|
عندما نخطئ ... ليس هناك من يسمعنا شباب وتنوعها مشكلة ام انها طبيعية نتيجة تغير الزمن والظروف ? وهل من حق الاباء فرض آرائهم ورغباتهم على ابنائهم? وكيف يرى الابناء هذه القضية وهل جميع الاباء متوافقون على الحوار مع ابنائهم ?ام ان هناك تفاوتا وتباينا? هذا ما نراه في الاستطلاع التالي: تفاهم ولكن رهف 17 سنة طالبة تقول : بالطبع هناك حدية في الحوار مع والدي حول طرح بعض القضايا كالدراسة والملابس وغيرها وهذا ما يساعد لتقريب وجهات النظر معهم . كما انه يتوجب على الاهل عدم التصرف بسلبية وعصبية نتيجة الصراحة والوضوح لابنائهم وتركهم التحدث معهم وذلك لفهم وجهة النظر الاخرى . اما لميس 23 سنة طالبة مكتبات فتؤكد قولها: صحيح ان هناك بعض الامور التي ربما أتناقش فيما من اهلي واخوتي وذلك لأشعر بوجودي وكياني حيث اجد من يسمعني ويرشدني وهذا ضروري ومعهم بالنسبة لي كفتاة .. وتضيف! لكن في احيان اخرى ألجأ الى زميلاتي للبوح لهن وللحوار معهن في بعض النقاط والمواضيع التي لا استطيع طرحها امام اهلي ودون خوف واود ان اشير الى اننا عندما نخطئ لا نستطيع ان نخبر احدا بذلك وهذا مايؤثر على نفسيتنا وشخصيتنا لأن الخطأ سيترافق بعقوبة أو توبيخ من الاهل وبالتالي الاستغناء عن التوجيه والارشاد الى الاسلوب الصحيح ما قد يخلق مشكلات نفسية وعصبية . 36,1% يعانون من صعوبة اتخاذ القرار: وهذا ما اشار اليه البحث الذي أجراه اتحاد شبيبة الثورة لعام 2006 حيث تبين ان نسبه عالية من الشباب تعاني من مشكلات عصبية ونفسية لاسباب وراثية او نتيجة الضغوط الحياتية التي يعيشونها. وتترك هذه المشكلات تأثيرا سلبيا على صحتهم النفسية وتتجلى بسرعة الغضب او حالات الاكتئاب والانطواء او صعوبة التكيف مع الآخرين او اتخاذ القرار الخارج في القضايا التي تواجههم او الخوف من الفشل في العمل او الدراسة. وقد اظهرت نتائج المسح ان 12,6% من مجموع عدد الشباب يعانون من مشكلات عصبية ونفسية بشكل عام , مقابل 44,5% منهم يشعرون بالقلق و 20,4% يشعرون بصعوبة التكيف مع الاخرين و 36,1% يشعرون بصعوبة اتخاذ القرار الحازم و36,7% يشعرون بالخوف من الفشل الدراسي بعد الامتحان .هناك بعض الشباب ممن يحاولون ان يعتمدوا على انفسهم في تكوين شخصيتهم فهل هذا صحيح من منظور زملائهم الشباب وما اهمية الرجوع الى الاهل .. وائل محاصي 26 سنة ادب عربي/ يرى ذلك فيقول: اجل لابد من طرح ومناقشة بعض الامور والمواضيع الاجتماعية لتبقى الالفة والمودة والتواصل بين افراد الاسرة كالدراسة والمستقبل وما يتعلق بالحياة المعيشية والتفكير بالزواج وتشجيع الشاب في الحصول على عمل او وظيفة تتناسب مع دراسته ويضيف من خلال تعاملي مع الاصدقاء لاحظت انهم يحاولون تكوين شخصيهم بأنفسهم وحل مشكلاتهم دون الرجوع والعودة الى الاهل , ولكنني ارى انه من الضروري الرجوع للاهل في كثير من الخطوات والامور التي نقوم بها وفي المقابل لابد للطرف الاخر من احترام وجهة نظر الطرف الاول .. كما ان البحث يشير الى ان نسبة الاباء التي تتدخل في اختيار العمل او المهنة للشاب والتي تتدخل بقوة في هذه المسألة تقل بمقدار 3,4 نقطة مئوية عن الذين يتدخلون فيها احيانا وكانت نسبة التدخل متقاربة بين الذكور والاناث وربما يتمسك بعض الشباب برأيه اذا كان يتعارض مع آراء اهله وبالتالي ينفذ ما برأسه وما يمليه عليه عقله .. اما يونس صالح 22 سنة هندسة كهرباء سنة ثالثة فيضيف .. الشفافية بين الطرفين مطلوبة ومهمة ويتوجب على الاهل عدم فرض ارائهم علينا? (ممنوع الخروج من المنزل أو السهر ..الخ) فهذا من حقنا الطبيعي وبصراحة فرأي اهلي ليس مهما اذا كان يتعارض مع رأيي وافكاري وبين ما اريد وارغب ولا انفذ إلا ما يعجبني ويرضيني. حتى عندما نخطئ لا نجد من يسمعنا ويرشدنا فمجتمعنا شرقي وردة فعله ستكون قاسية تجاه الخطأ والغلط فجيل ابائنا وبيئتهم التي تربوا فيها مختلفة عما نحن عليه الآن فهم غير قادرين على فهمنا كما نريد . ماذا حول رأي الآباء هل يوافقون على ذلك ام يختلفون عليه.. ابو يونس موظف يقول: المناقشة والحوار والصراحة في هذه الايام غير واردة فكل يكتم سره ولا يبيح به لاحد كما انهم يرون انهم على صواب دائما حتى وان اخطؤوا فهم غيرقادرين على الحوار والمناقشة معنا لانهم لا يفعلون الا ما يحلولهم . ويشير الى ان هناك فجوة كبيرة يجب تلافيها وربما تلعب التقنيات الحديثة بمختلف انواعها واشكالها واساليبها دورا كبيرا في ذلك . بعد كل هذا هل نستطيع ان نقول ان هناك صراعاً للاجيال . هذا ما تقوله ليلى .ش موظفة وام: نحن في عالم تتصارع فيه الاجيال من خلال التمسك بالآراء والافكار صحيح انني اتواصل واتحاور مع بناتي في جميع المواضيع ولكن بعد كل الحوار والاخذ والرد تعود ابنتي الكبيرة لتقول في النهاية بأن كلامي لم يقنعها. اي مازال هناك خلاف فهذا شيء طبيعي يعود لاختلاف الاجيال كما ان تربية الام تلعب الدور الاساسي في ذلك وتضيف حتى نحن عندما كنا شبابا كانت آراء وافكار أبائنا لا تعجبنا وهذا ما نسميه بصراع الاجيال.
|