و فرض لائحة من المحظورات و سلسلة طويلة من التحذيرات من عواقب التراخي و ما يقود إليه من فشل ذريع و مستقبل قاتم ، و المطلوب مزيداً من الدراسة و سهر الليالي و استقبال مدرس خصوصي و وداع آخر ، و لأنه طالب شهادة فلا وقت للتنفس أو الراحة و لا حتى الاسترخاء ، و كل دقيقة لها ثمن غالٍ ، و لا يفتأ الآباء و الأمهات يتناوبون على ترديد عبارة ادرس .. ادرس .. و إلا !!
كان يمكن أن تمر فترة الامتحانات مرور الكرام و كأي اختبار مدرسي عادي لولا تلك الضغوط التي يشترك بفرضها عدة أطراف مجتمعة من أسرة و هيئة تعليمية ، و الطالب المسكين يُثقل بالهم و القلق ويقف مرتعد الفرائص أمام شبح الامتحان ، و يُحاصر بالتوقعات العالية للأهل التي قد تفوق قدراته العقلية بكثير ، و المطلوب علامات ترفع الرأس .
و تأتي الأجواء الامتحانية داخل القاعات لتحكم دائرة الرهبة ، و يلبد بعض المراقبون الأجواء بمزيد من التوتر، من خلال تصرفات يكاد لا يخلو منها أي امتحان ، و تكرار عبارات « بقي من الوقت كذا و كذا » ، «انظر في ورقتك» ، «لا تلتفت» هذا عدا عن الحركات المستفزة التي يقوم بها المراقبون جيئة و ذهاباً و ما ينجم عنها من طقطقة للكعوب ، و بعض الأحاديث الجانبية وتفقد هواتفهم النقالة و الجولات الميدانية التي يقوم بها المسؤولون من التربية و الامتحانات، ما يقطع سلسلة تفكير الطلاب و يشتت أفكارهم، بينما هم بأمس الحاجة للهدوء والتركيز .. فرفقاً بهم و بأعصابهم ...