وفي الشعر العربي.. إن أعظم النار من مستصغر الشرر وهنا يبدو أن عود الثقاب وقدح الشرر قد فعل فعله مؤججاً نيرانه التي أول ماأحرقت أديم الأرض السورية وقامتها الخضراء فاختار اللهيب المفتعل بفعل فاعل جاهل حاقد مساحة الغابات الخضراء الممتدة على كامل الجغرافية السورية..
فهل نتذكر جميعا قبل اندلاع الأزمة المفتعلة بعام أو عامين كيف أخذ مسلسل الحرائق يجتاح غابات ساحلنا وداخلنا وشريط حدودنا، وكانت التحقيقات والتقارير الميدانية المكتوبة والمرئية تتساءل من المستفيد من هذا الفعل ومن يقف وراءه ولماذا كل هذا العبث المقصود بثروتنا الحراجية.
هل كان الحريق المشاهد هو الاسم الحركي لهذا وذاك الإرهابي والجاني الحقيقي والفاعل المتستر بلباس الاستهتار لتدون الجريمة باسم الولاعة، عود الثقاب، سيران طائش، اصبع ديناميت وغيرها.
المهم لم يكن بريئا هذا النوع من الحريق الذي احتاج حتى الطيران المدني والزراعي لإطفائه.. ليتبين فيما بعد المغزى الحقيقي والهدف المرجو من هذا الفعل الإجرامي.. الذي يهيء العدة لأنواع الحرائق الأخرى، والتي لاتقل إيلاما من حرائق الغابات .
رئة الطبيعة وحقول الزيتون والفستق الحلبي وأشجار السرو وغيرها.. فما أفرزته الأزمة السورية بفعل وحشية مرتكبيها هناك من أحرق القلوب والمشاعر والأحاسيس بفقدان الأبناء والأحبة واغتيال الطفولة في مهدها.
وهناك من أحرق الجيوب بفعل الجشع والطمع وشره المال بقصد أو غير قصد وبالتأكيد مقصود ومفعول به إلى درجة استشرائه كالنار بالهشيم .
وهناك من أحرق مفكرة الزمن من العقول التي امتد عود الثقاب لكن بالشكل الأخر لأداة القتل.. فكان الاغتيال والتصفية والتقطيع اللئيم لابن أدم الذي أكرمه الله في أحسن تقويم .. فهل يتصور عاقل أن مجموعة إرهابية كانت تحتفل وتسكر وتعربد بإخراج دماغ مواطن عربي سوري متنور متعلم له مكانته العلمية الرفيعة انتقاماً لذكائه وعقله وفائدته لبلده.. هؤلاء ليسوا جهلة وحاقدين فقط بل ينفذون الأوامر الذكية لمن يطلقها ويعرف الهدف والغاية عندما تقتل عالماً سورياً أو عربياً أو اسلامياً إنها الجريمة الكبرى بحق العلم والبشرية.
أيضاً الحريق أعدم قسراً أنين المرض من طفل وشاب وعجوز وسيدة وشابة ومدني وعسكري في المشافي والمراكز الصحية من عامة وخاصة حين فجرت وخربت مراكز الاستشفاء هذه وإخراجها من طور الزمان والمكان والصحة ومداواة الجراح.
الحريق وعود الثقاب خطف بسمة الطفولة وهي ترفل على مقاعدها الصغيرة في رياض الأطفال ومدارس الوطن التي تعلي شأن المعرفة وقيمة الإنسان وحضارة البشر.
هناك من أحرق صباحات الحقول قبل أن ينبلج الفجر ويظهر الشفق وينبعث الضوء من الشقوق التي يستقبلها فلاحنا وهو ذاهب إلى أرضه ينثر البذار ويحصد الغلال.
هم استخدموا حرائقهم بكامل عتادها ومعداتها وفكرها الظلامي لكن طوفان الحق السوري أزهق الباطل ودحر فجاره ومرتكبيه البرد والسلام سيعمان بإذن الله كامل أرجاء الأرض السورية بفعل الصبر والإيمان والعزيمة وعقيدة الجيش العربي السوري الذي سطرّ أجمل ملحمة عشق وولاء للوطن ومدرسته النضالية إلى جانب الشعب الوفي الذي رفع شعاره المقدس هذا جيش الوطن .. هذا منا وفينا.