مازالت المعادلة التي تحكم الأزمة في سورية هي هي،شعب يذبح باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان على أيدي جماعات تكفيرية أصولية متطرفة،وجيش سوري يناضل لدك أوكار المتربصين بسورية شراً،ويبذل الغالي والنفيس في سبيل عزة وكرامة وطنه،وتحالف أمريكي - غربي إسرائيلي- تركي- خليجي يصر على الاستمرار في العبث بدماء السوريين ومصيرهم،ومؤسسات أممية تواصل مسيرتها اللا أخلاقية في النأي عن أي فعل ينصف المظلوم ويعاقب الظالم.
المراوحة هي نفسها..عندما قتل خمسة سياح إسرائيليين بانفجار حافلتهم في بلغاريا،قامت الدنيا ولم تقعد،بل استنفر العالم بأسره،مواقف وتحركات وضغوطاً،من أجل القصاص لهم،أما في المشهد السوري،تغدو الصورة مغايرة تماماً وشديدة القتامة.
نعم..هناك من ندد وأدان الفعل الإرهابي الجبان الذي هز دمشق،وهناك من تعامى عنه وكأن المشهد لا يعنيه،ولكن في الطرف المقابل هناك من أثلجت صدره مناظر الدم والأشلاء والدمار،كيف لا وهذه مخططاته وإنجازات قتلته المأجورين!.
الرفض الأمريكي لإدانة التفجير الإرهابي في دمشق يبقى هو بيت القصيد،ولكم هو معيب ومخزي ذاك الموقف العدواني وإن لم يكن مستغرباً،دماء كثيرة سالت،ونزيف لم يتوقف،ولكن لا حياة لمن تنادي،وكأن السوريين،من عجينة أخرى أو من كوكب آخر.
إذاً..هل يخطئ الظن من يجزم بأن الأمريكي لا تعنيه الدماء السورية التي تراق؟وبأنه مسؤول وبالكامل عما يرتكب بحق السوريين من جرائم أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها وحشية؟وبأنه وراء احتضان وتجنيد وتمويل وتسليح وإرسال التكفيريين و«الجهاديين»المأجورين إلى بلادنا ليهدروا الكرامات ويستبيحوا المحرمات؟وبأنه العقل المافيوي الشيطاني المدبر لكل ما جرى ويجري إلى الآن؟.
مع الأسف..لقد انحرفت البوصلة،إن لم تكن قد انكسرت بعد،ويبقى السؤال:متى تنضب شلالات الغدر؟ومتى تنطفئ حمم المؤامرات وتخمد ألسنتها المتأججة؟.