تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شبح الانتفاضة الفلسطينية الثالثة يخيّم مجدداً على إسرائيل

شؤون سياسية
الأحد 3-3-2013
 فؤاد الوادي

هو شبح الانتفاضة الفلسطينية الثالثة يخيم مجدداً على الكيان الصهيوني بعد ان وصل الاًخير الى قناعة تامة أن الكفة على الارض بدأت تميل لمصلحة الشعب الفلسطيني الذي يعيش إرهاب الاحتلال وعذاباته والذي يطبق على صدره منذ اكثر من ستة عقود.

برغم ظروفه الداخلية الصعبة لجهة الخلافات والانقسامات التي تشق الصف الفلسطيني و التي لاتزال تسيطر على الفعل الفلسطيني بعموميته وشموليته ، والتي أدت بطريقة أو بأخرى الى تنامي الارهاب و الاجرام الاسرائيلي الذي وجد في تلك البيئة الفلسطينية التي تعصف بها رياح التقسيم والفرقة الفرصة الأنسب للاستمرار بتنفيذ مشروعه الاحتلالي والتهويدي الكبير في الاراضي المحتلة ، وهو الأمر الذي يستدعي من الفلسطينيين وفي هذه المرحلة الفاصلة تحديداً ان يستنهضوا كل قواهم لانتفاضة فلسطينية ثالثة يكون هدفها الأول توجيه ضربة قاضية للانقسام الفلسطيني من اجل لمّ شمل الفعل الفلسطيني المتناثر والمبعثر وبالتالي توحيد الصف الفلسطيني ، ثم السير قدماً خلف راية الانتفاضة لاقتلاع الاحتلال من جذوره وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ، ناهيك عن أنه بالتزامن مع الظروف الداخلية الفلسطينية تلك الأوضاع العربية والاقليمية المحبطة للمواطن الفلسطيني ،والذي كان ولايزال يفاجئ الجميع ويصنع انتصاراته بنفسه بمساعدة ثلة قليلة من أحرار العرب ووطنييهم وعلى رأسهم سوربة التي تواجه اليوم بدورها أعتى طغاة العالم .‏

إذاً هو شبح الانتفاضة الذي استيقظ لتوّه على اصوات عذابات وآهات الشعب الفلسطيني وتحديداً الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين بدؤوا لتوهم خوض معركتهم ( معركة الأمعاء الخاوية ) للمرة الثانية خلال اقل من سبعة اشهر ضد الممارسات الاجرامية الاسرائيلية التي تجاوزت بوحشيتها كل الحدود البشرية وكل القوانين والمواثيق الدولية التي وضعت من اجل الحفاظ على حياة وحقوق الانسان أسيراً كان أم حرّاً ، وهو الأمر الذي يشرع الباب مجدداً على مصراعيه امام سيل من التساؤلات والاسئلة المشروعة والموضوعية التي تتقاطع جميعها عند البحث في سر غياب المجتمع الدولي عن هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني عموماً واسراه في سجون الاحتلال خصوصاً ، وتحديدا تلك الدول التي ترفع راية الدفاع عن الحريات والديمقراطيات وحقوق الانسان التي اتخذتها مطية وذريعة لغزو المنطقة والعالم بهدف احتلال الشعوب والسيطرة على مقدراتها وثرواتها وسلب سيادتها وارادتها ، دون ان ننسى بالطبع ذلك الغياب المفجع للفعل العربي حيال القضايا العربية برمتها ومنها الفلسطينية ، ذلك الفعل الذي دخل في غيبوبة طويلة غير معروفة الاجل ، على الرغم من انه ينشط على جبهة اخرى ، حيث يوجه طعناته وسهامه الغادرة لقلب العروبة النابض الذي لايزال مفعماً بالحياة والارادة ، لدرجة اصبح فيها الخوض في هذا المجال أي مجال البحث في غياب الدور العربي مضيعة للوقت واستنزاف لأحاسيس ومشاعر الشعب العربي.‏

إن اضراب الاسرى الفلسطينيين عن الطعام جاء رداً على الممارسات الوحشية الاسرائيلية المتصاعدة بحقهم والتي تصاعدت خلال الفترة الاخيرة على كل المستويات والتي بلغت ذروتها باغتيال الاسير الفلسطيني في سجون الاحتلال عرفات شاهين جرادات بعد ستة ايام من اعتقاله ، مع بيان أن هذه الهستيريا الاسرائيلية لم تكن من جهة إلا نتيجة طبيعية لحالة الضعف والوهن والانقسام التي تضرب الجسد الفلسطيني والتي جعلت منه مشلولاً او نصف مشلول ، ولم تكن من جهة اخرى الا ارتداداً متوقعاً لحالة الفشل والإحباط التي اصابت الجانب الاسرائيلي بعد هزيمته امام العديد من التحديات والرهانات على الارض سواء في الداخل الفلسطيني بعد انتصار الشعب الفلسطيني في غزة في المعركة التي اطلق عليها الاحتلال (عمود السحاب ) وبعد انجاز الشعب الفلسطيني في معركة الحصول على صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة ، أم سواء على الصعيد الاقليمي ، وقد بدأت ملامح هزيمة مشروعه في المنطقة تلوح في الافق سواء في سورية أم في مصروتونس وليبيا وجميع الدول التي راهنت عليها اسرائيل لإعادتها الى بيت الطاعة الاسرائيلي .‏

وفي هذا السياق أكد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن الإضراب المفتوح عن الطعام قد بدأ يتصاعد في السجون، وأن مئات من الأسرى شرعوا بالإضراب المفتوح عن الطعام وسط حالة من قمع وعزل وعقوبات غير مسبوقة تقوم بها إدارة السجون بحق الأسرى ، كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال تخوفها من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية على خلفية الاحتقان بخصوص ملف الأسرى وتردي الوضع الأمني في الضفة الغربية .‏

وقالت الإذاعة الإسرائيلية: إن « المواجهات المستمرة بشكل واسع في مدن وبلدات الضفة الغربية ربما تكون البداية لانطلاق هذه الانتفاضة وأن الوضع قد ينفجر في أي لحظة نتيجة حالة الاحتقان السائدة في الشارع الفلسطيني » ، وأشارت الإذاعة إلى أنه في حال أخفق الرئيس الأميركي باراك أوباما في زيارته المقبلة إلى المنطقة في استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فإن الانتفاضة الثالثة حتمية وستتغير قواعد اللعبة مع الفلسطينيين .‏

وكانت إسرائيل قد عبّرت مطلع العام الحالي عن خشيتها وخوفها من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، حيث قال يعقوب بيري رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية السابق : إن إسرائيل تواجه شبح انتفاضة فلسطينية جديدة بسبب الإحباط من الجمود في صنع السلام ، مضيفا إنه ينبغي على إسرائيل أن تفعل كل شيء للعودة إلى مائدة التفاوض وإيجاد تسوية.‏

تصريحات بيري جاءت عقب تصريحات مماثلة لقائد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى ، حيث اكد بدوره أن انتفاضة فلسطينية ثالثة انطلقت بالفعل في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن إسرائيل أكثر إدراكا للعبة الآن ، وتوقع القائد العسكري وقوع اشتباكات قائلا : لم نعد على شفا انتفاضة ثالثة، إنها قائمة بالفعل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية