والتي أثارت الكثير من ردود الفعل السلبية على المستويين الرسمي والشعبي في دول القارة العجوز.
كشف المستور
وفي مجال ردود الفعل المباشرة على الفضيحة اضطرت شركتا «فيندوس» و«كوميغل» للمنتجات الغذائية المجمدة وعدد من سلاسل المتاجر في فرنسا وبريطانيا إلى سحب منتجات تم عرضها على أنها لحوم أبقار بعدما أظهرت الاختبارات أنها تحتوي على لحوم خيل بنسبة تصل إلى 100% .
وكشفت هذه الفضيحة مدى تعقيدوتداخل شبكة الموردين والمنتجين والموزعين في صناعة اللحوم. وهناك شركات في فرنسا ولوكسمبورغ ورومانيا وأيرلندا وقبرص وهولندا على صلة بهذه الفضيحة.
العزوف عن الاستهلاك
وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفتان بريطانيتان، قال 31 % من مجموع 2002 شخصا استطلعت آراؤهم، أنهم توقفوا عن تناول الأطعمة الجاهزة بعد فضيحة لحم الخيول. وشملت الفضيحة إلى اليوم 12 بلدا أوروبيا، لتثير التساؤل بشأن الصناعات الغذائية، وتعقيدات وصول الوجبات إلى المستهلك، عبر شبكات التوزيع.
ووجد الاستطلاع الذي أجرته صحيفتا «صانداي ميرور» و«الإندبندنت» أن 7 % توقفوا تماماً عن تناول اللحوم في حين قال 53% أنهم يؤيدون وقف استيراد اللحوم حتى يتم التأكد من مصادرها. ورأى 44 % ان استجابة الحكومة البريطانية لمسألة اكتشاف لحم الخيل في وجبات لحم البقر كانت جيدة، بينما عارض هذا الرأي 30 %.
أقبح من ذنب
الوكالة الفرنسية لمكافحة الغش أكدت أن الفضيحة تشمل 750 طناً من اللحوم، استخدم 550 طناً منها لصنع أكثر من5,4 مليون طبق مغشوش، بيع في 13 بلداً أوروبيا بينها ألمانيا والسويد وسويسرا. ويؤكد المسؤولون على أن لحم الخيل لا يشكل خطراً أو أن مخاطره على الصحة لا تذكر، إذ لم ترد أنباء حتى الآن عن إصابة أحد بأمراض من أكل لحم الخيل منذ نحو شهر، عندما اكتشفت لأول مرة في منتجات لحوم بقر أيرلندية. لكن الأدلة على وضع بطاقات تعريف مضللة موجودة على نطاق واسع، في حين أضر الكشف عن سوق معقدة بطول وعرض الاتحاد الأوروبي بثقة الأوروبيين في المنتجات الغذائية.
ماذا بعد
اللافت في الأمر أن كل هذه الضجة جاءت في وقت تكثفت فيه هدايا الفرنسيين والأوربيين عموما لشعوب المنطقة حاملة القتل والموت عبر دعمهم السافر للإرهاب الأسود والمجموعات التكفيرية المسلحة التي أباحت القتل والدمار لما يسمى دول الربيع الأسود. فهل يصحو الضمير الأوروبي الذي نعتقد جميعا أنه اليوم في إجازة لكونه يقدم لغة المصالح الاستعمارية على لغة العقل والمنطق .