وفي هذا الصدد قال رئيس تحرير موقع ياكين دوغو الكاتب الصحفي التركي البتكين دورسون اوغلو... ان تحقيق الجيش العربي السوري تقدما كبيرا في عملياته ضد المجموعات الارهابية والسيطرة على الوضع وطرح الحل السياسي للازمة في سورية بشكل بارز على الساحة الدولية يبرهن على الدخول في مرحلة من شأنها عزل العناصر المسلحة والقوى الخارجية التي تقدم الدعم لها، اي الوصول إلى المرحلة الاخيرة في الحرب التي تخوضها المجموعات المسلحة بالوكالة في سورية، معتبرا ان الدعم اللوجستي المقدم للمجموعات الارهابية المسلحة والتي تطلق على نفسها اسم الجيش الحر واهداف عملياتها وامكانياتها وقدراتها تغيرت وفقا للقرارات السياسية التي اتخذتها الدول الداعمة لها.
واوضح دورسون اوغلو في افتتاحية نشرها في الموقع المذكور أمس ان العلاقة بين القوى الخارجية التي حددت اهدافها في سورية والعناصر الارهابية المسلحة التي تنفذ هذه الاهداف في الداخل تظهر ان الاحداث الدامية التي تشهدها سورية ليست للمطالبة بالديمقراطية وانما حرب بالوكالة يمارسها ما يسمى اصدقاء سورية عبر عناصر ارهابية مرتزقة معتبرا ان هذه الحرب بدأت بشكل علني في 18 تموز الماضي بعد تطوير عملية دعم المجموعات الارهابية المسلحة لوجستيا من قبل تركيا وشركائها العرب بقيادة الولايات المتحدة.
واعاد الكاتب دورسون اوغلو التذكير بأن تركيا التي فتحت الحدود لنقل الاسلحة والارهابيين إلى سورية بالتعاون مع شركائها العرب أعلنت عن فشل خطة أنان لتكشف عن نواياها في خوض حرب بالوكالة ضد سورية اضافة إلى قطر والسعودية اللتين خابت امالهما باتخاذ قرار في الامم المتحدة للتدخل العسكري في سورية بسبب الفيتو الروسي الصيني مشيرا إلى ان قطر والسعودية كانتا الاكثر حماسة لخوض حرب بالوكالة ضد سورية حيث اعتقدتا انه يمكن اقامة المنطقة العازلة عن طريق مقاتلين يتم نقلهم من الخارج وتسليحهم وقد تمكنتا من اقناع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بهذه الفكرة بسهولة خلال اجتماع ما يسمى اصدقاء سورية الذي عقد في تونس.
كما لفت الكاتب إلى الاخبار التي نشرتها الوسائل الاعلامية العالمية والتي تثبت قيادة الولايات المتحدة الامريكية للحرب بالوكالة ضد سورية ونقل الاسلحة عبر الحدود التركية إلى سورية والذي يجري تحت اشراف عناصر من ألـ سي اي ايه وجهاز المخابرات القومية التركية.
كما اشار الكاتب إلى اعتقاد البعض بأن المعارضة السورية هي ائتلاف الدوحة بسبب تلقيه الدعم الدولي اضافة إلى ان استخدام المجموعات المسلحة اسم الجيش الحر خلق تصورا ان هناك معارضة متجانسة لافتا إلى عدم صحة هذا التصور الذي ظهر مع كشف اجندات واهداف ودور المجموعات الجهادية التي تقاتل ضد الشعب والجيش العربي السوري.
واضاف الكاتب: على الرغم من كشف المجموعات الارهابية الجهادية اوراقها لم يكترث ما يسمى المجلس الوطني السوري بذلك وهو ما يشير إلى احتمالين أولهما استعداد هذا المجلس ومكوناته لاشراك الجهاديين الذين يعتبرونهم شركاء لهم في الحكم والثاني ابتعاده عن مواجهة الجهاديين الذين يبدون اقوى منهم على الساحة في الوقت الحالي لافتا إلى أنه وفي كلتا الحالتين فان المنظمة الجديدة التي تم اعادة تشكيلها في قطر بعيدة كل البعد عن تولي دور القيادة التي من شأنها ان تلبي طموح واشنطن .
واعتبر الكاتب ان تصريحات وزير الخارجية جون كيري حول الحل السياسي للازمة في سورية تدل على ان واشنطن لم تعد تعلق امالا كبيرة على زعامة وقيادة ما يسمى ائتلاف الدوحة وأصبحت تميل باتجاه الحل السياسي.
واضاف ان الفشل الذريع الذي منيت به تجربة ائتلاف الدوحة وعدم تمكن العناصر المسلحة من تحقيق اي نتائج ملموسة والعبء الاقتصادي الذي تحملته انقرة تعتبر من اهم العناصر التي فرضت كذلك الحل السياسي، متوقعا في الوقت ذاته ان الخطة التي سيطرحها مبعوث الامم المتحدة إلى سورية الاخضر الابراهيمي لن تسهم في انهاء الحرب بسبب مواقف تركيا وشركائها العرب الرافضة للخطة ولكنها ستسهم في انهاء الحرب بالوكالة .