تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما نخطئ ... ليس هناك من يسمعنا

شباب
الأربعاء 21/11/2007
فاتن حسن عادله

أليس من الافضل لعلاقة ايجابية بين الشباب وذويهم أن تكون علاقة تسودها الشفافية وحدية التعبير في طرح الفكرة ومناقشتها وتبيان الصحيح من الخطأ وبالتالي عدم دفع ابنائنا للخروج من دائرة السيطرة والوقوع في المحظور وهل اختلاف الاراء

وتنوعها مشكلة ام انها طبيعية نتيجة تغير الزمن والظروف ? وهل من حق الاباء فرض آرائهم ورغباتهم على ابنائهم? وكيف يرى الابناء هذه القضية وهل جميع الاباء متوافقون على الحوار مع ابنائهم ?ام ان هناك تفاوتا وتباينا? هذا ما نراه في الاستطلاع التالي:‏

تفاهم ولكن‏

رهف 17 سنة طالبة تقول : بالطبع هناك حدية في الحوار مع والدي حول طرح بعض القضايا كالدراسة والملابس وغيرها وهذا ما يساعد لتقريب وجهات النظر معهم . كما انه يتوجب على الاهل عدم التصرف بسلبية وعصبية نتيجة الصراحة والوضوح لابنائهم وتركهم التحدث معهم وذلك لفهم وجهة النظر الاخرى .‏

اما لميس 23 سنة طالبة مكتبات فتؤكد قولها: صحيح ان هناك بعض الامور التي ربما أتناقش فيما من اهلي واخوتي وذلك لأشعر بوجودي وكياني حيث اجد من يسمعني ويرشدني وهذا ضروري ومعهم بالنسبة لي كفتاة .. وتضيف! لكن في احيان اخرى ألجأ الى زميلاتي للبوح لهن وللحوار معهن في بعض النقاط والمواضيع التي لا استطيع طرحها امام اهلي ودون خوف واود ان اشير الى اننا عندما نخطئ لا نستطيع ان نخبر احدا بذلك وهذا مايؤثر على نفسيتنا وشخصيتنا لأن الخطأ سيترافق بعقوبة أو توبيخ من الاهل وبالتالي الاستغناء عن التوجيه والارشاد الى الاسلوب الصحيح ما قد يخلق مشكلات نفسية وعصبية .‏

36,1% يعانون‏

من صعوبة اتخاذ القرار:‏

وهذا ما اشار اليه البحث الذي أجراه اتحاد شبيبة الثورة لعام 2006 حيث تبين ان نسبه عالية من الشباب تعاني من مشكلات عصبية ونفسية لاسباب وراثية او نتيجة الضغوط الحياتية التي يعيشونها. وتترك هذه المشكلات تأثيرا سلبيا على صحتهم النفسية وتتجلى بسرعة الغضب او حالات الاكتئاب والانطواء او صعوبة التكيف مع الآخرين او اتخاذ القرار الخارج في القضايا التي تواجههم او الخوف من الفشل في العمل او الدراسة. وقد اظهرت نتائج المسح ان 12,6% من مجموع عدد الشباب يعانون من مشكلات عصبية ونفسية بشكل عام , مقابل 44,5% منهم يشعرون بالقلق و 20,4% يشعرون بصعوبة التكيف مع الاخرين و 36,1% يشعرون بصعوبة اتخاذ القرار الحازم و36,7% يشعرون بالخوف من الفشل الدراسي بعد الامتحان .هناك بعض الشباب ممن يحاولون ان يعتمدوا على انفسهم في تكوين شخصيتهم فهل هذا صحيح من منظور زملائهم الشباب وما اهمية الرجوع الى الاهل ..‏

وائل محاصي 26 سنة ادب عربي/ يرى ذلك فيقول:‏

اجل لابد من طرح ومناقشة بعض الامور والمواضيع الاجتماعية لتبقى الالفة والمودة والتواصل بين افراد الاسرة كالدراسة والمستقبل وما يتعلق بالحياة المعيشية والتفكير بالزواج وتشجيع الشاب في الحصول على عمل او وظيفة تتناسب مع دراسته ويضيف من خلال تعاملي مع الاصدقاء لاحظت انهم يحاولون تكوين شخصيهم بأنفسهم وحل مشكلاتهم دون الرجوع والعودة الى الاهل , ولكنني ارى انه من الضروري الرجوع للاهل في كثير من الخطوات والامور التي نقوم بها وفي المقابل لابد للطرف الاخر من احترام وجهة نظر الطرف الاول ..‏

كما ان البحث يشير الى ان نسبة الاباء التي تتدخل في اختيار العمل او المهنة للشاب والتي تتدخل بقوة في هذه المسألة تقل بمقدار 3,4 نقطة مئوية عن الذين يتدخلون فيها احيانا وكانت نسبة التدخل متقاربة بين الذكور والاناث وربما يتمسك بعض الشباب برأيه اذا كان يتعارض مع آراء اهله وبالتالي ينفذ ما برأسه وما يمليه عليه عقله ..‏

اما يونس صالح 22 سنة هندسة كهرباء سنة ثالثة فيضيف ..‏

الشفافية بين الطرفين مطلوبة ومهمة ويتوجب على الاهل عدم فرض ارائهم علينا? (ممنوع الخروج من المنزل أو السهر ..الخ) فهذا من حقنا الطبيعي وبصراحة فرأي اهلي ليس مهما اذا كان يتعارض مع رأيي وافكاري وبين ما اريد وارغب ولا انفذ إلا ما يعجبني ويرضيني. حتى عندما نخطئ لا نجد من يسمعنا ويرشدنا فمجتمعنا شرقي وردة فعله ستكون قاسية تجاه الخطأ والغلط فجيل ابائنا وبيئتهم التي تربوا فيها مختلفة عما نحن عليه الآن فهم غير قادرين على فهمنا كما نريد .‏

ماذا حول رأي الآباء هل يوافقون على ذلك ام يختلفون عليه..‏

ابو يونس موظف يقول: المناقشة والحوار والصراحة في هذه الايام غير واردة فكل يكتم سره ولا يبيح به لاحد كما انهم يرون انهم على صواب دائما حتى وان اخطؤوا فهم غيرقادرين على الحوار والمناقشة معنا لانهم لا يفعلون الا ما يحلولهم .‏

ويشير الى ان هناك فجوة كبيرة يجب تلافيها وربما تلعب التقنيات الحديثة بمختلف انواعها واشكالها واساليبها دورا كبيرا في ذلك .‏

بعد كل هذا هل نستطيع ان نقول ان هناك صراعاً للاجيال .‏

هذا ما تقوله ليلى .ش موظفة وام: نحن في عالم تتصارع فيه الاجيال من خلال التمسك بالآراء والافكار صحيح انني اتواصل واتحاور مع بناتي في جميع المواضيع ولكن بعد كل الحوار والاخذ والرد تعود ابنتي الكبيرة لتقول في النهاية بأن كلامي لم يقنعها. اي مازال هناك خلاف فهذا شيء طبيعي يعود لاختلاف الاجيال كما ان تربية الام تلعب الدور الاساسي في ذلك وتضيف حتى نحن عندما كنا شبابا كانت آراء وافكار أبائنا لا تعجبنا وهذا ما نسميه بصراع الاجيال.‏

تعليقات الزوار

أكرم العفيف |  alafeef@scs-net.org | 21/11/2007 03:29

إنه موضوع شائك معقد وبسيط في آن معا إنه جدلية الدنيا وشغل العالم إنه موضوع الآباء والأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة والشباب 0 لقد عمل المحللون النفسيون وعلماء الاجتماع لتحليل هذه المشكلة المعضلة وبقيت بدون حل وإذ إنني لا أريد أن يفهم بأنني أطرح حلا ولكنني أطرح تجربة لم تكتمل أطرحها بمنتهى الموضوعية والمباشرة بسلبياتها وايجابياتها أطرحها وأتمنى لو كتب لها النجاح فكانت ستقدم الكثير الكثير مما يتمناه المجتمع الآباء والأبناء معا : إن الابن يبقى أمام ناظري والده فلا يراه والده يكبر كمثل نبتة الأرض أمام صاحبها يراها كل الناس تنمو إلا صاحبها ومحبة الأب تجعل منه دائما بموقع الناصح والمتدخل بكل شيء مهما كان صغيرا وتبدأ الاختلافات حيث يبقى الابن ولدا حتى لو كان قادرا على حكم أربع بلدان مجتمعة ويتحول الأب بنظر الابن إلى كائن متدخل ومتخلف وغبي أحيانا لأنه لا يراعي ولا يحترم ولا يستطيع اكتشاف شخصية الابن ومواهبه ولا يقدر أن يتفهم أن ابنه أصبح رجلا مما يجعله متخلفا بامتياز حتى لو كان يحمل أعلى الشهادات العلمية 0 وهنا يصبح الابن يتصرف بانفعالية ولا يستفيد من خبرة والده التي رفضها مقدما جملة وتفصيلا وجلس في غرفته منزويا معه أصدقاءه وأشياءه الخاصة مخفيا ماذا يريد وفاقدا لحكمة والده وخبرته في الحياة التي لا يسعد أب بإعطائها لأحد ك....عادته لإعطائها لولده 0 وفي الجانب الأخر يفقد الأب طاقة ابنه الشاب وقدرته على الإبداع ولا يستطيع أن يحاور العصر الذي لا ينال من الآباء سوى اللعنات لهذه الثقافة والموسيقى والأخلاق والثياب والموضة وغيرها وأصبحت عوامل الالتقاء بالبيت الريفي أقل بكثير ومشى كل من الآباء والأبناء بخطين متوازيين لا يلتقيان والسؤال هل يشعر الآباء والأبناء بالسعادة لهذا الوضع وهل يرغب الأبناء بالقرب من آبائهم وهل يرغب الآباء بمحاورة أبنائهم ؟ فإذا علم الأب أن ولده يدخن ربما يضربه ولكن عندما يعلم أن 20 0/0 من جيل الشباب تدخن تصبح مشكلة تحتاج لمعالجة 0 لقد استطعنا أن نعد استمارة حوارية مكونة من حوالي 100 سؤال الإجابة عليها ب نعم أو لا أو رقم قابلة للإسقاط تهدف لتكوين بنية ثقافية ومكون رقمي لنمط تفكير الشباب وتحاورهم الأرقام لتظهر النمط السلبي في سلوكهم من خلال الرقم السلبي والنمط الايج

شاهين  |  sniper981@gmail.com | 21/11/2007 11:24

بالطبع يجب ان تتميز علاقة الشاب والفتاة بالاهل بالوضوح والشفافيه والموضوعيه بغرض اعطاء هذا الشاب اوتلك الفتاةمساحه من الحريه في التعبير والطرح العفوي لمشكلاتهم امام الاهل اخذين بعين الاعتبار ان اولادنا لم يعودو اطفالا بحاجة الى الطعام والشراب فقط كما يجب اخذ افكارهم ووجهات نظرهم على محمل الجد والتعاطي معهم بروح رفاقيه عاليه من اجل تحصين تلك العلاقه الاسريه بين الاهل وابنائهم كما ان الشاب او الفتاة بحاجه الى من يستمع اليه من دون تعنيف او استهزاء بلغته البسيطه لان ابناء اليوم هم رجال وسيدات الغد وبالعاميه يقال اذا كبر ابنك خاويه شكرا لجريد الثوره على اهتمامها الدائم بمشاكل الجيل وقضايا المجتمع فانا كشاب استمتع بالاطلاع على هذه القضايا المجتمعيه

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية