تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بالوعة الإمبراطوريات

نافذة على حدث
الأحد 3-6-2012
منير الموسى

استطاعت أميركا تدجين الإمبراطوريات القديمة وبلعها باللوبيات وبشراء الأحزاب الكبرى فيها وطيها تحت جناحيها وشراء الأصوات لمرشحيها الرئاسيين وشراء وسائل الإعلام الكبرى وبتضليل الرأي العام في انتخاباتهم « لديمقراطية جداً» وخنق أي معاداة لإسرائيل بزعم محاربة العداء للسامية

لأن معاداتها تعني معاداة السياسات الأميركية. وكان ثمن ابتلاع الحلفاء وشرائهم سبباً متمماً من أسباب انفجار الأزمة المالية العالمية وظهور بوادر التخمة والإعياء على الإمبراطورية الأميركية.‏

لآلئ الشرق؛ نفطه؛ ثرواته؛ تغري أحفاد المستعمرين القدامى والثمن دماء الشعوب من أفغانستان إلى العراق إلى ليبيا فسورية. والذرائع حاضرة: إما محاربة الإرهاب وإما حقوق الإنسان، فغدوا أفظع أخلاف لأسلاف مستعمرين متعطشين للدماء دمروا العالم بحروب كونية أودت بحياة الملايين من الأبرياء، عندما تطاحنوا بعضهم بين بعض وجروا إلى حروبهم دولاً لا تؤمن بالحروب.‏

وفي الأزمة السورية خلال أقل من ثلاثة أيام على ارتكاب العصابات الإرهابية لمجزرة الحولة في حمص كانت كل الإمبراطوريات العالقة في الحفرة الأميركية جاهزة لكيل الاتهامات كدأبها منذ بدء الأزمة في سورية منصبة نفسها حكماً وخصماً، توافق على تمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في سورية ولا تردع تنظيم القاعدة ولا من يموله، وضاربة عرض الحائط بكل القواعد والأعراف الدبلوماسية بطرد السفراء السوريين، لتضليل شعوبها وتسويغ عمل حربي على سورية بنية إلحاقها بلا سيادة بطابور الدول الفاقدة للسيادة.‏

في العالم العربي ما يشبه ما جرى للدول الواقعة في البالوعة الأميركية، في تونس أو عنها يقولون إن هناك من صادر الثورة، ولمصلحة أميركا، وفي مصر يخرج لها من يفتي من السعودية بالتصويت لفلان ويحرم التصويت لعلان في الانتخابات الرئاسية لمصلحة من؟ وفي ليبيا لا ثورة بل نفط يذهب نهباً لأميركا وبريطانيا أما فرنسا فخرجت بخفي حنين، وحرب أهلية هناك يعتم الأعلام الغربي كله عليها، لأن المطلوب كان إسقاط سيادة ليبيا الوطنية، فأين قناة آل ثاني الفضائية وقناة آل سعود وإعلام الغرب برمته مما يحدث الآن؟ أم أنهم أسقطوا ليبيا وانتهت المهمة الإعلامية! وفي اليمن يجب على الطائرات الأميركية بلا طيار إعمال القصف الجوي بذريعة القاعدة، ودول الخليج من حيث المبدأ، التي أظهرت العداء لمحور المقاومة فحكامها الآفلون الذين لهم رجل على البساط الأحمر وأخرى على الطين يريدون ولو إمبراطوريات افتراضية تساعدهم على البقاء، ولكن وويل لمن لا يدفع منهم المال لتغذية الحروب والفتن على الأمة العربية!‏

التيار الجديد المناهض لنظام الهيمنة الذي تتبوأ فيه سورية منزلة القلب، يتحسب من حرب عالمية ويحذر منها بسبب الظروف المشابهة التي ظهرت قبل الحربين العالميتين في استهداف سيادات الدول.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية