ومع الاستعداد للامتحان قد يشعر الطالب والطالبة بالخوف أو قد تنتابهم بعض حالات من الخوف والقلق والتوتر النفسي بالرغم من أن الامتحان ما هو إلا موقف من المواقف الكثيرة التي نتعرض لها في حياتنا اليومية.. قد يرونه موقفاً ضاغطاً صعباً يعيق أداءهم الامتحاني والذي قد يكون جيداً في الأحوال العادية من العام الدراسي، ولكن نقول: بالإرادة والتصميم والعزيمة يمكن جعله موقفاً إيجابياً يساعد في تحسين مستوى التحصيل الدراسي وتحقيق الأهداف.
لذلك على الطلاب تغيير أفكارهم السلبية عن الامتحان واتجاهاتهم منه واستبدالها بأفكار إيجابية..
القلق أو الخوف من الامتحان هل عرفت ماهو؟
تقول الباحثة التربوية لينا تقلا والمتخصصة بالإرشاد النفسي: إن قلق الامتحان حالة نفسية انفعالية قد تمر بها وتصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة توقع الطالب للفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه، أوللخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأهل، أو لضعف ثقته بنفسه، أو لرغبته في التفوق على الآخرين، أو ربما لمعوقات صحية فهناك حد أدنى من القلق.. وهو أمر طبيعي لا داعي للخوف منه مطلقاً بل ينبغي على الطالب استثماره في الدراسة والمذاكرة وجعله قوة دافعة للتحصيـــل والإنجاز وبذل الجهد والنشاط، ليتم إرضاء حاجة قوية عندالانسان هي الحاجة للنجـاح والتفوق وإثبات الذات وتحقيق الطموحات.
أما إذا كان هناك كثير من الخوف والقلق والتوتر لدرجة يمكن أن تؤدي إلى إعاقة التفكير والأداء، فهذا أمر مبالغ فيه وعلينا معالجته والتخلص منه. وكلما بدأ العلاج مبكراً كانت النتائج أفضل واختفت أعراض المشكلة على نحو أسرع.
ولكن ماالذي يثير خوفنا من الامتحان؟
ربما يحصل ذلك نتيجة شعورنا أن الامتحان موقف صعب يتحدى إمكانياتنا وقدراتنا وأننا غير قادرين على اجتيازه أو مواجهته. وتنبؤنا المسبق بمستوى تقييمنا من قبل الآخرين والذي قد نتوقعه (تقديرهم السلبي لنا) لكن يمكن التغلب على هذا الشعور من خلال تغيير أو دحض أفكارنا السلبية عن الامتحان، واعتباره موقفاً أو محكاً نمر به للتعرف على قدراتنا وإمكانياتنا وخبراتنا المعرفية ومهاراتنا...
فإذا كنا نخاف نسيان بعض ما درسناه وتعلمناه فهذا لا يقلق لأنه وهمٌ ,أو حالة نسيان مؤقتة ,لأن كل ما تعلمناه سُجل في الذاكرة وخاصة إذا كنا قد استخدمنا عادات الدراسة الحسنة، وعند استدعاء أي معلومة درسناها مسبقاً للإجابة عن سؤال نظن أننا لانعرف الإجابة عنه فلايجب أن نقلق أيضاً لأن الذاكرة تقوم بإصدار التعليمات لليد بكتابة الإجابة الصحيحة.
أما إذا كان القلق من صعوبة الأسئلة أو نوعيتها، فيجب أن نضع في ذهننا بأن الأسئلة مدروسة وموضوعة من قبل لجان مختصة مراعيةً وبشكل دائم لدى وضعها مستوى الطالب المتوسط.
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن قلة الثقة بالنفس شعور نحن مسؤولون عنه، كما يجب أن نعرف بأننا طلاب لنا القدرات العقلية نفسها التي يملكها أو يتمتع بها الآخرون. فالاسترسال وراء انفعالات الخوف والتشنج والتوتر وفقدان الثقة بالذات يؤثر سلباً على مستوى أدائنا في الامتحان وبالتالي على تحصيلنا العلمي..
علينا أن نعرف أيضاً أن الوقت المخصص للامتحان كاف لقراءة الأسئلة أكثر من مرة والإجابة عنها جميعها.
ويجب أن نعلم وربما نعلم أن هناك فروقاً فردية بيننا وبين أقراننا الطلبة.
يجب أن ندرك أن القلق والتوتر يقودان للتشتت والنسيان والارتباك فحاولوا أن تجعلوا ثقتكم بأنفسكم عالية.
والمثابرة وعدم اضاعة الوقت لتحفيز الذاكرة على الاستمرار في الدراسة، ومواصلة بذل الجهد بحماس ورغبة.. حتى نتجاوز هذا القلق الذي اسمه امتحان.