تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رحيل كلينتون مرارة الفشل والخريف القادم

مساحة للرأي
الاثنين 25-2-2013م
بقلم د. قحطان السيوفي

وردني بالبريد الإلكتروني سؤال من قارئ يقول فيه (بعيداً عن الاقتصاد الدولي الذي عودتنا أن نكتب عنه أرجو أن توضح لماذا تحدث الرئيس الأميركي أوباما في خطاب الاتحاد بإيجاز شديد عن السياسة الخارجية؟ وهل صحيح أن أوباما مرتاح لرحيل كلينتون؟

تركت هيلاري كلينتون الدبلوماسية الأميركية بعد أن شغلت منصب وزير خارجية الولايات المتحدة خلال ولاية أوباما الأولى. طرحت وسائل الإعلام ومراكز البحث في الولايات المتحدة وخارجها أسئلة عديدة حول ما حققته السيدة كلينتون الأنيقة والمتصابية التي تجاوزت الـ65 عاماً والتي قطعت (956733) ميلاً في رحلات جوية حول العالم خلال أربع سنوات من ولايتها وعملها كرئيسة للدبلوماسية الأميركية، هناك شبه إجماع لدى المحللين على أن إنجازات كلينتون كانت محدودة وبعيدة عن إرث ثعلب الدبلوماسية الأميركية هنري كيسنجر أو حتى جيمس بيكر .. لقد جاء خطاب الرئيس الأميركي أوباما في ولايته الثانية (حالة الاتحاد) متميزاً بالاقتضاب وبالعموميات في السياسة الخارجية وركز على الوضع الاقتصادي الداخلي ومشاكل عجز الميزانية والدين العام والبطالة.. وقال أوباما (على القادة أن يعملوا أكثر من مجرد تحديد الأهداف وأن يجدوا الوسائل اللازمة لتنفيذ الأهداف..) وكأنه يقصد بذلك آليات السياسة الخارجية التي نفذتها كلينتون وقد علقت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) على خطاب أوباما بقولها: كانت السياسة الخارجية ثانوية وضبابية في خطابه نوعاً من التهرب من وضع النقاط على الحروف .. بعض الاطراء الذي صدر عن أوباما عند رحيل كلينتون كان فيه الكثير من الدبلوماسية المبطنة بالرضا المبهم والذي يحتمل التأويل ويرى المحللون أن تكليف البرلماني المخضرم (جون كيري) بوزارة الخارجية يدل على رغبة أوباما الثاني بوضوح للتغيير والخلاص من هذا النمط في العمل الدبلوماسي الذي قادته كلينتون خلال ولاية أوباما الأولى والذي سبب لهذا الأخير الكثير من الإحراج والمواقف الصعبة وعدم المصداقية في السياسة الخارجية .. رغم تعاطف كلينتون المعلن مع إسرائيل لم تحقق شيئاً على صعيد عملية السلام العربية الاسرائيلية وأكدت دائماً دعم أمن اسرائيل كما أظهرت كلينتون دعماً سمي الربيع العربي وتأييداً مباشراً وغير مباشر لدعم الارهاب، وقد أثبتت التجربة الليبية ومقتل السفير الأميركي في ليبيا (المقرب من كلينتون) على يد الارهابيين الذين سبق لكلينتون أن ساهمت في دعمهم بالمال والسلاح ضعف وهشاشة الادارة الدبلوماسية الأميركية مما أدى إلى تحميل الوزيرة كلينتون المسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن ذلك بالاضافة إلى أن ما جرى ويجري في مصر وتونس كل ذلك أكد فشل أداء السياسة الخارجية الأميركية حيال ما سمي الربيع العربي ليتحول هذا الأخير إلى خريف قاتم بامتياز... كل ذلك وغيره أيضاً.. أفقد كلينتون توازنها في الأيام الأخيرة لولايتها لتسقط على الأرض... وتجد نفسها في المشفى... وبعدها تطل في اليوم الأخير من ولايتها على الإعلام، وهي مرهقة تلاحقها لعنة ومسؤولية دماء الأبرياء التي تسيل في بعض دول المنطقة العربية.. رغم وصف (مارتن أنديك) سفير السفير الأمريكي السابق في إسرائيل، بأن هيلاري كلينتون كانت أشبه بـ(نجمة الروك) فإن العجوز المتصابية هيلاري كلينتون تركت الدبلوماسية الأمريكية وتطلعاتها البعيدة والصعبة المنال للوصول إلى البيت الأبيض... ورحلت كلينتون وفي حلقها غصة ومرارة من الفشل الواضح في أدائها الدبلوماسي، وتركت وراءها مشهد الخريف العربي القاتم الذي تعيشه مصر، وتونس، وليبيا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية