تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أتتلفها شلّت يمينك خلِّها؟!

رؤيـــــة
الأحد 3-3-2013
 فادية مصارع

لأن قراءة التاريخ تعطي العبر وتخبر الأمة بماضيها العريق لتنشره وتفاخر به فقد عمل (موشي دايان) رئيس الدفاع الصهيوني الأسبق على ملء حديقة منزله بالصخور الأثرية من سيناء ومناطق أخرى، وطال دمار الغزو البرابرة الأمريكيين

كل مرافق التراث العراقي إذ قاموا بسرقته ونهبه، فالآثار العراقية والمخطوطات التي تعود إلى آلاف السنين تمت سرقتها وتهريبها إلى أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا ودول أخرى، وأكثر من 65% من القطع الأثرية بيعت في الأسواق الإسرائيلية.  وعليه فإن من أفتى بتفجير تمثال بوذا في أفغانستان تحت ظل طالبان هو نفسه من أدار عمليات النهب المنظمة في العراق، وهو ذاته الذي يدير تخريب الآثار وتهريبها من مصر، وحسب فتاوى الظلاميين الذين سخروهم لحرب لا تبقي حجراً على حجر فإنه «إذا كانت الآثار تجسد أشخاصاً فعليهم أن يطمسوها). لذلك قام التكفيريون بإتلاف تمثال طه حسين عميد الأدب العربي (قاهر الظلام) لأسباب لا علاقة لها بعقيدتنا السمحاء ولا بالقيم الإسلامية أو حتى الإنسانية ، وللأسباب عينها قاموا بوضع النقاب على وجه تمثال كوكب الشرق (أم كلثوم)، وقطعوا رأس تمثال (أبي العلاء المعري) في سورية التي كانت محجاً لجميع الاختصاصيين الآثاريين من مختلف أنحاء العالم، ومركزاً للعديد من الأبحاث الأثرية.. واليوم تمتد أياديهم الآثمة الحاقدة لتهدم الأطلال الأثرية الضخمة والكنائس القديمة والقلاع الفريدة، والمساجد الرائعة فالمعبد الآشوري في تل الشيخ حمد بدير الزور دمرت جدرانه تدميراً واسع النطاق (بفتوى) والتهمت النيران محراب الجامع الأموي الكبير بحلب أقدم وأعرق جوامع العالم ما يذكرنا بحريق الأقصى الذي طال محراب صلاح الدين، ناهيك عن الأسواق والخانات العتيقة التي لا مثيل لها في العالم، ومع كل معلم يتم محوه من قبل أحفاد هولاكو ننعي أرواحنا الساكنة في كل حجر وأثر، وتلك لعمري جرائم لا تغتفر ومسألة أخلاقية لا يستهان بها لأنها تتعلق بتدمير تاريخ بلد عمره آلاف السنين، فالضمير الإنساني ـ على حد تعبير الكاتب والصحفي البريطاني روبرت فيسك ـ يفترض أن مقتل طفل يضاهي عملية نهب وتدمير ثلاثة آلاف سنة، لكن تدمير التراث يعني حرمان ملايين الأطفال من الأجيال القادمة مما يضفي على حياتهم النور والمعنى.‏

fadiamsr@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية