تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المقاومة وتجديد الوعد بالنصر...قراءة في كلمة السيد حسن نصر الله

شؤون سياسية
الثلاثاء 20/2/2007
مازن يوسف صباغ

من مجمع الشهداء - الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت وجه السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني مساء

الجمعة 16 شباط 2007 كلمة بمناسبة ذكرى استشهاد الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي والشهيد الشيخ راغب حرب وأشار سماحته أن كلمته هذه تأتي في )عالم النسيان والتجاهل في بلد ينسى فيه شهدائه العظام, وينسى فيه قادة التحرير ويتحول العملاء فيه إلى رموز وطنية ويتحول المجرمون والقتلة فيه إلى ضمانات وطنية ويتحول من تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء الأطهار إلى قديسين. أما الشهداء والقادة من الشهداء فيلفهم النسيان ذنبهم أن الفضائيات والأرضيات ووسائل الإعلام والصحافة والمنابر في الدنيا قد صادرها من لا يريد أن يذكر اسما كاسم عباس الموسوي أو راغب حرب(.‏

وقد تطرق السيد نصر الله في كلمته هذه إلى العديد من المواضيع والمواقف السياسية التي ظهرت على الساحة اللبنانية مؤخر‏

قوة المقاومة في سريتها‏

أولى هذه المواضيع كانت موضوع الشاحنة المموهة التي كانت تنقل سلاحاً للمقاومة والتي صادرتها القوات الأمنية اللبنانية, حيث رد السيد على الأسئلة التي طرحت حول السبب في سرية عملية نقل السلاح بالقول إن أهم عنصر في قوة المقاومة هو سريتها وكتمانها. الإسرائيليون لا يعرفون أين مخازننا ولا يعرفون أين قواعدنا. وفي حرب تموز قصفوا ألف هدف في يوم واحد وكانوا يفترضون انهم دمروا كل القواعد وكل المخازن. فاكتشفوا إنهم مخطئون ومشتبهون. قوة المقاومة هي في حفاظها على سرية سلاحها وذخائرها ومخازنها وكوادرها وقواعدها وخططها ونواياها(.‏

وشدد السيد في كلمته أن هذا السبب الأساسي الذي يجعل المقاومة تستخدم السرية في تنقلات السلاح وهذا لا يعني وجود أي شك لدى المقاومة في شرعية هذا السلاح أو في حقها )أن تملك سلاحاً لتحرر به الأرض وتدافع به عن الوطن, هذا حقنا ونحن لسنا خجولين فيه ولا ندافع عن أنفسنا في هذه المسألة. هذا الحق اكتسبناه من الأديان والقوانين الوضعية والشرائع السماوية وسيرة العقلاء وسيرة البشر والمجتمعات البشرية عبر التاريخ, وهذا لا يعني أيضاً أن المقاومة سوف تطلب إذنا ممن كان يأتي بالسلاح من إسرائيل ولا نطلب اذنا ممن كان يحمل السلاح في ظل الاحتلال الإسرائيلي, ولا نطلب إذنا ممن لم يطلق رصاصة على إسرائيل.‏

السبب الثاني لإخفاء عملية نقل الأسلحة هو تجنب الحكومة اللبنانية الإحراج لانه عندما يتبين اننا ننقل السلاح الله يعينكم على فيلتمان.‏

وتعرض السيد إلى عملية التوظيف السياسي التي تمت لهذه الحادثة ومحاولة الاستفادة من هذا الموضوع لربط (موضوع الشاحنة والتفجيرات التي حصلت في المتن الشمالي. هذا أمر مذهل ويعبر دائما عن سوء التوظيف وسوء النوايا والاستغلال. واسأل إذا كانت الشاحنة تنقل صواريخ كاتيوشا ما علاقة هذا بالتفجير الذي حصل واستهدف مدنيين? الواضح هنا هو التوظيف السياسي).‏

لا نسامح أحداً بطلقة تغتصب‏

الموضوع الثاني كان المحاولات الدائمة لضرب المقاومة بالجيش والجيش بالمقاومة واختلاق الذرائع لخلق صدام بين المقاومة وقوات اليونيفيل, حيث حذر السيد الفريق الآخر أن )لا يلعب بيننا وبين الجيش( مؤكداً أن المقاومة )ليست عبئا على الجيش اللبناني بل هي السند الحقيقي للجيش اللبناني, وليس بصواريخنا ومخازننا فقط, بل برجالنا ومقاتلينا ودمائنا وأرواحنا ستكون معا جنبا إلى جنب مع الجيش اللبناني للدفاع عن لبنان, وبالتالي أرجو أن يكون هذا الأمر واضحا فنحن لا نفرق بين ضباط وجنود الجيش اللبناني ورجال المقاومة, سلاحنا سلاحهم وسلاحهم سلاحنا في المعركة, هكذا كان وهكذا سيكون(, وكشف سماحته أنه خلال )المواجهة الأخيرة في مارون الراس المجاهدون في المقاومة كانوا على أهبة الاستعداد لمساندة ضباط وجنود الجيش اللبناني في ما لو تطورت المواجهة(.‏

وأوضح السيد أن الذي صادر السلاح ليس الجيش اللبناني الوطني بل هي الحكومة الحالية في لبنان وهذه ليست المرة الأولى في )الحرب صادروا السلاح وما زال السلاح الذي صودر في الحرب مصادراً حتى الآن, إنها حكومة المقاومة التي تصادر سلاح المقاومة في أصعب أيام الحرب والمواجهة(.‏

ونبه السيد إلى المحاولات الحثيثة لإشعال الصراع بين المقاومة والقوات الدولية اليونيفيل, ف (متنبئو الاغتيالات) يتنبؤون اليوم بعمليات ستجري ضد اليونيفيل, لذا يبدو من الأكيد أن هؤلاء المتنبئين كما عملوا على تحقيق نبوءاتهم القاتلة سيعملون على تحقيق نبوءاتهم التفجيرية ضد اليونيفيل وإلصاق التهمة بالمقاومة, لذا من الضروري التأكيد على بضعة حقائق حول قوات اليونيفيل والمقاومة, أولى هذه الحقائق أن هذه القوات لم تأت رغماً عن المقاومة حيث يؤكد سيد نصر الله أن »هناك دول اتصلت وقالت اننا نريد المجيء فقلنا أنه قد لا يكون الجو مناسبا نتيجة جو البلد ومعطيات العراق, وبالفعل هم احترموا هذه المشورة, هذه الدول التي أتت كلها اتصلت بنا واتصلت بإخواننا في حركة »أمل) وبطبيعة الحال اتصلت بالدولة, ونحن قبلنا بهذه الدول, وعندما اتصلت بنا, غير قرار مجلس الأمن الذي لم يعتبروه يشكل ضمانة, أخذوا منا تعهدات بأن هذه القوات موجودة في أرضنا وبلداتنا وأننا لن نتعرض لها بسوء ونحن عند كلمتنا, نحن نفي بعهدنا ووعدنا, وأكد سماحته أن هذا الموقف من اليونيفيل لم يتغير »وعندما يكون لنا ملاحظات على بعض الأداء نتصل من خلال الدولة ومباشرة وليس فقط من خلال الدولة بالدول المعنية ونقول لها هذه ملاحظاتنا وتعمل على معالجة الملاحظات).‏

الحرب الأهلية خط أحمر‏

الموضوع الثالث كان المواقف التي يتخذها الفريق الحاكم والتي ظهرت بوضوح يوم الأربعاء الماضي في الكلمات التي ألقيت في ساحة الشهداء في بيروت, فالفريق المتسلط في لبنان يحاول تعليق سيف الحرب الأهلية على رأس لبنان بخيط رفيع كسيف دموكليس, فأي تغيير أو محاولة للتغيير سيعني انقطاع الخيط ووقوع البلد في حرب أهلية, وهذا ما بدا واضحاً في كلمات يوم الأربعاء حيث أوضح السيد نصر الله مقولة الفريق الحاكم )‏

إذا كانت المعارضة مصرة على إحداث تغيير سياسي في البلد فهي تأخذ البلد إلى حرب أهلية وهذا تعبير دبلوماسي, وإذا أردنا أن نتخاطب معه باللغة الشعبية فترجمته: إذا أنتم مصرون على تغيير سياسي فسنواجهكم بالحرب الأهلية).‏

ومضى السيد يعدد النقاط التي تثير »القلق والخوف عند أي إنسان عاقل) في أداء الفريق المتسلط يوم الأربعاء:‏

هل هذه هي القيادات التي ستقرر مصير البلد وتصنع حوارا وتبني دولة قانون ومؤسسات وتصل إلى نتائج وطنية وتسوية وطنية, هل هذه اللغة وهذه الأدبيات وهذه المواقف التي يمكن أن تضع لبنان على بوابة الحل? هذا أمر هناك شخص عنده مشكلة شخصية مش عارف يحلا وبدو يحمل لبنان كلو التبعات والمسؤولية. ما دخل الشعب اللبناني ولبنان واللبنانيين بهذه القصة?‏

نسمع شتائم فهل هكذا يبنى البلد وهل هذه هي دولة الديموقراطية والعدالة وثقافة الحياة والتحضر والمدنية?‏

نسمع: كلا كلا كلا, كلو لأ لأ ولا يوجد شيء نعم نعم. إذا كان الجواب لا للثلث الضامن ولا لسلاح المقاومة ولا لحكومة الوحدة الوطنية, حسنا ماذا بقي? أي بكل بساطة شخص يقول لكم أنتم المليون ونصف على أقل تقدير الذين احتشدتم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح لا مكان لكم في البلد و»ضبو شنتتكم والله معكم)?‏

هذا الأداء يوضح تماماً أن هذا الفريق الحاكم لا يرغب بالوصول إلى حل, إما لأن هناك قوى خارجية لا تريد حلا في لبنان, إسرائيل بالتأكيد لا تريد حلا في لبنان ويهمها أن يستمر هذا المشهد, الأمريكيون لا يريدون حلا والدولة دولتهم, فلماذا يدخلون قوى تشاركهم في الدولة .‏

أهدافنا محقة‏

وفيها نجاة للبلد‏

المعارضة لا تزال ترى في الحوار وسيلة للخروج من الأزمة, ولكنها ترفض الصيغة الماضية التي تم طرح الحوار فيها عبر طاولة تجميع جميع القوى حيث أثبتت هذه الطريقة فشلها في مجموعتين من جلسات الحوار, فهي تفضل إجراء حوارات ثنائية في محاولة للوصول إلى الحل, وحزب الله غير معني بأن يكن طرفاً في الحوارات الثنائية وذلك لسببين أوضحهما الأمين العام للحزب:‏

1- نحن في »حزب الله) نثق بحلفائنا كما نثق بأنفسنا. وبالتالي, فليتفضلوا ليناقشوا ويفاوضوا ويحاوروا, وإن أي أحد من قادة المعارضة فهو يمثلنا بلا تردد.‏

2- لأن هناك إصرارا بالقول إن المعارضة هي »حزب الله), ولا توجد معارضة خارج »حزب الله), وإذا قبل »حزب الله) قبلت المعارضة, وإذا رفض »حزب الله) رفضت المعارضة, إذا لا أريد أن أسلم لهم بهذه المعادلة لأنها غير صحيحة, وهم يصرون على أن يتحاوروا معنا, وأن يتفاوضوا معنا, وأن يجلسوا ليثبتوا هذه المعادلة التي حاولوا أن يحكوها لكل العالم على طول الخط.‏

وأكد السيد أن هدوء تحركات المعارضة منذ الإضراب العام إلى اليوم لا يعني »أن جعبة المعارضة انتهت, مع الحفاظ على الخط الأحمر الذي هو موضوع الحرب الأهلية. المعارضة أمام خيارات للعمل والتحرك, ولكنها كانت دائما تعطي الفرص للتلاقي والنقاش والمبادرات والمساعي).‏

كما شدد سماحته على وهم من يعتمد على التمليل أو التيئيس سلاحاً آخر يشهره في وجه المعارضة فمن » يتصور أن قيادة المعارضة أو المعارضة أو جمهور المعارضة سيتخلى مع الوقت عن هذه الأهداف هو مشتبه, وكما قلت منذ الأيام الأولى: حتى لو كابرتم وأصريتم, أنتم لا تستطيعون أن تحكموا هذا البلد لأن تركيبة البلد هكذا, ستكونون حكومة في الحد الأدنى مطعون بشرعيتها. المعارضة منذ اليوم الأول قالت إنني أريد الشراكة, وبالتالي, إذا لا تريدون الإستجابة والمعالجة السياسية, فبطبيعة الحال المعارضة ستستكمل تحركاتها بالوسائل التي تراها مناسبة).‏

وأكد سماحته أن المعركة التي تخوضها المعارضة اليوم لإسقاط مشروع الفريق الحاكم للسيطرة على لبنان هي امتداد للمعركة التي خاضتها المقاومة للتصدي للعدوان الإسرائيلي , وأن القوى التي دعمت العدوان على لبنان من قبل إسرائيل في تموز العام الماضي هي نفسها التي تدعم الفريق الحاكم في لبنان اليوم وهذا الفريق الحاكم ما زال في السلطة بأسباب الدعم الخارجي» ولكن الدعم الخارجي قد يبقى مجموعة في السلطة لمدة من الزمن, لكنه لا يستطيع أن يبقيها دائما, حتى هذا الدعم الخارجي يزداد مأزقه في المنطقة يوما بعد يوم. أقول لكم كما صبرنا يجب أن نصبر وكما عملنا يجب أن نعمل وكما ضحينا يجب أن نضحي, نحن نواجه الحرب نفسها, ولكن بعناوين مختلفة وعناصر مختلفة).‏

وختم السيد كلمته بتجديد الوعد بالنصر الذي طالما عودنا عليه حيث قال: »وكما وعدتكم في الحرب وكما وعدتكم في مخيم رياض الصلح, أقول لكم هذه المعارضة في لبنان ستحقق هدفها وستنتصر عاجلا أم آجلا, نحن علينا أن نثابر وأن نواصل العمل, ومن كان صادقا مخلصا جادا مثابرا منضبطا مسؤولا مضحيا لا يمكن أن تلحق به هزيمة لا في القتال ولا في السياسة).‏

ونختم بوصف أحد الساسة الوطنيين اللبنانيين لكلام السيد حسن نصر الله بأنه قمة الكلام ووضوح الموقف وصلابته الحريص الدائم على المحافظة على مكتسبات لبنان من خلال المقاومة ووحدة الموقف الداخلي حولها ووحدة موقف أهل المقاومة في الداخل وفي كل المناطق والعائلات الروحية‏

تعليقات الزوار

حسين محمد البسومى المحامى بالنقض |  hossein albssomy@yaho.com  | 01/04/2007 08:51

النصر للمقاومة باذن الله تعالى 00 و الخزى و العار لمن يخون بلاده 00 تحية الى المقاومة الباسلة و بطلها السيد / حسن نصر الله 00

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية