تلك الهستيريا دفعت بتلك الأطراف -الأميركي وحلفاؤه وأدواته - التي باتت تعاني أزمات مزمنة ومركبة إلى رمي كل ما تبقى في جعبتها من خيارات وأوراق وحماقات على الطاولة دفعة واحدة تحت عنوان (خيارات الضرورة) أو (خيارات حافة الهاوية) ظنا منها أنها قد تكون جرعة إسعافية تنعشها وتنقذها من السقوط وتُمكنها بالتالي من النهوض ومتابعة حلم تدمير الدولة السورية.
خيارات حافة الهاوية بالنسبة الولايات المتحدة الأميركية التي تعرف كيف تستغل وتستثمر الأحداث بشكل جيد، والتي لا تزال تراهن على الإرهاب كخيار أخير.. كانت بدفعها المجموعات الإرهابية المتواجدة على الأرض للانتحار الجماعي في حلب عندما أوعزت لتلك الفصائل والتنظيمات الإرهابية إلى إعلان اتحادها وتحالفها والقتال جنبا الى جنب في خندق واحد - برغم اختلاف وتباين وتناقض أهدافها ومصالحها وتبعيتها - تحت راية استعادة زمام المبادرة وقلب المعادلات والقواعد الجديدة التي فرضتها معركة الشمال التي يديرها الجيش العربي السوري بكل حرفية وحنكة تواكب وتحاكي ردات فعل المجاميع الإرهابية على مختلف الجبهات.
المعلومات المتدفقة بغزارة شديدة من الميدان الحلبي تؤكد أن المعركة تسير بخطى ثابتة وواثقة وفقا للاستراتيجية والخطة التي رسمتها الدولة السورية وحلفاؤها بعيدا عن حفلات الصخب والمجون والفجور الإعلامي التي ترافق المعركة من قبل تلك الأطراف، وهو الأمر الذي يعزز الثقة السورية بالانتصار القريب على الإرهاب ورعاته، ما يعني أن معركة استعادة حلب بالنسبة لدمشق هي قرار وليست خياراً، قرار غير قابل للنقاش أو التفاوض أو الابتزاز لأنها استهلال واضح لتحرير سورية وتطهيرها من رجس الإرهاب ونجسه .