تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفلسفة بصيغة الشعر

كتب
الأربعاء 21/11/2007
يعرف الشعر عادة على أنه فن يعبر بكلمات مليئة بالايقاع تنجم عن إبداعات المشاعر والخيال والوهم.

إذا أخذ هذا التعريف بمفهومه القاسي (الحرفي) فيجب على المرء أن يقول بأنه لا يوجد شعر في اليابان لكل لغة إيقاعاتها الخاصة بها التي من خلالها يتحدد المحتوى فيها لو كانت آذاننا قابلة على الالتقاط أكثر لاستطعنا ربما أن نسمع حتى موسيقا الفضاء إذا فهم المرء الأمر على هذا النحو فالشعر ليس فناً من حيث كونه عملاً إراديا للأنسان في هذا الفعل الغنائي الناجم عن الوحي الشعري تلعب الإرادة دوراً بسيطاً حتىإأنه على المرء أن يرى فيه فاعلية أقل قصداً وأكثر طبيعية فبينما توجد في الشعر الألماني صفة الملحمة بقوة يؤكد الشعر الياباني على الصفة الغنائية.‏

الكلمة اليابانية للشعر هي (أوتا) وتعني حرفياً الغناء وهي مشتقة من كلمة (أوتا-يو ) يغني أو معناه التعبير عن المشاعر بأيقاعات منتظمة .اليابانيون بطبيعتهم منغلقون ويصفهم الأوروبيون حتى بالغموض إنها لحقيقة كون الشعب الياباني عاطفياً وردة فعله على العداوة أو الصداقة تمتاز برقة المشاعر وأنه يحيا في (حالة)تحفظ دائم الشعرهو اختراق لحالة التصرف هذه وهو صمام أمان للمشاعر المخترقة الهادرة وكمايقول الكاتب توشيمتسوهازومي في مقدمة كتابه :(الشعرهو طريقة يعبرفيها الياباني بالكلمات عما يشعر به ويراه إنه يمثل ثقب مفتاح الباب الذي يسمح للمرء أن يلتقط من خلاله وميضاً من الروح اليابانية حتى أعرض شيئاً من هذا الوميض وليس من أجل تقديم بحث علمي أرغب بالكتابة عن شعرنا) في القسم الأول من الكتاب كمدخل يقدم هازومي الشروط اللغوية للشعر الياباني وبخاصة قواعد وأشكال بنائية المقطع (الشعري) وموضوعات الشعر الياباني .دالاً عليها ومنطلقاً من خلال أشكالها الداخلية .في القسم الثاني يشرح التطور التاريخي وطبيعة محتوى الشعر الياباني من خلال شروحات بعض القصائد الأنموذجية من الزمن القديم وحتى الوقت الحاضر حتى يصبح من الممكن الرؤية التاريخية للشعر الياباني.‏

في القسم الثالث يقول هازومي (أريد أن أصف الحياة والشعر وبخاصة شعر فصول السنة لأن الشعرليس إلا التعبيرالروحي عن الحياة متوحداً مع الطبيعة على المرء هنا أن يفكر بماهية الفضاء الذي يصوغ فيه اليابانيون شكل معايشتهم الشعرية) (هدوء :في حجارة الصخور يدخل لحن الخبادب) وثمة شاعر مجهول يقول (في قمر الخريف تسطع روحي في هدوء مع الطبيعة) والشاعر باشو يقول:(ببطء يكتمل الربيع جالباً معه شعاع القمر والخوخ) والشاعر فافو يذكر:(الربيع يحرك ,أنظر!طاحونة الهواء وطاحونة الماء)‏

القسم الرابع يكرسه لعرض ماوراء الفلسفة في الشعر الياباني على المرء هنا أن يتأمل القاعدة الفلسفية للشعر الياباني والدور الذي يتخذه (الزن)في عملية الخلق الشعري هذه القاعدة ماوراء الفلسفية تسم الشعر الياباني وتميزه من حيث ماهيته من غيره (دعونا لانوبخ دون عدل الريح عندما تعري الأزهار بقساوة ربما تحن هي ذاتها للتلاشي إلى هناك قبل قدوم وقتها).‏

وفي القسم الأخير قام هازومي بمعالجة الطريق الداخلي للشعر الياباني وهذا يعني شرحاً للمعايشة الشعرية مع الموقف الفلسفي الياباني في آن واحد معاً فيشرح طريقهم الخاصة بالاستعمال المقتضب للكلمات لأنه وفق الزن فإن الكلمات مقدسة غير قابلة للتبديل على المرء نطقها باحترام ورهبة الكلمات ليست كالريح, الأزاهير أو الرعود لكنها تتشكل من مادة روحية.‏

الكتاب: الزن في فن الشعر الياباني - تأليف: توشيمتسو هازومي - ترجمة: د. شاكر مطلق - صادر عن وزارة الثقافة 2007‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية