ومنذ عامين على اشتعال الاحتجاجات المصرية تعيش مصر اليوم أزمة سياسية مفتوحة، خصوصا بعدما تعهدت المعارضة بمقاطعة الانتخابات التشريعية وجلسة الحوار الوطني التي دعا إليها الرئيس محمد مرسي.
ففي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الاحتجاجات مازالت تغيب الحلول الوسط والتفاهمات السياسية، مما اسهم في تجديد الازمة السياسية، وزاد من الصدامات السياسية والتنافر السياسي، وهذه الامور تضع مصر في دوامة الازمات.
وتأتي زيارة كيري إلى مصر قادما من تركيا في وقت تدخل فيه مصر نفقا مظلما من انفلات في الحالة الأمنية نتيجة قمع السلطة المتواصل للاحتجاجات الرافضة لحكم الاخوان وتدهور في الوضع الاقتصادي.
ويرى متابعون للشأن المصري أن هدف الزيارة هو ممارسة مزيد من الضغوط على القوى الوطنية من أجل خوض الانتخابات وإكساب النظام الاخواني شرعية فقدها بارتكابه جرائم بحق الشعب المصري.
هذا الدعم الأمريكي وصفه خبراء بأنه انبطاح كلي من قبل نظام الاخوان المسلمين واستقواء بالخارج لتحقيق المصالح الخاصة على حساب الشعب المصري واستحقاقاته الثورية التي ناضل ومازال يناضل من أجل تحقيقها وعلى رأسها الاستقلال ورفض التبعية.
ردود الأفعال على زيارة كيري
وفي ردود الافعال على زيارة كيري لمصر قال حمدين صباحي رئيس حزب التيار الشعبي والقيادي في جبهة الانقاذ الوطني إن جبهة الإنقاذ الوطني ستحدد موقفها من لقاء وزير الخارجية الأميركي.
وأبدى صباحي الذي اعتذر عن لقاء كيري في تصريحات صحفية مخاوفه من وجود اتجاه لدى واشنطن للضغط على المعارضة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي دعا اليها مرسي في 22 نيسان مشيرا إلى أن المعارضة تأخذ قرارها بصورة مستقلة ولا تستجيب لأي ضغوط خارجية لأنها معارضة وطنية.
من جهتها أعلنت الجمعية الوطنية للتغيير تنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية المصرية احتجاجا على زيارة كيري لمصر.
وقال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان عضو الجمعية الوطنية للتغيير في تصريحات صحفية إن وقفتهم أمام وزارة الخارجية لن تكون خارج نطاق السلمية والتعبير بشكل حضاري عن رفضهم لزيارة كيري.
وكانت الجمعية عبرت في بيان سابق عن رفضها لزيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر اعتراضا على التدخل الأمريكي السافر في الشأن الداخلي المصري عبر دعوة وزارة الخارجية الأميركية المعارضة المصرية ممثلة في جبهة الإنقاذ الوطني إلى تغيير قرارها القاضي بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
وقال أحمد النقر المتحدث الإعلامي باسم الجمعية انه ليس من حق أمريكا أو أي دولة أخرى إسداء النصائح للمصريين أو التدخل بأي صورة من الصور في الشأن الداخلي المصري سواء فيما يتعلق بالانتخابات أو الحوار بين السلطة والمعارضة.
واحتجاجا على زيارة كيري الى مصر وتنديدا بسياسات الولايات المتحدة احتشد عشرات المصريون امام مقر وزارة الخارجية المصرية مطالبين بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة.
إحراق مقر الشرطة في بور سعيد
وفي هذه الاثناء أضرم محتجون النيران في إدارة شرطة النجدة ببورسعيد عقب إصابة خمسة مواطنين بإصابات مختلفة بين كسور وكدمات في مختلف أنحاء الجسم جراء صدمهم بسيارة تابعة لإدارة النجدة في الوقت الذي سمع فيه دوي إنفجارات من السيارات المتواجدة داخل إدارة النجدة التي أتت النيران عليها جميعاً.
وذكرت وسائل اعلام مصرية أن سيارة مسرعة تابعة للشرطة اطلق افرادها النار في الهواء واخترقت المسيرة التي كانت متوجهة لاعلان بدء العصيان المدني وصدمت متظاهرين في تقاطع شارع الثلاثيني مع شارع محمد علي.
قتلى وسحل متظاهرين باشتباكات مع الأمن
في هذه الاثناء ارتفع عدد ضحايا المواجهات التي اندلعت بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين في مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية في دلتا النيل أول أمس إلى أربعة قتلى وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح مختلفة.
وذكر موقع اليوم السابع الإخباري أن قوات الأمن المصرية أطلقت القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم ودفعت بأربع مدرعات لملاحقتهم في الشوارع المحيطة بديوان المحافظة ما أسفر عن حالة من الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين قاموا بقطع شارع الجيش أمام مبنى المحافظة وبرشق مديرية الأمن القديمة بالحجارة.
واعتقلت الشرطة المصرية عددا من المتظاهرين وقد تزايدت حدة المواجهات بعدما لقي متظاهر مصرعه إثر قيام مدرعة تابعة لقوات الأمن بشارع قناة السويس بدهسه حيث ذكرت التقارير أن المدرعات تحركت بشكل عشوائي كبير وبسرعة جنونية وحاولت دهس المتظاهرين حتى سقط أحدهم تحت عجلات المدرعة ما أدى إلى وفاته.
وترددت أنباء عن سقوط أربعة قتلى على خلفية المواجهات في المنصورة التي كانت أعلنت العصيان على حكومة الرئيس محمد مرسي للمطالبة برحيل النظام وإسقاط حكم الإخوان فيما نشرت صفحة التيار الشعبي تصريحا للدكتورة دعاء زكريا أكدت فيه تلقي مستشفى الميدان بالمنصورة 4 حالات وفاة بسبب دهس بالمدرعات أحدهم نتيجة تهتك بالجمجمة والثاني جراء انفصال رأسه عن جسده.
وأطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع داخل مقر التيار الشعبي في محاولة منها لمحاصرة المتظاهرين داخل المقر فيما تحدث محتجون عن مقتل أحد المتظاهرين بطلق ناري وتم نقله إلى أحد المستشفيات الميدانية بمقر حزب التيار الشعبي ولم يتم تحديد هويته وذلك لتغيير ملامح وجهه لأن المدرعة دهست وجهه وتحولت شوارع قناة السويس إلى ساحة من المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين.
وتجمع العشرات من أهالي القتيل بمستشفى المنصورة الدولى رافضين استلام الجثمان إلا في حضور وكيل نيابة المنصورة وتوقيع الكشف الطبي لبيان أسباب الوفاة وكتابة التقرير الطبى عن الحالة متهمين مرسي بأنه المتسبب الرئيسى في الوفاة.
وأعلنت صفحة حزب التحالف الشعبي عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن قيام قوات الأمن بضرب مقر حزب التحالف الشعبي والمستشفى الميداني بالمنصورة بالخرطوش والغاز في حين أكدت حركة شباب 6 إبريل بالمنصورة أن الشخص الأول الذي لقي مصرعه بعد قيام المدرعة بدهسه هو حسام الدين عبد الله عبد العظيم.
الدقهلية تنضم للعصيان المدني
وترددت العديد من الأنباء على مواقع التواصل الاجتماعي حول إعلان العشرات من المتظاهرين المتواجدين بمدينة المنصورة عن انفصال محافظة الدقهلية عن جمهورية مصر العربية وعن حكم محمد مرسي وأعلن المحتجون عن انضمام الدقهلية لمدن القناة وبداية العصيان المدني الشامل.
من جانبه أكد حافظ الشاعر المتحدث باسم التيار الشعبي بالدقهلية وجود حصار تام لمقر التيار الشعبي بالمنصورة من قبل قوات الأمن وبعض البلطجية الذين يقومون بإطلاق الخرطوش على المقر.
وأضاف الشاعر في تصريح له أن محاصرة المقر هدفها هدم المستشفى الميداني محذرا من أنه في حال استمرت الأحداث على حالها سنقوم بتحويل مقر التيار الشعبي إلى غرفة عمليات لإدارة المعارك مؤكدا أن قوات الأمن تستعين بالبلطجية من كفر البضماس الواقعة في الجهة المقابلة لشارع السويس لفض المتظاهرين.
بدوره أدان حزب الدستور المصري بالدقهلية استمرار الاعتداء الوحشي من قوات الأمن على المتظاهرين السلميين واستمرار إطلاق الغاز والخرطوش عليهم وسحل المتظاهرين حتى وصل الأمر للقتل العمد بدهس المتظاهرين.
وحمل الحزب في بيان صادر له عبر مواقع التواصل الاجتماعي المسؤولية الكاملة لوزير الداخلية والرئيس مرسي معلنا عن تشكيله لغرفة عمليات على مدار الساعة من قانونيين بالحزب للتواصل والمساعدة وأن الحزب في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الموقف ولتحديد الموقف القادم للحزب والذي لن يكون متهاونا بأي شكل من الأشكال في ظل استمرار هذه التصرفات التي أقل ما توصف به بالبلطجة المقننة.
صباحي: الشعب لن يرضخ لسلطة مستبدة.. مرسي والإخوان يتحملون مسؤولية العنف
من جهته, حمل حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي والقيادي البارز في جبهة الانقاذ الوطني المعارضة في مصر الرئيس محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» المسؤولية الكاملة عن العنف الذي شهدته البلاد وخاصة في مدينة المنصورة مؤخرا مؤكدا أن الاشتباكات التي تشهدها المدن المصرية تدل على أن الشعب لن يرضخ لسلطة مستبدة يمثلها الاخوان.
وقال صباحي في تصريحات صحفية: إن الشرطة ما زالت «تتعامل بعنف مفرط وقمع وعدم احترام لحق التعبير» وكان لنا الشرف أن مقر التيار الشعبي في مدينة المنصورة تحول إلى عيادة ميدانية لإسعاف الجرحى ولذا تحول هدفا للشرطة التي اعتدت على المقر.
وأضاف صباحي: إن مرسي لم يخدم الشعب والشهداء والثورة وهو ما اكتشفه المصريون فغضبوا في بورسعيد والمنصورة وعندما ذهبوا إلى مقر التيار الشعبي ومستشفاه الميداني اقتحمته قوات الأمن لتعتدي على من فيه من الجرحى والمسعفين.
وحذر صباحي من أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى إلى أخونة الجيش وقياداته مؤكدا أن الشعب لن يسمح بأن يسيطر على جيشه فصيل معين لأن الجيش ملتزم بمشروع الدولة المصرية ولا بد أن يصان ضد محاولات الأخونة.
وأوضح صباحي أن المشهد السياسي الحالي يظهر أن الشعب المصري يعاني من استبداد جماعة «الإخوان المسلمين» التي سيطرت على قصر الرئاسة وتعمل على السيطرة على مفاصل الدولة عن طريق أخونة المناصب للهيمنة على الحكم.
بدء الترشح للانتخابات البرلمانية
اعلن رئيس اللجنة العليا المصرية للانتخابات المستشار سمير ابو المعاطي بدء الترشح للانتخابات البرلمانية في مصر اعتبارا من التاسع من الشهر الجاري ولمدة اسبوع مشيرا إلى انه تمت الموافقة لخمسين منظمة محلية و 4 منظمات دولية ونحو 90 الف متابع للعملية الانتخابية.
وقال ابو المعاطي ان اللجنة العليا للانتخابات قامت بنوعين من الاستعدادات الأولى تحضيرية وأخرى تنفيذية بدأت بالفعل حيث تم تحديث قاعدة بيانات الناخبين وأوضح ابو المعاطي ان عدد من تمت اضافتهم من المسجلين في الخارج زاد إلى 664 الفا بزيادة عن المسجلين في الاستفتاء بنحو 77 الف ناخب.