وفي حواره مع مجلة اكسبريس يحكي الممثل دانييل عن أسلوبه هذا في الأداء وكيف تسكنه الشخصية طوال فترة التصوير قائلاً :
(دائماً أتردد في التعليق على هذا . وأخشى أن يتصوروني أنني أحرص على فرض نوع من الغرائبية أو مهووس بدائرته المهنية . جميع الممثلين يبذلون جهداً كبيراً ليصلوا إلى بناء وهم الشخصية التي سيؤدونها . أما من جانبي فعندما أكون في التصوير أعمل على إغلاق أجزاء كثيرة من وعيي وإحساسي بالعالم الخارجي . وأرى أنه من العبث الدخول والخروج طوعياً من عالم عانيت كثيراً لتكوينه . أفرض على نفسي جملة قواعد صارمة , أعتقد أنها تساعدني في العمل جيداً , ولكن لا أقطع كل الجسور مع الواقع . وعندما انتهي من التصوير أعود إلى منزلي وأستمر بالحياة , وإلا سيكون المآل (هو الجنون) . وحول كيفية مقاربته لشخصية لنكولن وهو الغريب عن الثقافة الأميركية يصفها كالتالي (لأني غريب عن الثقافة الأميركية هذا ساعدني في تجاوز تكبيلي بعقدة شدة الاحترام لتلك الشخصية التاريخية . ولكن واجهني خطر من نوع آخر , حيث كان لنكولن بالنسبة لي شخصية بعيدة وصعب تجسيدها , لم نعرفه في كتبنا المدرسية . ولم أعرف كيف يمكنني نفخ الحياة فيه , ووسط دهشتي تلك اكتشفت وأنا أحاول الاقتراب منه أن لنكولن سهل الأداء , حيث يمكن الدخول إلى حياته من خلال العديد من السبل الواسعة والمضيئة , والفضل الكبير لكتاب المؤرخة دوريس كيرنز ( فريق من المتنافسين ) والذي استوحى منه طوني كوشنر السيناريو . وعندما قرأته ضمنت النجاح لأن تلك الرواية تدعوك لمعرفة لنكولن المعرفة الحقيقية) .
ويبرر سبب رفضه أداء الدور على مدى سبع سنوات للأسباب التالية (لقد تأثرت كثيراً بالعرض الذي طرحه المخرج سبيلبرغ , ولكن بدت الفكرة بالنسبة لي ضرباً من الجنون , ورفضت العرض بكل أدب لأنني اعتقدت أنه محظور التعرض لسمعة رئيس يحظى بحب الأميركيين وهو من أعظم وأهم رجالات القرن التاسع عشر) . وحول كيفية تقمصه لهذه الشخصية يقول (عادة يلزمني ستة أشهر للإحاطة بجميع جوانب الشخصية , ولكن مع لنكولن احتجت إلى سنة كاملة من المجهود الشخصي . سافرت إلى سبرينغ فيلد في ولاية إلينوي , مهد سياسة لنكولن برفقة دوريس كيرنز , وزرنا هناك منزل لنكولن ومن ثم دراسته للمحاماة , استطعت ملامسة أقلامه ونظاراته والطواطم السحرية الصغيرة , حتى قفازاته البيضاء وأختامه وأوراقه . وما أدهشني اكتشافي روح الدعابة في كتاباته , حتى إن تعليقاته وردوده في الاجتماعات كانت تثير غضب وزرائه . وقصصه كانت تفيد في تلطيف الجو . وبصفتي ممثلاً أعطيت أهمية كبيرة لهذا الجانب من الشخصية والتي أبعدتها عن الوقوع في الغرور أو الانهيار تحت وطأتها) .