التي ازدادت بشكل مخيف جراء تراجع اقتصاد هذه البلدان، ووقف المصانع وتسريح العمال ما رفع من معدلات البطالة، التي ستزداد في ظل استمرار الأمور تعقيدا والبلدان توترا، فقد أظهرت دراسة لـ «المكتب الدولي للعمل» أن الشباب العربي لم يستفد كثيراً من نتائج ثورات «الربيع العربي» في مجال العمل والتوظيف، إذ انعكس التراجع الاقتصادي والعجز المالي سلباً على سوق العمل، وزاد عدد العاطلين من العمل الشباب، وخصوصاً الجامعيين منهم.
وتناولت الدراسة،التي أصدرها المكتب من مقره في جنيف «سوء أحوال سوق العمل في العالم هذه السنة، وأظهرت أن بطالة الشباب في شمال أفريقيا زادت نحو خمسة في المئة إلى 27%، متجاوزة معدلات البطالة المتعارف عليها في العالم والمقدرة بـ12.7، وبلغت 21.5 % في الجزائر ونحو 30 % في مصر وتونس، و17%في المغرب، وهي تشمل كل الأعمار والمستويات الاجتماعية والثقافية والتعليمية.
ولفتت الدراسة إلى أن أربعة شبان من كل عشرة في المنطقة كانوا يشغلون خلال عام 2011 أعمالاً هشة لا تحقق عائدات كافية لمحاربة الفقر، في حين يعمل 40 % منهم بأجور زهيدة لا تكفي لتغطية نفقاتهم الضرورية، ما يُجبر الشباب على السكن مع الأسرة.
تشاؤم عربي
وفي ذات السياق رأى الأمين العام لمنظمة العمل العربية أحمد لقمان خلال انعقاد مجلس منظمة الدول العربية الأخير، أن سنة 2012 ستكون سنة صعبة على سوق العمل «لأن البلدان العربية التي شهدت اضطرابات بحاجة إلى وقت، حتى تستكمل بناء هياكلها السياسية والاقتصادية والتشريعية، وتكريس الأمن والاستقرار، ومن ثم العمل على حفز عمليات الإنتاج ودوران عجلة الاقتصاد».
وبيّن نسب التراجع التي لحقت باقتصاديات تلك البلدان من خلال الازدياد الكبير بأعداد العاطلين عن العمل مقارنة بعامي 2008 - 2009 حيث قال أحمد إن «نسب البطالة في الوقت الحالي تبلغ 16 إلى 17% مقابل 14.5% قبل سنوات، وإذا تراجعت هذه النسب بـ2% خلال العامين المقبلين فإن ذلك سيكون إيجابيا جدا».
خلق الفرص
وفي حين أكد أن الأسواق العربية استطاعت أن تستوعب نحو أربعة ملايين عامل سنويا خلال عامي 2008 و2009 نتيجة ارتفاع معدلات النمو، الا انه أعلن عن حاجة المنطقة إلى خلق 5.5 ملايين فرصة عمل سنويا في الفترة المقبلة لتقليص معدلات البطالة بنصف نقطة مئوية كل سنة، وصولا إلى ما بين 7 و8%.