تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التفوق بداية.. ودعمه استمرار..

شباب
4 / 4 / 2011
آنا عزيز الخضر

رعاية المتفوقين قضية تعليمية وتربوية هامة، تستدعي تأمين مقومات لتستوعب التفوق وتنميه وتكرسه ولا يخفى أهمية دعم الشباب لرفد المجتمع بالطاقات الحية ليكون لهم دورهم في تطوير الحياة ككل بمجالاتها المتعددة ، كما لا يخفى أهمية خلق البيئة المناسبة للتفوق لمزيد من الاستمرارية ،

وقد تكون حفلات التكريم المستمرة للمتفوقين والمتميزين التي نسمع عنها والتي تقيمها بعض المنظمات الشعبية والهيئات تشجيعاً أيضاً ، كما أن إحداث مدارس المتفوقين في كل محافظات القطر شكل إطاراً هاماً لاستقبال المتفوق وساعدته على المحافظة‏

‏‏‏

على سويته وتحفيزه إلى الأفضل كما أكد المتفوق / نبراس نداف/ حيث قال : أنا أنهيت الاعدادية بتفوق ، تابعت دراستي في ثانوية للمتفوقين ، وقد وجدت فيها عوامل كثيرة ساعدتني على المحافظة على تفوقي، بدءاً من الأساتذة إلى الإدارة ، وحتى المرشد النفسي ، في هذه المدرسة له طريقة تعامله الخاصة معنا كشباب ، إذ نلتقي به عبر جلسات دورية ، يوجهنا من خلالها بنصائحه وارشاداته إلى كيفية التعامل مع دراستنا بثقة ثم كيفية المحافظة على معنوياتنا عالية المستوى من أجل تحصيل جيد من جهة ومن أجل اكتساب منظومة من السلوكيات الايجابية المتعددة في حياتنا من جهة أخرى ، إذ يهتم المرشد بشخصية كل شاب على حدة، ويهتم بكل حالة يمر بها وكل هذا يساعدنا كي ندرك أهمية السعي والمحافظة على مستوي جيد، وقد تكون مدرسة المتفوقين الحالة النموذجية التي تجمع بين متفوقين عدة على نفس السوية، تلك التي توجهنا بشكل أو بآخر إلى المنافسة الإيجابية ، كما أن الحالة النموذجية التي تجمعنا ترشدنا بشكل تلقائي ، نحو ما هو ايجابي في الدراسة كما هو في حياتنا العادية.‏‏

تكامل الأدوار لدعم المتفوق‏‏

ومن جهة أخرى فإن التفوق حالة تتطلب تكامل الأدوار ما بين المؤسسات المجتمعية كافة التعليمية والثقافية وغيرها وما بين الأسرة والتي تجسد الأساس القوي مثلما قال الشاب المتفوق عامر الحصري: ساعدني الأهل بشكل كبير من خلال خلق الارضية التي وجهتني إلى الدراسة والتحصيل المتميز، ورعت تفوقي ثم الاستمرارية فيه من خلال التشجيع والتعزيز والسهر على كل خطواتي، وقد التحقت بمدرسة للمتفوقين والتي تكاملت بدورها مع دور الأهل ، فكانت حضناً استوعب تفوقنا ودفعنا أنا وزملائي إلى المزيد من الاجتهاد والمثابرة ، فالمدرسة متميزة في مجالات عدة ، أولها العدد النموذجي للشعبة وثانيها إتاحة المجال أمامنا كمجموعة متفوقة نتلقى التعليمات من المدرسة بضرورة التفوق في كل المجالات الحياتية الاجتماعية والثقافية، وأتمنى في هذا السياق أن يكون هناك أنشطة ترفيهية وثقافية أكثر في المدرسة خصوصاً أن المدرسة تضم شباباً لديهم القدرات الخاصة التي تحتاج إلى استثمارها في مجال التفوق الدراسي والحياتي أيضاً، إذ يمكن توجيه امكاناتهم إلى تلك المجالات عبر الأنشطة المتنوعة للتنقيب والبحث عن كافة الميول.‏‏

دور المؤسسات التعليمية‏‏

أما أحد الاداريين في مدرسة المتفوقين في ثانوية المتفوقين في القنيطرة فقال: أنشئت هذه المدارس في كل محافظات القطر بموجب مرسوم وهي بمثابة تكريم للمتفوقين ودعم لهم كي يحافظوا على مستواهم ، اذ يتم استقبالهم بعد اتباع آلية خاصة، عدا عن المجموع العام المطلوب توفره، فهناك مجموعة من الأسئلة الشاملة والمتنوعة والتي تعتمد 60٪ منها على أسئلة الذكاء العام، كما أن المدرسة توفر لهم كوادر تدريسية وإدارية معطاءة ومتميزة، وأتمنى في هذا السياق أن تتعمق هذه التجربة بشكل أكبر، كي تقوم بدورها المأمول بتشجيع المتفوق وخلق الأرضية التي من شأنها أن تضع ذاك التفوق في الاتجاه المطلوب، فهي تحتاج للدعم للأخذ بيد هؤلاء المتفوقين إلى مستقبل زاهر يتناسب مع تفوقهم في مجالات عديدة، تحديداً بكون التعامل ينحصر مع شباب يمتلكون مقدرات متفردة ومتميزة ويفترض هنا أن تستفيد مدارس المتفوقين من تجربتها الطويلة التي مر عليها أكثر من عشر سنوات .ومن جهتها تحدثت المرشدة الاجتماعية عنايات ونوس حول رعاية المتفوقين وتأمين البيئة الملائمة لهم وقالت : لابد من استثمار طاقات الشباب الذين تؤهلهم إمكاناتهم الخاصة وملكاتهم لإيصالهم إلى مستويات متميزة وتوجيههم بالشكل المناسب كونهم يملكون المقدرة على التميز في كل المجالات الحياتية، خصوصاً إذ توفرت الشروط والظروف الداعمة لهم معنوياً و مادياً وتعليمياً، وهذه مسؤولية مشتركة ومتكاملة الأدوار ما بين الأسرة والمجتمع بقطاعاته ومؤسساته المختلفة ، فمن الضرورة بمكان أن تمتلك الأسرة وعياً خاصاً تجاه هذه الحالة، أيضاً ضرورة توفر المدارس ذات الميزات الخاصة بكوادرها وجهازها الاداري ومصادر التعلم فيها والتي تشكل دعماً حقيقياً لهم لتخريجهم كأناس متفوقين يمتلكون أسباب تقدمهم وعطائهم لمجتمعهم، فهناك ضرورة للسعي والعمل على خلق البيئة الملائمة لهم إن كان من الناحية التربوية أو التعليمية ، وكل ما من شأنه تحريض طاقات المتفوق وتنميتها لتصل إلى أفضل المستويات وأعلاها، لأنه إن وجهت بما يوظف قدراتهم الحقيقية وميولهم وتوافرت الظروف المناسبة في اتجاهات عديدة ، فإن كل هذا يعني الاستفادة والاستثمار لطاقاتهم الخلاقة بالشكل المناسب ووضعها في الطريق الصحيح لخدمة تفوقهم من جهة وخدمة المجتمع من جهة اخرى عبر التأسيس لجيل شبابي متفوق يمكنه تقديم الكثير لمحيطه.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية