التي فقدت معيلها فوجدت نفسها أمام خيارين إما مواجهة الواقع المؤلم والتغلب عليه أو الاستسلام له والنتيجة ضياع أفراد الأسرة.
وبمثل هذه الحالات يقع الحمل والمسؤولية على عاتق ربة المنزل التي تسلمت قيادة دفة السفينة والأمثلة بمحيطنا كثيرة جداً ولا يمكننا أن نحصيها بكلمات أو أسطر قليلة عن سيدات أو فتيات فقدن زوجاً أو أباً وتركن وعائلاتهن بدون أي مصدر دخل يعينهم على تحمل الحياة الصعبة ومتطلبات المعيشة فقدمن نماذج يحتذى بها عن قوة الإرادة وتحدي الصعاب وتجاوزها والمضي بأفراد الأسرة لبر الامان وتجنب طلب المعونة من أحد.
وغالباً ما كانت وسيلة غالبية السيدات لتوفير دخل ثابت لأسرهن تعتمد علىما كنا يقمن به بأنفسهن من أعمال سواء داخل المنزل من صناعة بعض المواد الغذائية كالألبان والأجبان ومواد المونة أو الخبز لبيعها لأصحاب المحال التجارية أومن خلال قيامهن بأنفسهن ببيعها لربات بيوت أو حتى بعرضها على الأرصفة للمارةأو من خلال اللجوء لتعلم بعض الحرف والأشغال اليدوية وإنتاج مواد والاستفادة من عائدات دخلها لسد احتياجات أسرهن.
ولعل في النموذج الذي نقدمه في مادة الزميلة أيدا المولي المنشورة جانباً عن مجموع من السيدات استهدفن من قبل أحد المشاريعلتعليمهن حرفة الخياطة فاستطعن اتقانها والاستفادة من بيع الانتاج لتأمين دخل لهن وبالمقابل اسعاد عدد من الأطفال المحتاجين للكساء خير دليل على قدرة المرأة السورية على التكيف مع كافة الظروف مهما كانت صعبة لا بل تحديها والتغلب عليها لتثبت مجدداً أنها عمود وسند البيت الذي يبقيه عامراً وقوياً.
وعلى أهمية مثل هذه المشاريع والمبادرات التي تهدف لتحسين واقع النساء خاصة الأشد حاجة إلا أنها تبقى دون الطموح والتوسع المنشود لا سيما في الأرياف وتحقيق ذلك يقع على عاتق المنظمات الشعبية والأهلية التي للأسف لم تكن على مستوى المرحلة والعمل من قبلها على تبني مثل هذه المشاريع يعيدها لمسارها المطلوب.