من أفلام مهرجان (أحدث إنتاجات السينما العالمية)..العائلة تنتصر في (السلالة)
سينما الاثنين 25-2-2013م انطلقت مؤخراً تظاهرة (أحدث إنتاجات السينما العالمية) التي تقيمها المؤسسة العامة للسينما في سينما الكندي ، وتضم بانوراما واسعة الطيف من أهم وأحدث العروض السينمائية التي تنتمي إلى تيارات ومدارس فنية متنوعة .
وعبر هذه الأسطر نرصد أحد تلك العروض وهو فيلم (السلالة ـ The Descendants) إخراج الكسندر باين وبطولة جورج كلوني وشايلن وودلي .
وهنا لا بد أن نقف عند شخصية البطل التي أداها بحضوره الآسر النجم جورج كلوني حيث يأخذك إلى عوالم من الرومانسية والمشاعر الرائعة من خلال تعابيره وإحساسه المقنع ، إنه (مات كينغ) وهو أحد ملاك الأراضي، لم يلتفت إلى حياته الخاصة وبناته. إلا بعد أن أصيبت زوجته بحادث مأساوي فيحاول إعادة ترتيب شأنه الداخلي، والاقتراب أكثر من ابنتيه حتى لا تجرفهما الحياة الفاسدة إلى الهاوية . وهنا تظهر زوجته في إحدى المشافي وهي تصارع الموت وقد دخلت في غيبوبة فتنفسها فقط هو ما ينبئ بأنها مازالت على قيد الحياة، ورغم محاولات الأطباء الحثيثة والجادة لإنقاذها، لكن دون جدوى .
يتوقف الفيلم في بعض مشاهده عند جذور وسلالة البطل، فهو ينتمي لعائلة عريقة، فأجداده من أهل الجزيرة الأصليين الذين تزوجوا من غربيين، وهو وصي على أملاك شاسعة خصوصاً في ذاك الخليج الذي يمكن أن يتحول إلى مشروع سياحي لو قرر بيعه للمستثمرين . ويظهر جمال المكان عندما يقف مع بناته، متأملين تلك الطبيعة الساكنة من أعلى الجبل، وفي الآن نفسه يظهر أقاربه المتلهفين لبيع هذه الأراضي، حتى ينال كل منهم نصيبه من الأملاك لاستغلال المكان في بناء مشاريع سياحية تدر الأرباح الطائلة عليهم . لكن هذا الأمر لم يحظ بتفكيره، إنما كانت أفكاره تأخذه إلى ابنتيه وهما بأشد الحاجة للرعاية، فالصغيرة لم تتجاوز العاشرة من عمرها (ميلر) والأخرى في السابعة عشرة من العمر (وودلي) وخصوصاً بعد أن أجمع الأطباء أن لا شفاء يرتجى من زوجته، وعليه أن يأخذ القرار بإيقاف الأجهزة الطبية التي تساعدها على البقاء حية، وهذا بحد ذاته من أصعب المواقف التي تواجهه . وفي هذه اللحظات الحرجة، تعترف له ابنته الكبرى أن زوجته التي يحب كانت على علاقة عاطفية مع رجل آخر وهنا تسيطر عليه رغبة جامحة في معرفة ذاك الشخص الذي خانته معه، وكيف سيستطيع التصرف حياله .
تمر الأحداث ويصل إلى الرجل الذي اقتحم حياة زوجته، لكن ذلك لم يجعله ذاك الرجل الحاقد، بل نراه يذهب إلى زوجته التي تحتضر، ويودعها مصرحاً لها بحبه، ويغفر لها خيانتها، التي اعتبرها مشروعة كون زوجها مشغولاًعنها بأعماله الكثيرة ، و بهذا المشهد ينتهي الفيلم المشحون بالحب والعاطفة، وإعادة التئام شمل العائلة من جديد رغم خسارتها للعنصر الهام فيها وهو الأم . وقد استطاع المخرج بطاقمه المميز وعبر أبطاله أن يشدنا إلى الأحداث التي اتسمت بالتسلسل المنطقي والحوار الممتع، يأسرنا ذاك الإبداع لكل واحد منهم، وينتهي بنا المطاف إلى مقولة (الحب والمغفرة والإرث العائلي هو الثروة الحقيقية للإنسان).
|