينه، كما تتابع الفرانكوفونية احتفاءها به على امتداد العام 2011.‏

الجدير ذكره أيضا ان كازنتزاكي يعد من الأقلام الهامه التي دافعت عن القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية وعندما كانت تخرج مسيرات تأييد للقضة الفلسطينية كانت ترفع صور كازنتزاكي.‏

 مها محفوظ محمد‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية