تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوادر تغــــيّر في موازيــــن الطــــــاقة

اقتصاد عربي ودولي
الاثنين 25-2-2013م
إعداد- بتول عبدو

تتالت التصريحات في الآونة الأخيرة عن تراجع الطلب العالمي عن النفط في نهاية العام الماضي كان مستوى استهلاك النفط عالمياً يتخطى 90 مليون برميل يوميا,

وقد صدرت عدة بيانات وإحصائيات تفيد بان منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك تراجعت في إنتاجها إلى مادون المستويات العادية التي كانت تراوح عند 30 مليون برميل يوميا، ويقول المحللون والخبراء في أسواق النفط ان تراجع الطلب في الاقتصاديات المتقدمة هو السبب الرئيس لتراجع الأسعار، فيما يقول اخرون ان زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط إلى مافوق سبعة ملايين برميل في اليوم يقف سببا رئيسيا وراء تراجع الطلب وخاصة على نفط الشرق الأوسط، فقد تراجع الإنتاج في اكبر الدول المصدرة للنفط كالسعودية من 10 ملايين برميل في اليوم منتصف العام الماضي إلى تسعة ملايين، وهو يعني ان هناك الكثيرمما تخسره الخزانة يوميا من إيرادات النفط الذي تعتمد عليه في الإيرادات بشكل مطلق. وهناك فريق ثالث يقول بان تراجع الطلب في الدول المتقدمة يعوضه استمرار الطلب من الاقتصاديات الناشئة.‏‏

وراء الاكمة‏‏

يدحض الخبراء المقولات عن ان السعودية فعلت ذلك، أي خفضت إنتاجها إلى ذلك المستوى بهدف رفع اسعار البرميل، أو في الحد الأدنى المحافظة على أسعاره الحالية، لكن ذلك ليس صحيحا فهي تريد استقرار الاسعار، ويضيف الخبراء ومنهم الكويتي كامل عبدالله الحرمي أن السبب هو «التغيير في نمط الاستهلاك العالمي، فالفترة الحالية لم تعد الفترة الحرجة على صعيد الطلب، فالفترة الحرجة تحركت إلى الربيع والصيف حين يبلغ الطلب العالمي الحقيقي على النفط ذروته وقد يزيد على معدل 90 مليون برميل يومياً.» وهذا تغيير شامل مقارنة بما كان يحصل قبل 10 سنوات –يضيف الخبير- حين كانت الولايات المتحدة وكندا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وراء زيادة الطلب العالمي. أما الآن فالصين والهند وروسيا والبرازيل والسعودية ذاتها (يصل الطلب المحلي إلى نحو خمسة ملايين برميل يومياً من النفط المكافئ في موسم الذروة) هي المحرك للموسم الحقيقي لأعلى معدل للطلب على النفط.‏‏

العرض والطلب‏‏

ولان انتاج الولايات المتحدة يلعب دورا مهما في معادلة الأسعار والإنتاج يؤكد الحرمي أن الولايات المتحدة بدأت» فعلاً بتقليل اعتمادها على الاستيراد الخارجي وزيادة اعتمادها على مصادرها من الغاز والنفط الصخريين». ويلاحظ ان هذا الاتجاه في تزايد، خصوصاً أن ولاية «نورث داكوتا وحدها تنتج حالياً أكثر من 750 ألف برميل يومياً من النفط الصخري، أي ما يعادل إنتاج قطر ويقترب من إنتاج إكوادور.‏‏

خارطة الاقتصاد العالمي تغيرت ولم تعد محصورة في الدول المتقدمة، وتبع هذا التغير تغير مماثل في تقرير مصير العرض والطلب تلعبه وتقوم به الدول الناشئة والنامية سواء أكانت في آسيا او في أمريكا اللاتينية، فهذه الدول» بدأت تمثل التوازن النفطي بل والاقتصادي حول العالم».يقول الخبراء أن ميزان الطاقة العالمي اذا ماتغير فإن دول اوبك ستكون الخاسر الاكبر، فهي في معظمها لاتعرف ايرادات سوى تلك التي تأتيها من صادرات النفط.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية