تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاحتلال يداهم الخليل ويقصف سواحل غزة .. استنكار فلسطيني لتراجع غولدستون عن تقريره ونتنياهو يدعو لإلغائه

سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الاثنين 4-4-2011م
صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي سياستها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني امس وشددت اجراءاتها العسكرية في العديد من المناطق والمدن بالضفة الغربية حيث داهمت عدة بلدات في الخليل

واقامت العديد من الحواجز العسكرية على الطرق الرئيسية واعتدت على مجموعة من الفلسطينيين خلال احتجاجهم على اقتحام مستوطنين متطرفين باحات المسجد الاقصى، وقام مستوطنون آخرون بتجريف اراضي الفلسطينيين في بلدة مسحة بمدينة سلفيت، وذلك مع قصف الزوارق الحربية لمراكب الصيادين قبالة سواحل منطقة السودانية شمال قطاع غزة.‏‏

التصعيد الاسرائيلي ترافق مع تراجع القاضي ريتشارد غولدستون عن تقريره الذي قدمه عن العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة وانحاز بشكل واضح لصالح حكومة الاحتلال، وقد دعا رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الى إلغاء هذا التقرير فوراً واكدت القوى الوطنية الفلسطينية ضرورة تنفيذ ما ورد في التقرير باعتباره تقريراً دولياً وليس شخصياً واعتمد على وثائق وشهادات من الميدان وكلها تؤكد ارتكاب اسرائيل لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.‏‏

فقد داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدة بلدات وأحياء في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وأقامت حواجز عسكرية على مفترقات الطرق الرئيسية فيها.‏‏

ونقلت وكالة صفا عن مصادر أمنية فلسطينية قولها أمس ان قوات الاحتلال داهمت عددا من أحياء المدينة اضافة إلى بلدة اذنا غربها والظاهرية جنوبها.‏‏

وأقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً على مدخل مخيم العروب للاجئين شمال الخليل واخر على مدخل مخيم الفوار جنوبها وحاجزا على مفرق بلدة اللية المؤدي إلى بلدة اذنا.‏‏

كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً فلسطينياً يبلغ من العمر 16 عاماً على حاجز عسكري اقامته تلك القوات على مدخل بلدة بيت آمر.‏‏

كذلك اعتدت قوات الاحتلال على مجموعة من الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى المبارك خلال احتجاجاتهم على اقتحام مستوطنين متطرفين لباحاته ومرافقه.‏‏

ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن أحد حراس الأقصى قوله ان شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابة المغاربة البوابة الوحيدة للاقصى التي يحتفظ الاحتلال بمفاتيحها بدأت بادخال مجموعات صغيرة من المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى ومرافقتهم في تجوالهم بباحات وساحات ومرافق المسجد فقامت مجموعة من الفلسطينيين قرب باب المغاربة بالاعتراض على دخولهم وشرعت بالهتاف بوجههم في حين قامت عناصر الشرطة بابعاد المتطرفين عن المنطقة واعتدوا على الفلسطينيين وهددوهم باعتقالهم واخراجهم من المسجد اذا استمروا باحتجاجاتهم.‏‏

من جهة ثانية قام مستوطنون اسرائيليون من مستوطنة عيتس فرايم بتجريف أراضي الفلسطينيين في بلدة مسحة بمدينة سلفيت في الضفة الغربية بهدف توسيع المستوطنة.‏‏

استهداف الصيادين في غزة‏‏

وفي قطاع غزة أطلقت الزوارق الحربية الاسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل منطقة السودانية شمال القطاع ما ألحق أضرارا مادية بالغة بمراكبهم.‏‏

وذكرت وكالة فلسطين اليوم ان طائرات سلاح الجو الاسرائيلي حلقت بشكل مكثف في أجواء القطاع.‏‏

وفي غزة ايضاً أكدت فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية أن اغتيال قوات الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة من قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام فجر السبت هي جريمة بشعة لن تمر دون عقاب وسيتحمل العدو كل عواقبها.‏‏

ونقلت وكالة صفا الفلسطينية عن ممثلي الاجنحة العسكرية للفصائل قولهم في مؤتمر صحفي مشترك عقد في غزة أمس ان الفصائل تدرس طبيعة الرد على هذه الجريمة بحق أبناء الشعب الفلسطيني ولديها الخيارات الكثيرة التي تمكنها من ردع الاحتلال مؤكدة أنها ستتوافق فيما بينها على ذلك وفق تقديراتها الميدانية.‏‏

تقرير دولي: سلطات‏‏

الاحتلال تصعّد سياستها القمعية‏‏

في غضون ذلك قال تقرير لمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الانسان ان قوات الاحتلال الاسرائيلي صعدت سياساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني خلال الشهر الماضي من عمليات القتل والاعتقال والتوغل في الاراضي الفلسطينية والحصار الخانق على قطاع غزة فضلا عن اعتداءات المستوطنين من تدمير وتخريب ومصادرة للاراضي وخنق للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية.‏‏

كذلك قال تقرير لوكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية وفا ان شهر اذار المنصرم شهد تصاعدا في وتيرة انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي للصحفيين في الاراضي الفلسطينية اذ سجل نحو 14 انتهاكا.‏‏

من جهته قال نادي الاسير الفلسطيني ان قوات الاحتلال اعتقلت خلال شهر آذار الماضي اكثر من 110 فلسطينيين في مدينة الخليل بالضفة الغربية.‏‏

من جانب آخر أكدت الارقام الصادرة عن الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا تزايد عمليات الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل كبير خلال الشهر المنصرم.‏‏

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كريستوفر جونيس المتحدث باسم الاونروا قوله ان اسرائيل هدمت في شهر آذار الماضي للمرة الثالثة على التوالي عددا قياسيا من البيوت الفلسطينية في الضفة الغربية موضحا أنها قامت بهدم 76 منزلا فلسطينيا الشهر الماضي مقارنة مع 29 منزلا في كانون الثاني و 70 منزلا في شباط من العام الحالي.‏‏

من جهة اخرى حظرت ما تسمى وزارة المعارف في حكومة الاحتلال الاسرائيلي تداول كتاب الهوية الصادر عن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في المدارس الفلسطينية في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.‏‏

وذكر المركز الفلسطيني للاعلام أن الوزارة الاسرائيلية هددت المدارس في الاراضي المحتلة عام 1948 باتخاذ اجراءات صارمة بحقها في حال تداول الكتاب.‏‏

نتنياهو يدعو لإلغاء تقرير غولدستون‏‏

من جهة اخرى دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الامم المتحدة إلى الالغاء الفوري لتقرير غولدستون حول العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام 2008 بعد الاسف الذي عبر عنه معد التقرير القاضي ريتشارد غولدستون.‏‏

ونقلت اذاعة اسرائيل عن نتنياهو قوله أمس في تصريح صحفي انه يجب رمي هذا التقرير في مزبلة التاريخ لان غولدستون أكد اليوم ما كنا نعلمه منذ البداية.‏‏

وزعم نتنياهو أن قوات جيشه لم تهاجم المدنيين في غزة بطريقة متعمدة وأجهزة المراقبة لديها هي في مستوى أرفع المعايير الدولية.‏‏

من جهته تمنى وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك الا يكتفي غولدستون بما كتب في صحيفة لواشنطن بوست ودعاه إلى العمل على نشر استنتاجاته الاخيرة أمام كل الجهات الدولية التي قام باطلاعها على تقريره المشوه.‏‏

وكان معد تقرير الامم المتحدة عن العدوان الاسرائيلي القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون نشر مقالا في صحيفة الواشنطن بوست الامريكية أمس الأول قال فيه ان التقرير كان سيصدر بطريقة مختلفة لو توفرت لديه معلومات أمس عما حصل.‏‏

وأضاف غولدستون انه يشعر بالاسف لان لجنة التحقيق لم تستطع الاطلاع على الظروف التي تعتبر أن مدنيين استهدفوا خلالها في غزة وهذا ما كان سيغير على الارجح الخلاصات التي توصل اليها حول الطابع المتعمد لارتكاب جرائم ووجود جرائم حرب.‏‏

استنكار فلسطيني‏‏

لتراجع غولدستون عن تقريره‏‏

هذا وقد طالبت حركتا المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس والجهاد الاسلامي الامم المتحدة بتنفيذ ما ورد في تقرير غولدستون الذي أدان الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب جرائم ضد الانسانية في عدوانه على قطاع غزة باعتباره تقريرا دوليا وليس شخصيا.‏‏

ونقلت وكالة صفا الفلسطينية عن سامي أبو زهري الناطق باسم حماس قوله في بيان له أمس ان الحركة تستغرب موقف القاضي الدولي ريتشارد غولدستون الذي أبدى تراجعه عن جزء من التقرير الدولي وتقبله للرواية الاسرائيلية.‏‏

وشدد أبو زهري على ضرورة تنفيذ ما ورد بالتقرير لانه أصبح احدى الاوراق والوثائق الدولية كما أن التقرير ليس ملكا شخصيا لغولدستون حيث شارك في وضعه فريق من القضاة الدوليين إلى جانبه معتمدين على جملة من الوثائق وشهادات شهود العيان في الميدان ما يزيد من قوته ومصداقيته.‏‏

هذا وقد كانت حركة حماس قد استنكرت دعوة غولدستون الى مراجعة التقرير، وقالت في بيان لها ان التقرير جاء بعد تحقيق ميداني ومشاهدة للحقائق على الارض من قبل اللجنة الدولية التي رأسها غولدستون نفسه وتلك الحقائق والوقائع شهد عليها العالم والعديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان.‏‏

من جهته قال أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الاسلامي ان ما أعلنه غولدستون مؤخرا جاء نتيجة ضغوطات اللوبي الاسرائيلي لاخراج كيان الاحتلال من عزلته الدولية التي تسبب بها التقرير الذي وصف ما قام به الاحتلال في غزة بجرائم حرب والجرائم ضد الانسانية.‏‏

بدوره طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الامين العام للامم المتحدة والهيئات الدولية المعنية بحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي بالتمسك بتقرير غولدستون ورفض وادانة الحملة التي يقودها زعماء الاحتلال الاسرائيلي ومجرمي حربه ومناصريهم في الادارة الامريكية والهادفة إلى الالتفاف وتقويض أهم سابقة عالمية حقوقية لمساءلة مجرمي الحرب ومحاسبتهم أمام المحاكم الدولية.‏‏

كما استنكرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدوافع غير المبررة لتراجع غولدستون عن نتائج تقرير.‏‏

ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن اللجنة قولها في بيان لها أمس ان هذا التراجع المفضوح لا يلغي المصداقية الكبيرة للتقرير خصوصا أنه بني على مشاهدات وتحقيقات عينية وملموسة وذات مصداقية لنتائج العدوان الاسرائيلي على غزة.‏‏

جمعيات حقوقية أوروبية تطالب بموقف أممي واضح بشأن تصريحات غولدستون‏‏

الى ذلك طالبت جمعيات حقوقية أوروبية الامم المتحدة بموقف واضح من تصريحات القاضي ريتشارد غولدستون رئيس لجنة التحقيق الاممية بشأن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قبل أكثر من عامين.‏‏

ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن الجمعيات قولها انها تداعت لدراسة التصريح الصادر عن غولدستون معتبرة أنه موقف شخصي يعبر عن نفسه ومشددة على أن لجنة التحقيق الاممية تمثل الارادة الدولية ويجب أن يصدر عنها موقف رسمي لا يقبل اللبس.‏‏

وأكد أنور الغربي رئيس جمعية الحقوق للجميع السويسرية وعضو الحملة الاوروبية لرفع الحصار عن غزة أن ما قاله غولدستون يضع المجتمع الدولي ولجنة التحقيق الاممية على المحك.‏‏

واعتبرت الجمعيات الحقوقية الاوروبية أن توقيت تصريح غولدستون خطير للغاية ويتزامن مع قيام الاحتلال الاسرائيلي بقرع طبول الحرب من جديد على قطاع غزة وهو يدخل من باب التخفيف عن اسرائيل ومنع العدالة الدولية من أن تأخذ مجراها.‏‏

متضامنون سويديون‏‏

يحتجون على دعم الاحتلال‏‏

بموازاة ذلك قالت منظمة المجموعة الفلسطينية في السويد بي جي اس ان عشرات من المتضامنين السويديين نظموا احتجاجات ضد دعم الاحتلال الاسرائيلي في عشر مدن سويدية منها العاصمة استوكهولم.‏‏

ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن المنظمة قولها ان مصادرة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وسياسة الفصل العنصري التي تنتهجها بحق الشعب الفلسطيني تؤكد أنه نظام اجرامي ضد الانسانية.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية