نفسي فيه إلى جانب أفذاذ في المسرح من أمثال حكمت محسن ونهاد قلعي ونجاة قصاب حسن,وهم متوفون جميعا الآن رحمهم الله,وآخرون وكان أمين المجلس الأستاذ هشام دباب.
كان ذلك في عام 1960 واستمر المجلس وكأنه في العمل بعد الانفصال وكانت له مهام محددة استشارية فهو ليس له حكم تنفيذي بل هو يدرس الحالة وشخصها ويجد حلولا لها وكانت لجان المجلس كثيرة: السينما والمسرح والفنون الشعبية والفن التشكيلي والعلوم الاجتماعية كالتاريخ والجغرافيا ولجان خاصة بالأدب العربي ,القصة والرواية والشعر والمقال إلى آخر ما في هذه الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
دامت عضويتي في المجلس عدة سنوات وكانت العضوية مأجورة يتقاضى العضو عن كل جلسة مبلغا وإن كان زهيدا إلا أن سمعة العضو كواحد من أعضاء لجان المجلس كانت تساوي الكثير وقد استفدت من عضويتي هذه بأن رأيت بعض كبار الفنانين عن كثب ولم أعد أذكر إن كان المرحوم عبد اللطيف فتحي بين أعضاء لجنة المسرح أم لا لكنني متأكد من أن نهاد قلعي كان عضوا وكذلك حكمت محسن في آخر أيامه وكان نجاة قصاب حسن لولب اللجنة وصاحب آراء سديدة دائما ,ولست أنسى قط أنه كان مديرا للمسارح و الموسيقا في وقت من الأوقات.
هذه الحقبة من تاريخي حمستني على أن أسهم في تاريخ المسرح فنهضت للكتابة عن الظواهر المسرحية التي سدت مسد المسرح قبل ظهوره في دنيا العرب كخيال الظل سميت كتابي ( كركوز- مسرح عربي قديم) وقد طبعته وزارة الثقافة مرتين-مرة عام 1964 ومرة أخرى بعد أربعين سنة عام 2004 ومسرح الدمى ,و الحكواتي,ومسرح العرائس وصندوق الدنيا وظل تأِثير هذه اللجنة فيّ حتى أصدرت كتابي الثاني وهو عن رائد مسرحي عظيم هو أبو خليل القباني وعن مسرحه الغنائي واطمح إن اعطاني الله قوة ومقدرة أن استمر في الكتابة عن تاريخ المسرح السوري.
بعد سنوات امضيتها في المجلس الأعلى وحضوري جلسات لجنة المسرح بانتظام ألغي المجلس وذهب كل في سبيله لكن الأعضاء اقصد أعضاء اللجان مازالوا يمارسون أعمالهم في الحياة كما مارسوها في لجان المجلس مستمرين لا في النصح و الاستشارة فقط بل في مسائل تتصل بعمق المهام التي كانوا يؤدونها في تلك اللجان وأنا مثل على ذلك ولا فخر!