تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«الواسطة»فيتامين أنهك أصحاب الشهادات والكفاءات!!

شباب
الأحد 3-3-2013
 هزار عبود

يبدو أنها الدواء في كل زمان ومكان، فما إن تحضر حتى تمد أمامك السجادة الحمراء وكأنك نجم هوليودي، وتصبح مهما كنت... ومهما كان مستواك العلمي (فهمان..) ولست بحاجة إلى اختبارات ونشر السيفيات!!

يكفيك تليفون.. أو تذكير من ذلك الفيتامين حتى تجد لنفسك ما يليق بك.. مشاهد مونو درامية متكررة... لكنها تحولت إلى فيلم حياتنا.. لسنوات قضيناها ونحن ندرس.. ونبحث.. ونغوص في خبايا اختصاص ما...وما إن نصل للقمة ونحمل شهادته لننطلق نحو سوق العمل حتى نجد أنفسنا في قاع البطالة!!‏

قضية.... أخذت اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لأعوام... فمن أجلها فتحت مكاتب التشغيل... لنراها كمشهد أفران الخبز الآن، انتظار قد يدوم يوماً وأكثر، ثم العودة بيد خاوية لكي لا تفوتك المواصلات العامة... طوابير لطالما وضعت الأمل.. فمنهم من حالفه الحظ وهو على أعتاب سن اليأس، أي الخامسة والثلاثين، هذا الرقم الذي ما إن بلغه عمرك حتى انهارت أحلامك بفرصة عمل..‏

وبعد مد وجزر حول تلك المكاتب بمحاسنها وسيئاتها... ظهر على مسرح البطالة مشروع آخر لمكافحته تمثل ببرنامج تشغيل الشباب الذي حمل بجعبته عشرين ألف فرصة عمل للسنة الثانية من تطبيقه.. وأنعش ذاكرة الشباب بمحتوياتها العلمية والمعرفية التي بدأ يأكلها الصدأ.. لينتشروا مفعمين بنور جديد يخلصهم من عتمة قفص البطالة بأوراقهم الثبوتية.. وبنفض أوراق ذاكرتهم من غبار النسيان وتلميع معلوماتهم الأكاديمية وتركيزها لخوض الاختبارات التحريرية والشفهية.. في سبيل شغل الوظائف الشاغرة المعلن عنها من قبل عدد من المؤسسات والوزارات والتي قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة... رغم ذلك ظلت الحماسة موجودة، إلى أن جاءت النتائج مشكوكاً بها..ومخيبة للآمال!!‏

وهو حال وائل الذي يحمل إجازة في مجال الحقوق، حيث تقدم لعدد من المسابقات سواء بشهادته الجامعية.. أم البكالوريا، في محاولة منه للإمساك بزمام الأمور ومحاصرة الفرصة... بغية الحصول على وظيفة مهما كانت.. وفي أي مجال، لكنه خرج منها... كما دخل بيدين خاويتين لا تملكان سوى شهادته!!‏

ورغم كل إشارات الاستفهام التي أحاطت بتلك البرامج والإجراءات المتخذة في سبيل مكافحة البطالة، ظل لها وقع ايجابي خاص في نفوس الشباب من كافة الفئات.. لجهود تسعى إلى فتح منافذ جديدة.. وتمتلك خطط عمل جيدة.. لكنها بحاجة إلى الطرق السليمة في تنفيذها...‏

لتبقى طاقة أمل في ظل الظروف الاستثنائية التي نمر بها.. حيث تفرغ بأثقالها على كاهل الجميع... منهم ذاك الخريج بخطواته المنهكة في طريق البحث عن فرصة عمل.‏

وفي خضم الإجراءات الإسعافية المتخذة بحق العاطلين عن العمل.. ظل هناك هامش كبير لوجوه جديدة في كار دورات القطاع العام... ممن يمتلكون الفيتامين (و) هذا الدواء الفتاك!!‏

الذين يقهرون كل الظروف... ويحجزون لأنفسهم مكانا قد يفوق شهادتهم أو سيرتهم الذاتية الخاوية من كل شيء سوى الفيتامين واو.... ونتمنى أن تطولهم تلك الإسعافات المتخذة لمكافحة البطالة الذين هم أبطالها...‏

فسوداوية البطالة التي تلف عالم الكثيرين.. قد تكبحها وزارة العمل كخطوة مهمة في هذا المجال... علها تكون الدواء المنتظر... لداء أصاب الباحثين عن عمل.‏

">z.hazar-abod@hotmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية