تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التشاؤم سيد الموقف

ديلي ستار
ترجمة
الأربعاء 21/11/2007
ترجمة: كيندا ديب

كلما اقترب موعد اجتماع أنابوليس كلما قل الحماس الفلسطيني, ويعود ذلك التشاؤم لعدة أسباب منطقية أولها التجارب الفلسطينية المريرة والناتجة عن انعقاد مثل هذه القمة خصوصاً

إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية الراعي لهذه القمة كقمة كامب-ديفيد التي عقدت عام 2000 وأحد الأسباب الوجيهة التي تدعو إلى القلق هو عدم وجود أي ترابط ما بين المباحثات السياسية والتحضيرات لعقد هذا الاجتماع مع تردي الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني إذ إن آخر تقرير صدر عن مكتب الأمم المتحدة المهتم بالأوضاع الإنسانية قد أشار إلى تزايد القيود والضغوطات الاسرائيلية المفروضة على حركة الفلسطيني في الضفة الغربية في الوقت الذي أشارت وثائق المنظمات الإسرائيلية إلى تزايد الحركة الاستيطانية بشكل كبير.‏

إن مثل هذه الحقيقة تجعل كلا منا متشائماً ومتشككاً من نتائج القمة, وقد أدى ذلك إلى سعي المعارضة الفلسطينية إلى تنظيم قمة خاصة بها لأن ذلك سيجعل أصوات المتحفظين على اجتماع أنابوليس مسموعة, هذا على الصعيد الشعبي أما على الصعيد الرسمي فنجد أن وجوه الفريق المتحمس الذي اختاره عباس للقيام بهذه المهمة هي وجوه مألوفة تنتمي إلى الحلقة السياسية الداخلية للرئيس الراحل ياسر عرفات.‏

إن الانقسام الداخلي ما بين قطاع غزة والضفة الغربية بالإضافة إلى التوتر المستمر ما بين الأحزاب الفلسطينية يشجع أميركا واسرائيل على الاستفادة منها, لأن الانقسام الحاصل يقوض ويضعف الموقف الفلسطيني تجاه اسرائيل أي أن حماسة أميركا واسرائيل لخوض المفاوضات يعود إلى رغبتها في استغلال الضعف الفلسطيني والانقسام الفلسطيني من أجل الحصول على المزيد من الامتيازات ولانتزاع المزيد من التنازلات على حساب الأطراف الفلسطينية.‏

وفي هذه الأثناء نجد أن التحضيرات لقمة أنابوليس تواجه تحديين رئيسيين أولهما المشاركة العربية وعلى وجهه الخصوص المشاركة السعودية التي لم يسبق لها المشاركة في أي اجتماع رسمي مع اسرائيل ورغم ذلك عمدت السعودية لتشجيع اسرائيل على الموافقة على إنهاء الاحتلال عن طريق مشاركتها ودعمها المطلق للاجتماع, بيد أن الموقف الاسرائيلي تجاه اجتماع أنابوليس أصبح أكثر وضوحاً بعد أن صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت بأن الاجتماع لن يحصد ولم يحقق أكثر من تصريحات وبيانات مشتركة تتعلق بالقضايا والمبادئ العامة.‏

وقد كان لهذا التصريح أثر سيىء على البلدان العربية فقد جعل كلاً من السعودية وسورية تترددان. أما التحدي الآخر فهو خوف الإسرائيلي المتزايد من السماح لاجتماع أنابوليس بتداول أية مفاوضات أساسية تتعلق بوضع القضايا الأخيرة بشكل جدي وهكذا فإن أولمرت يتعرض لنقد لاذع من مختلف أطياف السياسة الاسرائيلية بمن فيهم حزب (كاديما) ونتيجة لذلك سيعمل أولمرت على تعميم القضايا قدر المستطاع. وبمعنى آخر كلما كانت المباحثات المتعلقة بالقضايا الهامة أكثر سطحية وشمولية كلما ازداد شعور أولمرت بالأمان, بيد أن ذلك سيحرج كل المتفائلين بأنابوليس في الوقت الذي لا يبدو فيه من الحكمة ولا من الواقعية تفاؤل الجانب الفلسطيني أو تعليقه أية آمال على ذلك الاجتماع لأنه سيستخدم لتوسيع العمليات والممارسات الإسرائيلية غير الشرعية في المناطق الفلسطينية المحتلة كعوائق حقيقية لعرقلة مسيرة عملية السلام.‏

وقد يكتب لهذه الاستراتيجية الفلسطينية النجاح إذا تمكنت من إقناع المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لتحسن التصرف في المناطق الفلسطينية المحتلة بالتوافق مع المقدمة المنطقية التي دعا إليها هذا الاجتماع وهي السعي إلى التوصل إلى حل قائم على دولتين. وهكذا يجب أن يكون واضحاً بالنسبة لل 36 دولة التي ستشارك في اجتماع أنابوليس أن هناك تناقضاً كبيراً وحقيقياً في التعهد الاسرائيلي لمناقشة وبحث عملية السلام المبينة على حل قائم على دولتين لأنها في غضون ذلك تعمل كل ما في وسعها على تقويض أي احتمال لخلق دولة فلسطينية عن طريق استمرارها في بناء المزيد من المستوطنات غير الشرعية التي لا تعمل على إعاقة عملية السلام فحسب بل تعمل أيضاً على زيادة الأعباء الأمنية لكلا الطرفين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية