فكم نشعر بالفخر والاعتزاز عندما نرى هذه القدرة العالية لديه على الإحساس بالمسؤولية بتحصين نفسه بهذا الوعي وضد ما قد يؤثر عليه سلبا وبالتالي جعله يصب في مصلحته ؟ خاصة وأننا جيل الشباب صمام أمان بناء الإنسان الواعي المعول عليه في بناء الوطن والمستقبل وقد حاولنا أن نتحدث عن الوعي وأهميته في مجتمعنا من خلال التعرف على آراء بعض الشباب.
تكاتف الجهود
الشاب يعقوب خريج جامعي وموظف 31 عاماً يقول:
الوعي هو السمة الأهم لرقي المجتمعات وتطورها، فلا يمكن لمجتمع أن يتطور ومكوناته غير واعية في مختلف مجالات الحياة سواء على المستويات الصحية أم الاجتماعية أم السياسية أو غيرها. ويكتسب الوعي أهمية كبيرة عندما نتحدث عن الشباب فهم الجيل المقبل وقادة مجتمع الغد، وبالتالي مستوى وعي الشباب هو من سيرسم ملامح مجتمع المستقبل.
ويمكن بناء الوعي لدى الشباب من خلال عمل تشاركي تسهم به كل مكونات الدولة، من حكومة وشعب وقطاع اقتصادي وقطاع أهلي، فمن واجب الحكومة تأمين التعليم الجيد العلمي الحديث للطلاب والتركيز على الجانب التجريبي وليس فقط النظري. كما أن من واجب الشعب، وهنا هو الأسرة والمحيط الاجتماعي، أن يبني شخصية الشباب من الناحية الاجتماعية على أسس قوية تجعله يعي محيطه ويفكر فيه بأسلوب منطقي ويقيم الأمور ليميز الصالح من الطالح، ويقع على عاتق الاقتصاديين مد يد العون إلى المجتمع والمساهمة في التوعية، لأن المجتمع الواعي هو مجتمع صالح لنمو الأفكار والمشاريع، ناهيك عن أن على القطاع الاقتصادي مسؤولية اجتماعية بعيدا عن حسابات الربح والخسارة.
أما القطاع الأهلي من جمعيات مجتمع مدني فعليها استيعاب الشباب في أنشطة تنمي قدراتهم و معارفهم وتجعلهم أقدر على التعامل مع الحياة عندما يوضعون على المحك أو يتعرضون للأزمات سواء على المستوى الشخصي أو الوطني.
ولا يمكن، عند الحديث عن كيفية بناء جيل واع، أن ننسى العامل الذاتي، فالشباب أنفسهم يجب أن يبادروا للاطلاع والانخراط في التجارب التي تعلمهم المزيد من التجارب الحياتية، ومن خلال الجمعيات الأهلية والمجتمع المحيط بالفرد يمكن أن يتحول الشاب الواعي إلى مصدر لوعي أقرانه ومحيطه، فالسلوك الواعي يمكن أن يكتسب وينتقل بالعدوى، حتى يعتبر السلوك غير الواعي سلوكا شاذا مستهجنا يعزف عنه الناس في المجتمع الواعي.
وبالتالي، الوعي لدى الشباب هو حق وواجب في الوقت نفسه، بمعنى أن للشباب الحق في العيش بوسط يرفع وعيه، وفي الوقت نفسه من واجب الشباب العمل على تنمية وعيهم ووعي محيطهم.
صمام أمان
وبالنسبة للشاب منهل 36 عاما فيؤكد ……
أن الوعي عند شريحة الشبان ركن أساسي في سلوكياتهم،فالوعي يخلق حالة من التوازن في حياة الأفراد ويجعل تكيفهم مع المجتمع أفضل وبالتالي القدرة على التواصل بينهم وبين مكونات المجتمع وتكوين حالة من التوازن باعتبارهم يشكلون شريحة واسعة وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية التي توصف بالفتية وأن عنصر الشباب هو الغالب على بقية العناصر ومن هنا يمكن القول إن وعي الشباب صمام أمان للمجتمعات التي يديرونها ولاسيما إن كانوا مثقفين ومتسلحين بسلاح العلم والمعرفة
صقله
وتشير ريما ص (29 عاماً) إلى أن الوعي يتشكل نتيجة تضافر عدة عوامل فلا بد له من أرضية أو مناخ جيدين تبدأ من المنزل الذي يشكل الأساس الأول له يليه البيئة المحيطة والمجتمع والوسائل الإعلامية، فالشاب الواعي هو من يدرك حقوقه وواجباته ويتنبه للمخاطر المحدقة به أيا كانت إضافة لمستوى الثقافة ومستوى التعليم والخبرة الحياتية فكلما ازداد مستوى الثقافة والتعليم والخبرة بالحياة كلما ازداد وعينا الذي يتوجب علينا صقله عبر إيجاد آليات مناسبة من شأنها توفير مستلزمات المعرفة والاطلاع حتى ننشئ جيلا واعيا قادراً على تحمل الأعباء المنوطة بد وحماية وطنه من كل الأطماع والمؤامرات التي قد تستهدفه الداخلية منها والخارجية.
به نتجاوز المحن والصعوبات
ويرى آخرون أننا كشباب سوري نفتخر بما نملكه من الوعي الذي يقودنا لتجاوز محن وصعوبات وأزمات أياً كانت على جميع المستويات والأصعدة (الاجتماعية، الوطنية، الأسرية، المعيشية،....) كل من موقعه بتكاتفنا وتلاحمنا, فنحن نشكل القدوة للأجيال القادمة التي ستشكل شباب المستقبل، فمن الضروري إيجاد التفاعل المناسب بين الشباب والتمييز ما بين الصواب والخطأ.
فالثقافة مهمة جداً بالقراءة والمتابعة للوسائل الإعلامية والاختلاط بالآخرين ويجب أن نركز أولا على الأسرة التي تعتبر الأساس في تكوين وعي الشاب والذي يبدأ منذ الطفولة.
وعن أهمية الوعي ودوره في بناء الشباب من خلال التواصل فيما بينهم وما يحققه من نتائج ايجابية في بناء الإنسان والمجتمع سألنا الدكتور بلال عرابي أستاذ علم الاجتماع بجامعة دمشق فقال:
نحن نعتقد أن موضوع الوعي عند الشباب قضية مهمة والكثير من علماء علم الاجتماع أكدوا على ضرورة تعامل الشباب بطريقة واعية لان ذلك سيؤدي لمعرفتهم بقضايا مجتمعهم بصورة أفضل.وفي سورية فإننا نعتمد على الشباب بشكل خاص لأنهم الشريحة الأكثر حيث تشير المعطيات السكانية إلى أن هذه الفئة تشكل 35 % من المجتمع وبالتالي يقتضي التعامل معهم وضمان قدرتهم على معرفة كل ما يحيط بهم وبما يؤدي إلى تحقيق مستقبلهم ومستقبل بلدهم.
وكما تعرفون فان علماء الاجتماع يؤكدون على قضية الانتماء والمقصود انتماء الشاب لقضايا مجتمعه ولطالما قالوا إن الشباب غير منتم أي لا يفكر بمصلحته الذاتية وهذا غير صحيح لان الشباب يعرفون ما يريدون ولكن عند البعض هناك ضعف في نوعية الأهداف وفي ترتيبها فهم عادة لا يعرفون ما الذي يريدونه تماماً وتعدد الخيارات يجعل البعض في ضياع وعدم معرفة بكيفية التعامل.
وان قضية الانتماء هي قدرة الشاب على اتخاذ قرارات مناسبة ومنسجمة مع منظومة قيمية متوازنة من (اختيار الزوجة المناسبة إلى المهنة إلى المنظومة الأخلاقية) وكل ذلك يحتاج إلى وعي حقيقي وثقافة تمكن الشاب من الاختيار بصورة صحيحة.
وباعتقادي فإن الحل لضمان انتماء الشباب لقضايا أمتهم واختيار المستقبل بصورة صحيحة لا بد من زيادة تعلمهم واعتقد أن أن المشكلات التي تواجههم هو خروج أو إخراج المراهق من المدرسة التي هي الوسيلة الممتازة لوجود منظومة خلقية فعالة عند المراهقين
فإلزامية التعليم أمر ضروري وعلى الدولة التأكيد عليه حتى نهاية التعليم الأساسي.
ثانيا على الأسرة التعامل مع أبنائها الشباب بطريقة صحيحة حيث يقول جبران خليل جبران أولادكم ليسوا لكم ، أولادكم أبناء الحياة ما يعني أن الأولاد هم جزء من ثقافة غير ثقافتنا ويجب ألا نفرض عليهم خياراتنا بل تفهم متطلباتهم والتعامل معهم بالشكل الصحيح واحترام خياراتهم وعلاقاتهم بمن حولهم.
والإعلام يجب أن يكون متوازناً في علاقته بالشباب وان توجد البرامج الخاصة بهم وهذا ما تقوم به الدولة ولكن نتمنى أن يكون هناك فاعلية اكبر لبرامج الشباب بإدارتهم فهذا يساعد على تفهم متطلباتهم والتعامل معهم بشكل أفضل وأخيرا أود أن أشير إلى أن شباب اليوم يعرفون أن سوريا تتعرض لفتنة نريد منهم أن يكونوا واعين لمستقبل بلدهم وان يكون وعيهم هذا وسيلة للخروج بالوطن من كل الأزمات التي قد تلم به.
فالشاب الواعي يصنع مستقبلاً آمناً لبلده ولا ينجر لمخططات الفتنة بل يكون قادراً على إسقاطها وكشفها بطريقة واعية وذكية بإرادة صلبة