في البداية من الممكن اعتبار بعض العروض التي تأتي لهؤلاء المدربين من أندية خارجية , يسيل اللعاب لمغرياتها المالية! مجرد فقاعات صابون أو محاولات بائسة للتسويق والقذف نحو واجهة الأحداث, وإثارة نوع من الضجة والضوضاء المحببة التي تحرك الأجواء الراكدة, وتضع المدربين في بحبوبحة من أضواء الشهرة وسخونة المناخ , وتوحي للشارع المتابع بشغف وترقب أن ثمة تضحيات جمة يقومون بها, ابتغاء نيل الاحترام وكسب الود.
ولايمكن نكران أن البعض الآخر من هذه العروض حقيقية وواقعية, وكفيلة بوضع أصحابها أمام خيارات صعبة وقاسية, لكن لابد أيضاً من التأكيد أن الجنوح لأي من الاحتمالات الواردة تحكمه عدة اعتبارات وتحكمه الكثير من النوازع , وهو مصلحة فردية بالمقام الأول, فتغليب منطق الحس بالمسؤولية الملقاة على الكواهل, وعدم التخلي عن الواجب الحتمي الذي تفرضه نواظم الإنتماء والعرفان, والبقاء مع المنتخبات الكروية, على مافيها من تحديات وصعوبات وسهام نقد جارحة, وشح شديد في العائد المادي,له الكثير من المنعكسات الإيجابية والفوائد العاجلة والآجلة, ولعل أدناها التواجد على رأس الجهاز الفني للمنتخب, مع دالة على اتحاد اللعبة وربما على كرتنا وتاريخها الغابر والحاضر! وإذا انتصرت نوازع النفس التواقة للحصول على الآني واللحظي من المنافع , فلا عزاء حينها لكرتنا وكوادرها الذين من حقهم أن يبحثوا عن فرصة العمر.