فسياساته المتبعة على مدى سنوات طويلة والتي أثبتت فشلها سنوات ما يسمى الربيع العربي المشؤوم هي من يحرك ميزان عقليته الدونية في المضي بتهورات الوضع الراهن والتي أوصلته إلى طرق مسدودة في كل مرة يستخدم فيها تلك «الحنكة» المعهودة.
وتجاربه الفاشلة كثيرة جداً وغنية عن التعريف..فتجربته مع إيران وكذلك كافة دول الجوار من العراق وسورية واليونان وأرمينيا تعلن الحكاية ذاتها بعد بلوغ التوترات بعلاقاته معها إلى القمة.
أما في علاقاته مع روسيا فتظهر الفروقات واضحة بين موسكو صاحبة المبدأ الجاد في التعاطي مع القضايا الحساسة وبين أنقرة صاحبة الدور المتذبذب بين تبعيتها المطلقة لأسيادها في واشنطن تارة وتارة أخرى في تصوراتها وانطلاقاتها وأفعالها المتهورة.
فبينما يعمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولا يزال على مد يد العون لكل من يسعى للوصول إلى حلول صحيحة للأزمة في سورية.. يقوم الإخواني اردوغان في محاولته المستميتة التي تصب في خانة التصرفات الطفولية المتهورة إلى محاولة شد انتباه العالم نحو دوره الوهمي في صناعة القرار في المنطقة حتى ولو على حساب التضحية بعلاقاته مع بقية الدول، الأمر الذي جاء بنتائج عكسية وذلك بعد أن خانه إدراكه في فهم لعبة الكبار، حيث كان يقيس الأمور على مقياس نظرته المحدودة، فكان لابد من العمل للعودة إلى الحضن الروسي في محاولة منه لالتقاط خيط النجاة من تهوراته التي أغرقته في رمال أحداث «الربيع العربي» المتحركة.
موسكو أعلنتها صراحة، بأن إطلاق اردوغان تمنيات عودة العلاقات مع روسيا من جديد، والمضي نحو ذلك المسعى محكومة بخطوات تركيا المستقبلية فيما يتعلق بتصويب إجراءاته وتصرفاته ولاسيما في الشأن السوري.
وها هو اليوم في البيت الروسي يحاول أن يلتقط أنفاس هزائمه، ظناً منه أنه سيعيد عبر بوابتها بعضا من هيبته المفقودة على أعتاب تغيرات المشهد الميداني والسياسي الداخلي والإقليمي والدولي.
إلا أن السؤال المطروح في تلك الحالات .. هل أن اردوغان جاد في إعادة العلاقات مع روسيا وبالتالي تحسين خطواته المستقبلية ؟ ولاسيما فيما يتعلق بقضية إيقاف الدعم للإرهاب العابر للحدود نحو سورية.
الأمر مشكوك فيه حيث يرى مراقبون بأن اردوغان غير جاد في تحسين صورته لدى القيادة الروسية وبالتالي تحسين صورته بشكل عام، ولو انه يعمل على تلوينها ببعض ألوان التغيرات.. فالحدود الجنوبية لتركيا مع سورية لازلت تؤكد على خبث نواياه وزيف ادعاءاته بحيث لازالت تلك الحدود مفتوحة على مصراعيها بحيث يتدفق آلاف الإرهابيين للقيام بأعمال إرهابية في سورية ما يؤكد تلك النظريات المزيفة التي يحاول اردوغان طرحها.
الطبع يغلب التطبع
يرى محللون أن طبع اردوغان في دعمه للإرهاب وحبه في خلق التوترات مع الدول يغلب محاولات تطبعه في سعيه نحو إعادة العلاقات مع روسيا.. فالعديد من دوائر اتخاذ القرار والجمعيات والمنظمات ومراكز الأبحاث تتهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية عن طريق تسليحه المجموعات الإرهابية الموجودة فى سورية، كما أنه متهم بدعم العمليات الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، وهي الحاصلة ضمن غرزته الشهوانية للقتل التي لا يمكن الإستغناء عنها.
أردوغان من اوائل الداعمين للتنظيمات الإرهابية
يعد أردوغان من أكبر الشخصيات السياسية التي تدعم الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، ومن أهمها تنظيم «داعش»، حيث كشفت صحيفة «وورلد تربيون» الأمريكية أن حكومة «أردوغان» اعترفت بتجنيد تنظيم داعش» لنحو ألف مواطن تركى للقتال في العراق وسورية مقابل رواتب مغرية.
ويعتبر أردوغان من أكثر الشخصيات الجدلية التى شهدها العالم بسبب تجاوزاته المستمرة خاصةً فى ملف حقوق الإنسان وتراجع الحريات في تركيا، التى تعرضت طوال فترة حكمه لانتقادات دولية كبيرة بسبب تفاقم الانتهاكات واستمرار عمليات الاعتقال الواسعة وغيرها من السياسات التعسفية الأخرى، التي تقوم بها السلطات التركية ضد الخصوم والمعارضين، وكان آخرها الاعتقالات العشوائية التي يقوم بها بعد عملية الانقلاب الحاصلة بهدف اخونة الدولة التركية وتطهيرها من رموز المعارضة والعلمانية.
بعض العقوبات الروسية على أنقرة
كان اسقاط الطائرة الروسية بمثابة ضربة موجعة لتركيا بعد سلسلة الإجراءات التي اتخذتها القيادة الروسية تجاه أنقرة والتي دفعت اردوغان إلى محاولة إعادة حساباته في التعاطي مع روسيا الدولة العظمى.
فتوجهت العلاقات التجارية بين البلدين نحو الأسفل، وهبطت الصادرات التركية إلى روسيا في النصف الأول من العام الحالي حيث بلغت قيمتها نحو 737 مليون دولار أي بانخفاض بنسبة 60.5% بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لصحيفة الصباح التركية.
كما تسبب النزاع في تجميد مشروعين ضخمين للطاقة وهما تركستريم لنقل الغاز الطبيعي عبر البحر الأسود و مفاعل أكويو النووي الذي تشرف روسيا الوكالة الفيدرالية للطاقة النووية الروسية (روزاتوم) على بنائه.
وقبل الأزمة، كانت روسيا المستورد الرئيسي للمنتجات التركية من الخضروات والفاكهة.
وتوقفت الرحلات السياحية الروسية إلى تركيا فلطالما كانت تركيا مقصدا رئيسيا للسائحين الروس وقد عانت منتجعاتها جراء العقوبات الروسية، كما أوقفت موسكو الرحلات التجارية. وتسعى أنقرة جاهدة عبر هذه الزيارة إلى أن تسهم في رفع حظر الاستيراد، وإلغاء العقوبات الاقتصادية عنها.