وقال: «سأستمر بالبناء في القدس ... سأستمر بالوقوف أمام دول العالم، وسأستمر في الإصرار على أن القدس هي العاصمة الموحدة لدولة إسرائيل ... إنني أبداً لن أنسى مصدر - قوتنا القومية، إنها القدس».وشارك في هذه المراسم أيضاً كل من رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين ورئيس بلدية القدس نير بركات والحاخام الأول لإسرائيل يوناه متسغار.
فيما صرّح شمعون بيرس في المناسبة ذاتها بأن القدس كانت وستبقى المدينة الأولى للشعب اليهودي» وقال : «إن القدس تتطلع للسلام، وعلينا القيام بكل شيء من أجل تحقيقه ... إننا سنحترم الأماكن المقدسة لكل الطوائف الدينية، وكذلك حقهم في حرية العبادة».وأضاف بيرس بأن المدينة لم تكن قطُّ مدينة كبيرة ومتطورة ومنفتحة ومزدهرة بالحياة كما هي اليوم.
وصرّح وزير التعليم غدعون ساعر بأن حديث رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت الذي دعا إلى تقسيم المدينة حديث أحمق، وأنه ليس هناك أي قوة بإمكانها أن تمس سيادة إسرائيل على عاصمتها.وخلال مراسم جرت في الحائط الغربي (حائط البراق)، أوضح ساعر بأن القدس ستكون خاضعة لسيادة واحدة، سواء في البلدة القديمة أو الحرم القدسي أو جبل الزيتون وكذلك مدينة داود، وقال: «إن كل الأكاذيب التي يأتي بها أبو مازن، وأفكاره التي تتحدث عن احتلال القدس، يمكن تفنيدها بواسطة الحقائق التاريخية».
الأحياء العربية
ويأتي كلام ساعر هذا رداً على تصريحات رئيس الوزراء السابق أولمرت التي نشرتها صحيفة معاريف ، والتي قال فيها: إن الأحياء العربية في القدس أبداً لم تكن جزءاً من القدس التاريخية، وإنه سيتوجب على إسرائيل التوصل إلى اتفاق فيما يتعلق أيضاً بالبلدة القديمة والحرم القدسي، وذلك من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين.
ويذكر أن المدينة العربية وخاصة الجزء الشرقي منها قد تعرض ولا يزال لخطط منهجية سنوية ودورية لتهويدها وطمس معالمها التاريخية الإسلامية والمسيحية على طريق محو الطابع العربي لها ، من خلال الاستيطان وإحداث تغيير في البنية الديموغرافية للمدينة بعد تهجير الكثير من سكانها العرب وفرض القيود على من تبقى من سكانها العرب الفلسطينيين ، حيث شهدت المدينة خلال هذه الفترة الزمنية من الاحتلال الكثير من المشاريع الاستيطانية التي طوقت المدينة من جهاتها الاربع بعد ان فصلتها عن الضفة الغربية نهائياً وقطعت أوصال الأحياء العربية عن بعضها البعص عبر الجزر الاستيطانية ولا تزال سلطات الاحتلال تضع قيد التنفيذ مخطط 2020 القاضي بضم مساحات واسعة من المدينة المقدسة والمناطق المجاورة لها وتقليل الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة إلى 12% على مساحة لا تزيد عن 11% من مساحة المدينة.
هذا يعني تنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة بالتوازي مع طرد الفلسطينيين، ولعل آخر هذه المشاريع ضم مستوطنة معالي أدوميم المقامة على أراضي المواطنين شرق المدينة إليها ضمن مخطط 2020 وبالتالي قطع الطريق بين جنوب الضفة الغربية ووسطها، وضم مناطق جديدة لصالح الاحتلال منها مشروع جبل المشارف، الذي أعلن عن إقامة كليات عسكرية في إطار مشروع (e 1) والذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى إنهاء الوجود الفلسطيني شرقا وتوسيع المستوطنات.
حملات التهويد
كما ان محيط المسجد الأقصى يتعرض لحملة تهويد واضحة تتمثل في مواصلة بناء الكنس حوله وإقامة المستوطنات وتوسيعها كما يحدث في مستوطنة “هارهزيتيم” المقامة على أراضي المواطنين في حي رأس العامود المشرف على باحات المسجد الأقصى المبارك، تزامنا مع توسيع العديد من المستوطنات الأخرى شمال وجنوب المدينة المقدسة في سباق مع الزمن وتغيير معالم المدينة.
وفي السياق ذاته وفي إطار المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لاستكمال تهويد المدينة و بعيداً عن الأضواء تواصل آلة الحفر الصهيونية شق طريقها أسفل مدينة القدس, حتى باتت تشكل مدينة أخرى مكونة من الأنفاق تحت القدس فقد تم حفر شبكة كاملة من الأنفاق والقنوات في السنوات الأخيرة.وتهدف هذه الحفريات إلى تحويل أسفل الأقصى ومحيطه إلى مناطق عبادة لليهود، مع إمكانية وصل هذه المناطق السفلية والمحيطة بالأقصى ببعضها، والسيطرة على أجزاء من الأقصى، أو تركه ينهدم بفعل أي هزة طبيعية نتيجة الحفريات التي تنخر أساساته، عندها تكون الفرصة الذهبية لبناء الهيكل مكانه, ويترافق ذلك مع سعي يهودي مستمر، لإثبات نوع من الأحقية التاريخية لليهود في القدس.
وأشارت إذاعة الجيش اليوم -في تقرير لها بمناسبة ذكرى احتلال القدس خلال نكسة عام 1967 الذي تطلق عليه الجماعات الصهيونية «يوم تحرير القدس»- إلى أن المؤسسات القائمة على الحفريات كثفت في السنوات الأخيرة نشاطاتها, وأن هذه الحفريات أفضت إلى اكتشافات غيرت كتب التاريخ, على حد زعمها.
وادعى الدكتور «دورون بن عامي» مدير ما يسمى بالحفريات التاريخية تحت مدينة القدس, أن الحفريات التي تجريها مؤسسته كشفت عن مبانٍ تعود إلى الحقبة البيزنطية والحقبة الرومانية وأنه تم اكتشاف مبنى تبرز أسفله جدران الهيكل الثالث.
أكبر الحفريات في العالم
وذكرت إذاعة الجيش أن الحديث يدور عن أكبر مواقع الحفريات في العالم ولكن أغلب السياح الذين يتجولون في المنطقة يمرون منه دون أن يعلموا ما الذي يجري تحت الأرض فعلى مدار سنوات طويلة قام دورون وطاقمه بالحفريات وعثروا على أثار تدل على تاريخ القدس خلال حقبات التاريخ المتلاحقة, ورغم ذلك لم يتم العثور حتى الآن على ما يدعم أو يعزز الرواية الصهيونية حول تاريخ المدينة لذا فإن الحفريات ستتواصل.
وأشارت الإذاعة إلى أنه بجانب الحفريات المكثفة التي تجري في مدينة القدس هناك موقعان للحفريات يشرف عليهما عالم الآثار «يوفال باروخ» الأول بالقرب من ما يسمى «معيان هشلوخ» والموقع الثاني والذي تحول إلى أكثر الأماكن جذبا للسياح الأجانب في مدينة القدس وهو ما يسمى بموقع قناة التصريف
وزعم المسؤول عن الحفريات في هذا الموقع أنه تم العثور على الحجارة الأولى التي بني منها الهيكل «المزعوم» بالإضافة إلى آثار أخرى تتعلق بعصور مختلفة مرت بها المدينة.
وتتصدر القدس العربية اليوم البلدات والمدن الفلسطينية الخاضعة لإسرائيل والتي تعاني الفقر، إذ يصل عدد الفقراء فيها إلى نحو 78 في المائة من سكانها ويعيش 84 في المائة من أطفالها تحت خط الفقر. وحذّرت «جمعية حقوق المواطن» الإسرائيلية من خطورة استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وتأثير سياسة إفقار المقدسيين التي تمارسها إسرائيل على اقتصاد المدينة. وأظهر بحث أعدته الجمعية حول تأثير السياسة الإسرائيلية على الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين، إن إسرائيل حققت تقدماً كبيراً في سياستها تجاه المقدسيين لجهة عزل سوق العمل في القدس الشرقية وإضعاف الجمهور الفلسطيني وانتهاك حقوقه في شكل مستمر
وانعكست سياسة الاحتلال أيضاً على أصحاب المصالح في مجالات الفنادق والمطاعم والمجالات المتفرعة عنها، إذ ألحقت بهم ضرراً كبيراً، فالتدهور الأمني والعزل الذي خلقه جدار الفصل من جهة، والأزمة الاقتصادية العالمية من جهة أخرى، أدت إلى تراجع كبير في السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء. وتبيّن انه خلال السنوات العشر الأخيرة أغلقت أكثر من خمسة آلاف مصلحة تجارية فلسطينية في القدس. وتنعكس خطورة السياسة الإسرائيلية على اقتصاد المقدسيين عند الحديث عن احتمال إغلاق المنطقة الصناعية الوحيدة في المدينة.
تناقض في الصورة
الصورة التي تظهرها تحليلات الصحف الإسرائيلية للقدس العربية المحتلة تتناقض إلى حد بعيد للصورة التي يحاول جميع المسؤولين الحديث عنها ، فالمدينة المحتلة تخضع للكثير من الإجراءات والقوانين العنصرية التي تعكس الصورة الحقيقة للكيان الإسرائيلي
فتحت عنوان «يوم القدس ليس عيدي» كتبت هآرتس تقول :» علاوة على التمييز في التربية والصحة والعيادات الطبية وإنشاء الحدائق والشوارع والبنى التحتية، تتحول القدس الشرقية أمام أعيننا الى مدينة «سابقة» في الأساس. فالمدينة التي كانت مركز حياة الضفة الغربية – إذ كان فيها إصدار كتب وحوانيت كتب ومسرح ودار سينما ومقاه وزارها وتاجر وتنزه فيها وأحبها ناس من نابلس وجنين الى الخليل، هذه المدينة اجتثت من الضفة بمنظومة شعارات وحواجز ومستوطنات وأسوار ومهدومات وأكوام قمامة وبعد ذلك السور الجديد في قلبها، بل إن الوعد بأن «إسرائيل ستحترم حرية العبادة» أصبح أضحوكة. ففي يوم الجمعة يصنف رجال الشرطة المصلين. ان المدينة الشرقية هي غيتو معزول الطرق منها الى الضفة مدمرة. والذي يتذكر المنظر بعد الاحتلال فورا يستطيع ان يرى كيف يبدو الفصل العنصري في صيرورته برعاية الولايات المتحدة
وتعتقد معاريف في مقال لها حول المدينة بأن الصورة والواقع الموجود الآن في القدس المحتلة يجسد الواقع الحقيقي في إسرائيل :« كم سهل الاعتقاد بأن الفقاعة الموجودة في مدن أخرى في إسرائيل تعكس بأمانة وجه الدولة. اما في القدس، بالذات بسبب فوارقها ونزاعاتها اليومية، فإنها خلاصة حاضر دولة إسرائيل؟، لكل ما يجري فيها كمدينة تعكس بإخلاص الاماكن الأكثر ألماً واشكالية في المجتمع الإسرائيلي – وتتصدى لها. وذلك لأن القدس هي نسخة مصغرة عن إسرائيل بأسرها، ونجاحها سيبعث الأمل في نجاح إسرائيل في الوقوف أمام تحدياتها والصمود أمامها. ولكن فشل القدس كمدينة حديثة، تعددية وهائلة سيكون ايضا نبوءة غضب لفشل الدولة.
اما إسرائيل اليوم فترى أن جميع محاولات اسرائيل لطمس معالم المدينة التاريخية وخاصة العربية قد فشلت فشلاً ذريعاً :« مثلما في كل سنة، يثير يوم القدس هذه السنة ايضاً حواراً حول مكان مدينة العاصمة في الحاضر الإسرائيلي، معناها بالنسبة للهوية اليهودية وأهميتها القومية. ومرة أخرى نتذكر مركزيتها في النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني وتطلق الوعود للولاء «للعاصمة الخالدة لدولة اسرائيل». في ظل كل هذا تستيقظ المدينة ليوم آخر من حياتها: صوت خطا الناس وهم يسارعون للصلاة في الكنس يبتلعه آذان المؤذن ورنين أجراس الكنائس. خليط من المعتقدات، الآراء والثقافات « وتضيف اسرائيل اليوم :« يخيل احيانا أننا نحن المقدسيين وحدنا نعرفها. الفارق بين الأقوال، الوعود والتعهدات وبين الأفعال والميزانيات في المدينة يبعث في سكانها الإحساس الغريب بأنها لا تعني على الإطلاق حقا أغلبية سكان الدولة وزعمائها؟.