ووصفته بالعمل العدائي، يستمر الجدل حول مسألة عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويثير الكثير من العلامات بسبب سياسته التي يتم إطلاقها دون ضوابط حتى لو أشعلت المعترك بين النواب الأميركيين، وزجت بالكثير من الشخصيات في تطوراتها وأسقطت الكثير من المفاهيم وتجاوزت القوانين، وبحيث أصبح كل شيء مباحا معها كمسعى للفوز بالانتخابات الأميركية القادمة، التي أصبحت صراعاً علنياً ومنبراً لتبادل الاتهامات.
فبعنوان «إذا غرق ترامب فسيحاول إغراق الجميع معه»، نشرت صحيفة الأوبزرفر مقالا لمحرر الشؤون الدبلوماسية، بلسايمون تيسدال، ممهداً لذلك بالقول: إنه يمكن أن ننظر بطريقتين إلى أسلوب تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع محاولات الحزب الديمقراطي المعارض عزله من منصبه، الأولى: هي أن الرجل قد أدرك أخيرا أنه خسر ما سماها المؤامرة التي طالما تحدث عن استهدافها له، والثانية: أنه ضمن بشكل كبير الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة والمنتظرة العام المقبل.
ورأى أنه لو كانت إحدى وجهتي النظر صحيحة، فإن الولايات المتحدة والعالم يتأهبان لمواجهة أمواج من الأزمات والمشكلات، مبيناً أن ترامب لا يعرف ما يفعل وقد تعززت بسلوكه الطائش الأسبوع الماضي وترديده عبارات عن الخيانة والجواسيس خلال إحدى المناسبات في البيت الأبيض، الأمر الذي عزز وجهة نظر من يقولون إنه غير لائق نفسيا ليتولى منصب رئيس الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة: إن تعليقات ترامب المجنونة وغير المترابطة أثارت مخاوف جديدة إزاء سلامته العقلية في حين عادت المخاوف من انعدام أخلاقه لتطفو على السطح مجددا بعد دعوته الوقحة التي وجهها لدول أجنبية من أجل التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
أما وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فذكرت أول من أمس أن معركة ترامب، ضد التحقيق الجاري حالياً بشأن إمكانية اتهامه بالتقصير وعزله، ناتجة عن أمور تسبب فيها بإيذاء نفسه، مضيفة أن ذلك أدى إلى تقوية موقف الديمقراطيين ليصبح البيت الأبيض في موقف دفاعي.
ورأت أن الرئيس صبّ المزيد من الزيت على النار عندما دعا علنا كلا من أوكرانيا والصين إلى التحقيق مع نائب الرئيس الاميركي السابق جو بايدن، ونجله هانتر، لتتردد أصداء لسلوك مفاده أن ترامب يستخدم سلطته لاستهداف خصم سياسي، ما أطلق جهود اتهام الرئيس بالتقصير.
وأصدر نواب ديمقراطيون، الجمعة الماضية مذكرة تلزم البيت الأبيض بتقديم جميع الوثائق المتعلقة باتصالاته مع أوكرانيا.
وكان ترامب ذكر في وقت سابق، أنه ربما لا يمتثل للتحقيق تاركاً الأمر إلى فريق المحامين الخاص به لاتخاذ القرار في هذا الشأن، علماً أنه يخضع للتحقيق بسبب اتصالاته مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وضمن حلقة الحديث هذه عن إمكانية عزله، اتهم ترامب الحزب الديمقراطي بالتدخل في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2016م، والتي ستجري العام المقبل، وذلك في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في تويتر، أول أمس، علّق فيها على مطالبة أعضاء ديمقراطيين بالكونغرس، عزله من منصب الرئاسة، بالقول: الديمقراطيون الذين لا يفعلون شيئا، تدخلوا في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2016م، ويتدخلون في الانتخابات المقبلة التي ستجري العام القادم، مشددا على ضرورة وقف تدخل الديمقراطيين بالاستحقاق الانتخابي القادم.
مثال بارز ساقته صحيفة الغارديان على توتر ترامب وحيرته في التعامل مع الأسئلة المحرجة حول فضائحه تمثل بهجومه قبل أيام على أحد الإعلاميين خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي سولي نينيستو حيث حاول المراوغة عند رده على سؤال حول قضية مكالمته الهاتفية مع زيلنسكي ليتوجه إلى الصحفي الذي كرر السؤال بشكل عصبي قائلا: «هل تتحدث معي.. لدينا رئيس فنلندا اطرح عليه سؤالا ولا تكن وقحا»، مضيفا بشكل غاضب: إنها.. خدعة كاملة.. أتعلم من يقوم بالخدعة.. أشخاص مثلك والكثير من وسائل الإعلام.
نوبات الغضب التي يظهرها ترامب أمام وسائل الإعلام أثارت تساؤلات حول مؤهلاته النفسية بوصفه رئيسا أميركيا، وبحسب المدير السابق لمكتب الشؤون العامة في وزارة العدل الأميركية فإن «هذا النوع من التصرفات التي بدا فيها ترامب منفصلا عن الواقع وغاضبا ليس غريباً، فقد رأينا ذلك مسبقا لكن يبدو أنها تتراكم بشكل كبير»، مضيفا: إن «إجراءات العزل والمساءلة ما زالت في أولها وستزداد الأمور سوءا فيما يتعلق بتصرفات ترامب وتصريحاته مع مرور الوقت».
في موازاة ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية احتجاجها الشديد على قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي بالتحقيق مع البرلمانية الروسية، إينغا يوماشيفا، ووصفته بالعمل العدائي
وقالت الخارجية الروسية في بيان أمس: نعلن احتجاجنا الشديد على تصرفات السلطات الأميركية تجاه البرلمانية في مجلس الدوما إينغا يوماشيفا، التي تم إيقافها في مطار نيويورك من قبل عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي وتعرضها للاستجواب، هذا تصرف آخر عدائي ضد روسيا وممثليها، ومن الواضح أنه يهدف إلى زيادة تدهور أجواء العلاقات الروسية الأميركية.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن ما حدث يجعلنا نتساءل: إما السلطات الأميركية، خلافا لتصريحاتها، لا تسعى إلى تطبيع الحوار، أو أنها غير قادرة على ضبط مراقبة تصرفات أجهزتها الخاصة، وقالت: من المؤسف أن الروح البناءة لمنظمي المؤتمر الذي كانت ستشارك فيه البرلمانية الروسية اصطدم بمقاومة شديدة من قوى سياسية محددة في واشنطن.
وأعربت الوزارة عن غضبها، قائلة: يتعين على من يتخذ القرارات في واشنطن التفكير إلى أين يمكن أن يؤدي التصعيد الممنهج للتوتر في العلاقات مع روسيا، مؤكدة أن هذه السياسة قصيرة النظر وخطرة.
من جانبه أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن استجواب البرلمانية الروسية من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي استفزاز وسلوك شائن.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن فولودين قوله:»تصرفات الولايات المتحدة الأميركية تشكل مثالاً آخر على انتهاكها التزاماتها الدولية، لافتاً إلى أن يوماشيفا تلقت دعوة للمشاركة في منتدى دولي وقد أصدرت لها السفارة الأميركية تأشيرة دخول.