والتي تعطي بصمة خاصة بعادات المأكل والمشرب في رمضان حتى إن عادة السكبة في هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والمحبة والكرم تساهم في إنهاء الخلافات بين عائلتين تخاصمتا.
لا يلقى شهر اهتماماً بالطعام كما يلقى رمضان، وقد اعتاد الناس في هذا الشهر على تبادل أطباق الطعام والشراب المتعددة التي أعدتها النساء، لترسل قسماً منها لجيرانها المقربين منها الذين يقومون بدورهم بإرسال قسم مما أعدوه للإفطار إلى الجيران.
ما إن تغيب شمس النهار معلنة قدوم موعد الإفطار حتى تتسارع النساء لإهداء أطباق الطعام لبعضها حتى تسمع أصوات الحركة في مداخل البناء وعلى الدرج، وأصوات قرع الأبواب في حركة تعبر عن مدى التواصل الاجتماعي بين الأسر السورية، فجميع البيوت في المحافظات السورية تشهد في رمضان سباقاً تنافسياً واضحاً في تبادل أطباق وإهدائها وخاصة للعائلات المستورة، والوقت الصحيح لتوزيع السكبة هو قبيل آذان المغرب بدقائق قليلة.
السكبة عادة تقوي الأواصر الاجتماعية بين الناس، وتشيع روح الألفة في الأحياء، وتزرع المحبة في النفوس، وليس شرطاً إطلاقاً أن تكون السكبة من أنواع الطعام الفاخر، بل على العكس إن تبادل السكبة المؤلفة من طعام بسيط جيد الصنع ورخيص الثمن هو الذي يمنح هذه العادة رونقها الحضاري وبعدها الاجتماعي.